المقاهي الشعبية… متنفس للترفيه رغم قلة الأرباح

جنى غلاييني

المقاهي الشعبية في بيروت باتت مقصداً لذوي الدخل المحدود بعدما اشتدت الأزمة الاقتصادية ولم يعد اللبناني قادراً على إيجاد متنفس للترفيه عن نفسه سواها. ولم تعد تلك المقاهي مقتصرة على المسنين أو العاطلين عن العمل أو المتقاعدين بل يقصدها شبان وطلاب بهدف الدراسة أو العمل أو للجلوس واحتساء القهوة مع “نفس أرغيلة” ولعب الورق أو طاولة الزهر.

وعلى الرغم من الغلاء الفاحش تبقى المقاهي الشعبية مكتظة كونها الأقل تكلفة مقارنة بالمطاعم أو “الكافيهات” الفخمة، إذ يمكن أن لا تتعدى الفاتورة الـ100 ألف ليرة وتتضمن نرجيلة وفنجان قهوة.

أبو محمد، صاحب مقهى شعبي في منطقة برج أبو حيدر، يشرح لموقع “لبنان الكبير” عن وضع المقاهي في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية “في السابق كانت الفاتورة لا تتعدّى الـ 10 آلاف ليرة للنرجيلة وفنجان القهوة أو كوب الشاي، واليوم زدنا صفراً على العشرة، فأصبح الزبون الذي تطول جلسته ويلعب الورق أو طاولة الزهر مع أصحابه تبلغ فاتورته الـ 100 ألف ليرة”، مشيراً الى أن “العديد من زبائننا الدائمين أصبحوا لا يأتون إلّا مرّة أو مرّتين في الأسبوع، ولكن لاحظت أنّ المقاهي الشعبية أصبحت ملجأً للفئة الشبابية، إذ يرتاد مقهاي الشباب الى جانب الكبار في السن، مع أنه لا يقدّم إلّا نرجيلة تنبك عجمي، ولكن نُسأل باستمرار عن نرجيلة المعسل فاضطررت الى أن أقدّمها، وهي الأغلى عندي في المقهى، اذ يبلغ سعرها 70 ألفاً، والعجمي 50 ألفاً، أمّا فنجان القهوة وكوب الشاي فسعرهما 20 ألفاً، وإذا أرادت مجموعة أن تلعب الورق فعلى الشخص أن يدفع 20 ألفاً، والأمر نفسه ينسحب على لاعبي طاولة الزهر”.

ويلفت الى أن “الاقبال على المقاهي ليس كما في السابق لكنه يُعد مقبولاً، ونخشى خطر الاقفال، فمقهاي عمره 60 سنة ومستمرٌ (بطلوع الروح)، إذ لدي مولد كهربائي يحتاج الى صفيحة مازوت كل ثلاثة أيام، وتبديل جرة غاز كل أسبوع الى جانب فاتورة أسبوعية لأغراض التبغ والفحم، والأرباح قليلة جدّاً”.

يوضح شادي. أ البالغ من العمر 53 سنة، أنّه من الرواد الدائمين لمقهى شعبي في بيروت، “ولكن بعدما حلّت هذه الغيمة السوداء على لبنان لم يعد بإمكاني الذهاب الى المقهى وقتما أشاء، فبعدما كنت أذهب 4 أيام في الأسبوع، صرت أذهب مرّة واحدة فقط، وكانت فاتورتي تصل الى 20 ألفاً في أقصى حد أما الآن فليست أقل من 150 ألفاً، لذا أصبحت أتّفق ورفاقي في لعب الورق على أن نجتمع مرة واحدة أسبوعياً في المقهى، فلدي عائلة يجب أن ألبي احتياجاتها”.

أمّا طارق. م البالغ من العمر 23 عاماً، والذي لا يزال يدرس في الجامعة فيشرح كيف وجد المقاهي الشعبية بديلاً عن المقاهي الشبابية “في البداية كنت أرتاد في وقت فراغي من الدراسة إحدى الكافيهات التي تُعتبر ملاذاً للشباب وطلاب الجامعات، ولأننّي أذهب اليها 3 مرات تقريباً في الأسبوع، كنت أدفع 300 ألف في كل مرة، لذا وجدت مقهى شعبياً بجانب الجامعة أصبح ملجأً للجلوس والعمل على حاسوبي وقت فراغي واحتساء القهوة مع النرجيلة، وفوجئت أن فاتورتي لا تتعدّى الـ 120 ألفاً، لذا صرت وزميلي في الجامعة نذهب إليها للدراسة ولتمضية وقت الفراغ”.

شارك المقال