صوبيا الحطب لتسخين المياه… عودة الى العصر الحجري!

راما الجراح

منذ العام ٢٠١٤ وعلي عباس لا ينقطع من المياه الساخنة، وكأنه كان يعلم أننا سنصل في لبنان إلى وقت سنحرم فيه منها بسبب غلاء المازوت أو الغاز والغياب الكلي للكهرباء. فقد ابتكر وسيلة سهلة جداً توفر على جيبه، واعتمد مبدأ استغلال الصوبيا على الحطب للتدفئة وتسخين المياه في الوقت نفسه. إنه حال المواطن في لبنان الذي يجب أن يعتمد دائماً الخطة “ب” في حياته ليتمكن من الصمود، كما قال علي خلال تقرير تلفزيوني عرض فيه إبتكاره، وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة ليكون بديلاً لذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون القدرة المادية لشراء ما يلزمهم للتدفئة وتسخين المياه في الشهرين المقبلين.

فكرة السخان على الصوبيا تنتشر في العديد من المناطق اللبنانية، حيث بدا للكثيرين حلاً بسيطاً وغير معقد يمكن من خلاله الحصول على المياه الساخنة في الشتاء ويجنبهم مآسي أزمة الكهرباء الدائمة. هذا الاختراع آمن جداً بحسب قاسم. م، العامل في مجال الميكانيك والالكترونيك الذي أكد لموقع “لبنان الكبير” أن “سلبيته الوحيدة تكمن في أن المواسير تحتاج كل ٢٠ يوماً الى التنظيف، ولكن في الاجمال الطريقة ممتازة جداً وتوفر كثيراً على المواطنين”.

وعن كيفية تحويل سخان المياه أو ما يسمى “القازان” على صوبيا الحطب، قال قاسم: “يتم تمديد ماسورتين لتتدفق فيهما المياه من أسطل الصوبيا مباشرة، فتسخن المياه من حرارتها، ثم تعود إلى القازان، وهذا الإبداع يعتبر يدوياً، ولمن يريد زيادة التوفير هناك عدة وسائل إضافية، منها تطوير القازان لتحويله على الطاقة الشمسية صيفاً وحرارة المدفأة شتاء، مع إمكان دعمه بالكهرباء أيضاً، والافادة منه في استعمالات متعددة”.

وهناك إقبال كبير على إستعمال بدائل التدفئة في غالبية المناطق خصوصاً في البقاع وعكار بسبب سوء الحالة المعيشية من جهة، ولشدة البرودة في هاتين المنطقتين حيث لا يمكن التخلي عن وسائل التدفئة نهائياً من جهة ثانية. آدم الشامي صاحب محل للحطب في البقاع الأوسط أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الاقبال في هذه الفترة على شراء كميات إضافية من الحطب إزداد نوعاً ما، وهناك من يشتري كميات قليلة كل فترة على قدر المستطاع، وأكد لي عدد من الزبائن أنهم قاموا بتحويل السخانات في منازلهم إلى صوبيا الحطب مباشرة ونجحت معهم بسهولة تامة ومن دون أي مشكلات تُذكر”.

كما يعلم الجميع فان سخان المياه الذي يعمل على الكهرباء يحتاج من المولدات الخاصة إلى ما لا يقل عن ٥.٥ أمبير، وبالتالي من يريد الاستمرار في الاعتماد عليه، يجب ألا يقل اشتراكه عن عشرة أمبير، بكلفة لا تقل عن ٢٠٠ دولار شهرياً، وتختلف الفاتورة من منطقة إلى أخرى. وأوضح محمد. ز، “حاولنا الاعتماد على الطاقة الشمسية التي قاموا بتركيبها لتخفيف مصروف الكهرباء والفاتورة، ولكن انتاجيتها في فصل الشتاء قليلة، ولا تكفي لتسخين المياه والاستحمام”.

إذاً، بعدما أصبح الاستحمام بالمياه الساخنة من القازان مباشرة حلماً لدى النسبة الأكبر من اللبنانيين، عادوا في العام ٢٠٢٣ الى أيام العصر الحجري من خلال ابتكار بدائل قديمة لتسخين المياه.

شارك المقال