“التوك توك” بديل “وفيّر” أم خطير؟

حسين زياد منصور

لم يعد “التوك التوك” و”الموتوسيكل التاكسي” ظاهرة غريبة في مختلف المناطق اللبنانية، اذ أصبحا منتشرين في المدن والجبال والبقاع أيضاً.

ففي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، وتفلت الدولار بصورة جنونية من دون رادع أو قيود، ارتفعت بل حلقت أسعار كل شيء، وخصوصاً المحروقات، اذ تخطى سعر صفيحتي البنزين والمازوت المليون ليرة لبنانية، الأمر الذي شكل عبئاً كبيراً على اللبنانيين من ناحية المواصلات، وهو ما أجبرهم على التقنين في التنقل بسياراتهم والبعض تخلى عنها في سبيل البحث عن بديل أوفر مادياً. وحتى مع ارتفاع أسعار تعرفة السرفيس، بدأوا يلجؤون الى الموتوسيكلات كتاكسي، و”التوك توك” أيضاً الذي يغزو الشوارع اللبنانية، كونه وسيلة نقل منخفضة التكلفة، حتى أن هناك معارض سيارات تحولت إلى معارض “توك توك” متنوعة الأشكال والألوان.

ينتشر “التوك توك” بقوة في لبنان اليوم، على الرغم من المشكلات والحوادث التي يسببها مع الموتوسيكلات، من زيادة الفوضى على الطرقات والأزمات، بسبب الحوادث والقيادة عكس السير والرعونة وعدم التوقف عند التقاطعات والاشارات، والاستعراضات البهلوانية وعدم حيازة الأوراق الثبوتية، فمختلف المناطق تعيش فوضى سير من الدراجات النارية بدون تطبيق القانون عليها خصوصاً منذ بداية الأزمة الاقتصادية الى جانب فوضى دراجات توصيل الطلبات “الدليفري”، التي شكلت مع ذلك مصدر رزق للكثيرين.

يؤكد الخبير في السلامة المرورية كامل إبراهيم في حديث لـ “لبنان الكبير” أن “هذه الظاهرة تؤثر على السلامة المرورية لأسباب عدة أبرزها، هل من يقودون هذه الآليات يمتلكون الكفاءة؟ هل يحملون شهادات قيادة؟ هل هم ملتزمون بالتأمين الالزامي؟ فمثلاً سائق السيارة العمومية معروف أنه يمتلك شهادة قيادة عمومية، وسيارته مسجلة وملتزم بالتأمينات اللازمة”.

ويضيف: “اليوم عندما ينقل الأشخاص عبر الدراجة النارية غير المحمية، والطرقات ليست بأفضل حال، في الوقت الذي تعد فيه إشارات السير في بيروت شبه معطلة، فهذا أمر خطر جداً، اذ من المخاطرة الصعود خلف أحد لا نعرفه والتنقل عبر الدراجة النارية”.

يقول فادي سائق “توك توك” في احدى القرى الجبلية: “مع بداية الأزمة الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا، استغني عن خدماتي، وكنت أعمل موزع بضاعة في احدى الشركات، ومنذ فترة اشتريت التوك توك، وباشرت العمل من خلاله كتاكسي ودليفري، فالناس تدفع أكثر من 50 ألف ليرة اذا أرادت أن تستقل التاكسي أو السيرفيس، وبالنسبة الى التوك توك، فأتقاضى مبلغاً أقل من ذلك يصل الى 30 ألف ليرة”.

ويشير الى أن “الأسعار تختلف أحيانا حسب المسافة، والهدف أو الطلب، فتوصيل شيء معين وبسيط من مكان قريب للزبون يكون الاتكال على كرمه (مش محرزة سعر دليفري)، اما إن كان نقل أشخاص أو عمال ومعدات فبالتأكيد تختلف التسعيرة”.

اما فادية فتعتبر أن “التوك التوك حل عظيم لأنه قادر على تأمين بعض الحاجيات الأساسية والضرورية من دون كلفة مرتفعة، فهو وفّير بنزين، ويمكننا مشاهدة ما حولنا بطريقة مختلفة، في الهواء الطلق، كما أنه أرخص من التاكسي أو السرفيس، خصوصاً أنني أخرج مع الأولاد في الصباح متوجهين الى المدرسة والعمل”.

ويعود سبب انتشار هذه الآليات بين المواطنين فضلاً عن غلاء المحروقات، الى سعر المركبة الذي قد يصل الى 4 آلاف دولار، وتتسع لثلاثة ركاب مع سائق في المقعد الأمامي.

شارك المقال