تبادل المسكنات واستخدامها العشوائي… وسيلة محفوفة بالمخاطر

تالا الحريري

لا يعتبر الناس المسكنات أمراً خطيراً، بل هي بالنسبة اليهم الأقل خطورة بين الأدوية إذ يمكنهم أخذها متى يشاؤون ولأي وجع يعانون منه، حتى أنّ من يستخدم مسكنات معينة وتفيده في التغلب على أوجاعه، ينصح بها الآخرين ويشجعهم على أخذها وقد يتبرع لهم بالقليل منها للتجربة.

ولكن ما خطورة تبادل المسكنات بين الناس في ظل إختلاف نوع المرض وعدم التشخيص الصحيح له، الى جانب إختلاف طبيعة الجسم المتلقي للعلاج والمناعة الموجودة لديه، والأهم هو العيارات المختلفة للمسكنات التي قد تكون قوية على الجسم في حالات معينة؟

يشدد الصيدلي رامي عاشور لـ”لبنان الكبير” على مخاطر الاستخدام العشوائي للمسكنات، ويقول: “اذا كان هناك وجع خفيف فمن المفترض أن يُعطى المريض مسكنات خفيفة، واذا كان قوياً فيحتاج الى مسكنات قوية وذلك حسب المرض والعوارض، مثلاً مرضى السرطان يحتاجون الى مسكنات قوية، ومن يعاني من وجع في الظهر أو العظام أو الأضراس يحتاج الى مسكنات خفيفة. استخدام المسكنات أيضاً يجب أن يكون بطريقة مدروسة لأن الجسم يمكن أن يعتاد عليها ويلاحظ المريض مع الوقت أنّ مفعولها خف، فإذا اتجه إلى تركيبة مسكن آخر يلقى فاعلية أفضل. وفي الأساس كثرة المسكنات غير مفيدة حتى لو كان المسكن خفيفاً”.

ويشير إلى أنّ “المسكن إذا أُخذ على فترة طويلة يضر الجسم، وفي المبدأ كل الأوجاع تحتاج إلى مسكن سواء كانت أوجاعاً خفيفة أم قوية. نحن دائماً نعطي مع العلاج مسكناً إلى حين يأخذ العلاج مفعوله وعندما يشعر المريض بتحسن بإمكانه وقف المسكن وإكمال علاجه، ونحاول قدر الامكان تقصير مدة استخدام المريض للمسكن”.

وعما إذا كان تناول المسكنات يحتاج إلى وصفة طبية، يجيب عاشور: “لا تعطى للمسكن وصفة طبية في الكثير من الأوقات لكن أقله يجب على المريض أن يستشير طبيباً أو صيدلياً حول طريقة استعماله والمدة الزمنية له وألا يأخذ لفترة طويلة. وهناك مسكنات تحتاج إلى وصفة طبية مثل الأدوية التي تحتوي على كودين Codeine أو مادة ترامادول Tramadol”.

ودائماً ما نسمع مقولة “إسأل مجرب ولا تسأل حكيم” على اعتبار أنّ شخصاً ينصح آخر بدواء أخذه واستفاد عليه، وبات على معرفة تامة وخبرة بالمرض وعوارضه وكيفية علاجه، لكن هل تصيب هذه المقولة في كل الأوقات؟ يجيب عاشور: “هذه المقولة قد تسبب مشكلات عديدة، يأتينا الكثير من الأشخاص الذين أخذوا دواء بسبب نصيحة جار أو صديق ويقوم المسكن برد فعل عكسي على الجسم وهذا ممكن، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى، فمثلاً يمكن أن يكون هناك فرق بين حالة تعاني من شد عضل وحالة أخرى تعاني من التهاب عصب، ويأخذ المريض أدوية التهابات فيما كل ما يحتاج إليه مرخي للعضل وبالتالي يكون قد أضر نفسه، لذلك من الافضل الحصول على الاستشارة”.

وبالطبع من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها المريض مضاعفة الجرعات على مدار اليوم، أو دمج نوعين مختلفين من المسكنات أو الادوية، وعدم قراءة التعليمات الملصقة على علبة الدواء، وهذا بالطبع ما قد يؤدي إلى مضاعفات.

كلمات البحث
شارك المقال