صوت الرصاص أقوى من الهزة في البقاع… والطفلة نور ضحية!

راما الجراح

لحظات من الخوف والهلع عاشها سكان لبنان عند الساعة الثالثة و١٧ دقيقة فجراً بسبب هزة أرضية قوية جداً على أثر زلزال ضرب تركيا وتبعتها هزات ارتدادية أقل قوة واستمرت لثوانٍ، وقد نزل الناس إلى الشوارع تحت المطر تحسُباً لما يمكن أن يحصل، لا سيما وأن طقساً عاصفاً ومثلجاً يسيطر على لبنان وسرعة الرياح تجاوزت الـ ١٠٠كلم/س.

وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنّس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، أنّه عند الساعة ٣:١٧ فجراً بتوقيت بيروت، حصلت هزة أرضية في البحر بين لبنان وقبرص، قوّتها ٤,٨ درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى ١٦٠ كليومتراً، شعر بها سكان لبنان خصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية. وأكدت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس أنّ “لا خوف من وقوع تسونامي بعد مرور كل هذا الوقت على زلزال تركيا”.

وفي البقاع، حالة الهلع التي أصابت الأهالي دفعتهم إلى إطلاق الرصاص بصورة هستيرية في الهواء لإيقاظ الناس من نومهم حتى يتمكنوا من الخروج إلى الطرقات في أسرع وقت تحسباً لأي هزات أرضية أقوى. هذه الحالة سبّبت إستياء أكثر لدى الأهالي، فأكدت هلا. ج أنه لدى حصول الهزة حملت أطفالها وركضت إلى الخارج، وفي اللحظة نفسها بدأوا بإطلاق الرصاص بصورة غير مقبولة أبداً، “لم أعد أدري ماذا أفعل، هل أعود إلى تحت سقف المنزل وهذا خطر علينا، أم أبقى في الخارج وأُعرّض نفسي وأولادي الى خطر الاصابة برصاصة طائشة؟ في النهاية نشكر الله أنها مضت على خير والله يعين تركيا وسوريا ولا يجربنا”.

اقتصرت أضرار الهزة الأرضية على الماديات، بحيث أحدثت شقوقاً في بعض المنازل. وفي تعنايل أشار صاحب محال زجاج مهدي الدلباني الى تحطم ألواح الزجاج بصورة كاملة إثر الهزة الأرضية، كذلك في بعض المحال التجارية التي تحتوي على ديكورات زجاجية على طريق الفاعور أيضاً، وبعض الأضرار في محال السمانة والسوبرماركات الكبيرة.

ولكن ما لم تقدر أن تحدثه الهزة من أضرار قدر عليه شر الانسان، بسبب الرصاص الطائش الذي لم يرحم الطفلة نور الهدى التي كانت نائمة في خيمتها في منطقة برالياس – البقاع. وقال شاويش مخيم الجاسم – برالياس، أحمد الخلف، لموقع “لبنان الكبير”: “الطفلة نور الهدى العلي، ٨ سنوات، كانت نائمة داخل الخيمة عندما حصلت الهزة الأرضية وأصبح الجميع من حولنا يطلقون الرصاص في الهواء لإيقاظ الناس حتى يحاولوا الخروج إلى الطرقات بسبب قوة الهزة التي لم تشهدها المنطقة منذ عشرات السنين، وكما يعلم الجميع في كل مرة تطلق فيها النار يقع ضحايا بسبب الرصاص الطائش وهذه المرة كان مصير هذه الطفلة أن يخرق الرصاص النخاع الشوكي ويستقر في الجمجمة”.

أضاف: “نتواصل مع والدها في كل لحظة، وأكد لنا أن طبيبها في مستشفى البقاع قال إن الطفلة أصيبت بشلل نصفي، وغداً ستجرى لها عملية لاخراج الرصاصة من الرأس، والاصابة فعلت فعلها في جسد هذه الطفلة”.

وأكدت إحدى الممرضات في قسم العناية المشددة في مستشفى البقاع بعدما تواصلنا معها للإطمئنان الى صحة الطفلة أن “وضعها مستقر حتى اللحظة، الرصاصة في الجمجمة، وستخضع لعملية جراحية صباح الغد ليتم إخراجها بسلام، وحتى الآن لا يمكن الجزم بأنها أصيبت بشلل نصفي كما يُشاع”.

إذاً، مصير الطفلة نور على المحك، ووالداها ينتظران العملية حتى يطمئنا. فهل ستُكمل حياتها بصورة طبيعية؟ ومَن يتحمل مسؤولية علاجها؟ ما حصل برسم القوى الأمنية التي تسمح بوجود السلاح المتفلت حتى اليوم، ودم هذه الطفلة برقبة كل شخص أطلق الرصاص فجراً.

شارك المقال