“الوقاية خير من قنطار علاج”… لسان حال اللبنانيين!

تالا الحريري

“الوقاية خير من قنطار علاج” حكمة لطالما أوصى بها القدماء حتى يحمي الناس أنفسهم ولا يصابوا بالمرض. فالعلاج يفيد في أكثر الأحيان ولكن يجب على الانسان أن يبقى محافظاً على صحته لأنّها من أهم العناصر، ومن دونها لا يساوي شيئاً. واليوم باتت الوقاية مهمة أكثر فأكثر لأنّ العلاج غير متوافر في غالبية الأوقات، وهذا ما كان يحصل في السنوات البعيدة حين كان ينتشر داء الطاعون والجدري وأمراض أخرى ويموت الآلاف بسبب غياب العلاج. ومع كل هذا التطور الذي يعيشه العالم اليوم، فالعلاج مفقود في بعض البلدان ومنها لبنان، وذلك يعود إمّا الى فقدان الأدوية أو عدم قدرة الدولة على تأمينه أو بسبب التكلفة العالية له والتي لا يمكن للمواطن تحملها.

والوقاية لا تقتصر على صحة الانسان وحسب، بل تزيد أهميتها نظراً الى التكلفة الاستشفائية والطبية المرتفعة جدّاً في لبنان نتيجة تلاعب سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وغياب الطبابة ومستلزماتها بسبب تردي الأوضاع، فبات الناس يتجهون الى علاج أنفسهم من خلال الطب البديل كالأعشاب.

والمقصود بالوقاية أن يراعي الانسان صحته ويبتعد عن كل ما يضر بها، ويحمي نفسه من الأمراض والفيروسات من خلال اتباع نظام غذائي صحي أو عبر الوقاية الشخصية سواء بتناول اللقاح الضروري، والحفاظ على النظافة الشخصية وغيرها. وبما أنّ العلاج أصبح مكلفاً للغاية باتت الوقاية ضرورية فكيف يحمي الناس أنفسهم على كل الأصعدة؟

يأتي ذلك من خلال الحفاظ على نظام غذائي متوازن بكميات معقولة من دون افراط لأنّ الزائد أخو الناقص أي ما يزيد عن حدّه يضر وما ينقص عن حدّه يضر كذلك. كما يجب على الانسان تنظيم أوقات نومه والحصول على ساعات نوم كافية. أمّا من ناحية الفيروسات وخصوصاً المعدية، فالوقاية هنا أهم من العلاج بكثير بحيث يجب الحفاظ على التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وتلقي العلاج المسبق الذي يعمل كواقٍ للجسم ومناعته من أجل الابتعاد عن الاصابة.

ومن الضروري أن يبقى الانسان على اطلاع على كل ما هو جديد في مجال أمراض وكيفية الحماية منها لانّه قد يصاب بالمرض في غالبية الأحيان من دون أن يدري بسبب عدم معرفته بعوارض المرض أو كيفية الوقاية منه، لذلك البحث في هذا المجال مهم.

وهنا تأتي أساليب الوقاية السهلة هذه لحمايتنا من مرض أو فيروس قد يجعلنا نخسر صحتنا أو يدفعنا الى العلاج بأغلى التكاليف. كما أنّ العلاج سيف ذو حدين، فصحيح أنّه يشفي من المرض ولكنه أحياناً يكون على حساب صحة عضو آخر في جسمك، عدا عن وجود أطباء يتاجرون بالناس ولا يصفون العلاج المناسب أو الفوري لهم من أجل أن يكرر المريض زيارته وطبعاً في كل مرة يدفع الكشفية أو أجرة المعاينة.

وكشفية الطبيب في لبنان اليوم باتت لا تقل عن 600 ألف ليرة، ودخول المستشسفى يكلّف بين 20 و30 مليون ليرة في الحد الأدنى، عدا عن سعر الدواء هذا إن تواجد في الصيدليات، فضلاً عن المضاعفات التي قد تصيب المريض في معظم الأوقات عند استسهال الوضع أو التفتيش عن الأكثر رخصاً وشراء البديل.

هذا حال المواطن اللبناني اليوم حتى أنّه بات يتأقلم مع أي مرض أو فيروس يظهر خوفاً من تكلفة العلاج ويبحث عن الأقل تكلفة، بينما في بعض الدول الأخرى تتوافر الطبابة المجانية ورعاية الاطفال والمسنين وضمان الشيخوخة، حتى أنّ هناك دولاً اتخذت من الذكاء الاصطناعي عاملاً لتطوير الطب وتسهيل الحصول على العلاج للمرضى.

شارك المقال