الاصابة بأمراض المناعة الذاتية حتمية بعد كورونا؟

تالا الحريري

أثبتت الدراسات العلمية سابقاً أنّ الشخص بعد الاصابة بفيروس كورونا قد يعاني من أعراض طويلة الأمد، فما يزيد عن 12% من الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا يعانون أعراضاً مديدة مرتبطة تحديداً بالمرض، ولا شك في أنّ أمراض المناعة قد تتأزم عند الاصابة بكورونا أو بعدها، إذ تنخفض الأجسام المضادة بعد الاصابة وتضعف المناعة نتيجة الالتهابات الحادة أثناء الاصابة.

كما رجّحت دراسة ألمانية أنّ تكون بعض أمراض المناعة الذاتية نتيجة متأخرة للاصابة بكورونا. والمناعة الذاتية هي العملية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم، وتتسبب بحدوث التهابات وألم، ويمكن أن تصيب الجسم بكامله، أو عضواً واحداً.

فقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تعافوا من الاصابة يعانون من أمراض المناعة الذاتية بصورة متكررة أكثر من غيرهم. ويكمن الخطر في الاصابة بمرض السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض المناعة الذاتية الأخرى التي تشكل حوالي 80 نوعاً مختلفاً من بينها التهاب المفاصل الصدفي والتصلب المتعدد.

ومن أعراض أمراض المناعة الذاتية: ألم عضلي، آلام أو ضعف المفاصل، حمى، أرق، فقدان الوزن، عدم تحمل الحرارة أو ضربات قلب سريعة، طفح جلدي متكرر، حساسية من أشعة الشمس، وطفح جلدي على شكل فراشة على الأنف والخدين، فقدان الشعر أو بقع بيضاء على الجلد أو داخل الفم، فم جاف، صعوبة في التركيز ووجع بطن.

وقال يوشين شميت من المستشفى الجامعي في دريسدن: “ظهرت أمراض المناعة الذاتية بصورة ملحوظة في جميع الفئات العمرية والجنسية في الفترة التي تلت الاصابة”.

وفي دراسة سابقة اشتمل التحليل فيها على بيانات من 640 ألف شخص أصيبوا بكورونا وثبتت إصابتهم مختبرياً في العام 2020، تبين أنّ 76 ألف شخص من بينهم يعانون من أمراض مناعة ذاتية مسبقاً. ومن بين مرضى كورونا الذين لم يكن لديهم مرض مناعي ذاتي، أصيب 6489 بمثل هذا المرض لأول مرة. ويناقش باحثون آخرون حالياً العلاقة بين كورونا وضعف جهاز المناعة لفترة طويلة.

شارك المقال