ماكياج العروس 1000 دولار فريش والكمامة بديل أبو رخوصة

راما الجراح

“تجربتي الأولى في كيفية صبغ شعري، كانت عندما شاهدت فيديوات لفنانات على يوتيوب وحاولت تقليدهن، قمت بشراء صبغة من السوق، سعرها أقل من كلفة صبغة صالونات التجميل بحوالي ٩٠٪ وصبغته في البيت وفقاً لما شاهدته”، تقول لنا “تسنيم” التي تعمل في شركة تجارية واعتادت تصفيف شعرها وصبغه في صالون تجميل متواضع في إحدى البلدات البقاعية التي تقطن فيها، مشيرة إلى أن “صبغة الشعر في الصالون كلفتها٣٠ ألف ل. ل أما اليوم وفي ظل الارتفاع الفاحش في أدوات التجميل، أصبحت كلفة الصبغة في صالون ضيعتنا المتواضع تساوي ٢٠٠ ألف ل. ل، أي بقيت الكلفة نفسها على سعر صرف الدولار ولكنها ارتفعت أضعاف نسبتها بالنسبة لليرة اللبنانية وهذا ما يضعنا في موقف صعب تجاه اهتمامنا بأناقتنا التي اعتدنا عليها”.

الدولار يغير العادات

حكمت الأوضاع الصعبة وارتفاع سعر الدولار على اللبنانيات تغيير عادات الذهاب إلى الصالونات للاعتناء ببشرتهن، وهن المعروفات بالاهتمام بأناقتهن فهي من أولويات حياتهن، ولكن هذا الموضوع لم يدُم طويلاً، فقد أصبحت أسعار خدمات التجميل باهظة جداً، وفي حال القيام بعدة خدمات في صالون التجميل من قص الشعر وصبغه وتصفيفه على سبيل المثال، تصبح كلفته تساوي ٥٠٠ ألف ليرة لبنانية، أي ما يقارب نصف راتب غالبية اللبنانيين”.

خوفاً من الخسارة

تؤكد رنا صاحبة أحد الصالونات المشهورة في البقاع، أنها اضطرت إلى رفع الأسعار ولكن ليس تماشياً مع سعر الدولار بهدف كسب الزبائن، وتقول لــ”لبنان الكبير” إن “المشكلة التي تواجه أصحاب صالونات التجميل بشكل عام في لبنان أننا نشتري جميع أدوات التجميل على سعر صرف دولار السوق، بالمقابل عملنا يكون بالليرة اللبنانية، وهذا ما يجعلنا من أكبر الخاسرين في هذه الأزمة”.

أما بالنسبة للأسعار، فتفيد: “كانت كلفة تركيب الأظافر تساوي ١٥ ألف ل. ل أما اليوم فقد أصبحت الكلفة تساوي ٣٠ ألف ل.ل، أما في حال كان هناك حجز عروس محجبة ليوم زفافها، فكلفة المكياج كانت تساوي ٥٠٠ الف ل. ل أما اليوم فمما لا شك فيه أن الكلفة أصبحت ضعف السعر القديم، بسبب غلاء أدوات التجميل. وإذا أردنا حساب كلفة حجز العروس مكياجاً مع شعر، فأصبحت الكلفة بحدود المليونين في الحد الأدنى، أي ما يساوي ١٥٠ دولاراً فقط. وتعد هذه الكلفة من أرخص الأسعار اليوم، فهناك صالونات تجميل في البقاع تصل كلفة حجز العروس عندهم ليوم زفافها تساوي ألف دولار أميركي فريش دولار”.

تراجع النساء عن زيارة الصالونات

وتؤكد رنا أن “الحركة في العمل ليست كالسابق، حيث تراجعت النسب من ٥٠ إلى ٧٠ بالمئة، وأصبح طلب الفتيات والنساء معروف ومحدود في أساسيات الخدمات كـ”تاتو” للحاجبين أو قص الشعر أو صبغه أو تطريفه، لأنه من دون هذه الخدمات مثلاً يصبح شكل المرأه على غير عادته، كما تراجع عدد زيارة النساء للصالون، فمن كانت تأتي كل أسبوع إلى الصالون مرة أو مرتين اقتصرت زيارتها للصالون على مرة في الشهر. وهذا كله أثّر بشكل سلبي على عملنا وأدّى إلى تراجع قدرتنا الشرائية لأدوات التجميل الأصلية، لأن سعرها على الدولار ونحن لا نستطيع حساب ذلك لزبائننا بحسب صرف دولار السوق”.

كوافيرة البنات في البيت

وصلت صعوبة واقع الحال على اللبنانيات أن إحدى السيدات أصبحت “كوافيره” في المنزل لبناتها، وتقول أم البنات كما يعرفها الجميع في بلدتها البقاعية: “لديّ ٧ بنات، أكبرهن تبلغ من العمر ٢٢ عاماً وأصغرهن تبلغ ١٢ عاماً، وجميعهن بحاجة للاهتمام بشعرهن وشكلهن، وإذا أردت الذهاب إلى صالون التجميل مع بناتي، سأضع راتب زوجي كاملاً مقابل ذلك، وهذا أمر صعب ومرير، لذلك اضطررت إلى أن أكون الأم وصاحبة صالون تجميل لبناتي في المنزل وذلك بغية توفير التكاليف الباهظة في الصالون”.

أبو رخوصة غير نافع

قطاعات لبنان تُنسف يومياً، من ارتفاع الأسعار في قطاع التلفونات، إلى الذل في قطاع المحروقات، إلى تراجع قدرة قطاع التجميل على تلبية حاجة النساء كما السابق بأسعار مقبولة ومدروسة، الأمر الذي يُجبر نسبة كبيرة من النساء على التخلي عن صالونات التجميل واكتفاء بصبغات وأدوات تجميل غير أصلية موجودة بأي محل تجاري، يمكن أن لا تناسب لا فروة الرأس ولا الوجه وتؤدي إلى مضاعفات سلبية، أو البقاء على الطبيعة بعيداً عن أدوات الزينة أو الالتزام بارتداء الكمامة بغية إخفاء الوجه، كما تفعل العديد من السيدات، بسبب عدم قدرتهن على شراء الــ “براندات” التي اعتدن عليها وفضّلن عدم شراء أدوات “أبو رخوصة” بحسب تعبيرهن التي تؤذي بشرة الوجه، والبقاء على الكمامة لتغطية عيوب الوجه.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً