بعد الفواتير “الحارقة”… البعلبكي يتهافت على الغاء ساعات الكهرباء

آية المصري
آية المصري

فواتير بالجملة باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على المواطن اللبناني، خصوصاً في ظل الغلاء المستشري في البلاد، ففاتورة المياه والكهرباء واشتراك المولدات والانترنت والتلفون كلها تتضاعف من فترة الى أخرى وحتى ترتفع بوتيرة سريعة، واذا أراد الموظف الذي لا يزال راتبه الشهري بالليرة اللبنانية القيام بجدولة بسيطة لفواتيره الشهرية فيظل يضرب أخماساً بأسداس بعدما أصبحت التسعيرة بالفريش دولار.

هذا القلق يزداد يوماً بعد يوم وتحديداً بعدما دخلت غالبية القطاعات الى حيز السوق السوداء، فمثلاً مؤسسة “كهرباء لبنان” في منطقة بعلبك – الهرمل أمامها يومياً طوابير من الناس التي تنتظر دورها من أجل إلغاء الساعات في بيوتها لتخفيف عبء الفواتير الحارقة المسعرة بالدولار.

مصادر في مؤسسة الكهرباء أكدت عبر موقع “لبنان الكبير” أن “المواطن البعلبكي يتهافت على الغاء ساعاته الكهربائية والعملية ليست متوقفة، ومنذ مطلع الأسبوع ازداد العدد بصورة خيالية وخلال نصف ساعة بلغت الطلبات المقدمة للالغاء أكثر من 60 طلباً”، مشيرةً الى أن “هناك عدداً كبيراً من الناس يتذرع بتركيب الطاقة الشمسية في منزله وبالتالي لم يعد بحاجة الى الكهرباء”.

وأشارت المصادر عينها الى أن “هناك عدداً كبيرًا من الناس يتذرع بتركيب الطاقة الشمسية في منازله وبالتالي لم بعد بحاجة الى الكهرباء، معتبرين ان الفاتورة ستصبح كبيرة جداً في المرحلة المقبلة وبالدولار الاميركي برسم العداد والدفع سيكون على سعر الصرف لذلك يتجهون نحو عملية الالغاء”.

وفي ما يتعلق بالطوابع المطلوبة من أجل هذه العملية، أوضحت المصادر أن “المواطن بحاجة الى أربعة طوابع اضافة الى مبلغ مالي قدره 12 ألف ليرة من أجل اتمام عملية طلب الالغاء، وكل من أتى في اليومين الماضيين بهدف الالغاء لم يواجه أي مشكلة في الطوابع المطلوبة على الرغم من أزمة فقدانها من السوق”.

واذ وصفت أعذار المواطنين ومبرراتهم بـ “الضحك على الذقون”، أكدت أنهم “يحاولون استغباء الموظفين متذرعين بأسباب مضحكة جداً فبعضهم يقول انه سيهاجر من البلد، أو سينتقل الى العيش في منطقة أخرى، والبعض الآخر يتحجج بأن ساعته القديمة حُرقت لأسباب غير معروفة”، لافتة الى أن “كل هذه الأسباب غير المنطقية سيتم التحقق منها خصوصاً وأننا سنتأكد من كل طلب والكشف على الساعة في المنازل قبل الموافقة على طلبات الالغاء”.

وأعرب عدد من المواطنين عن قلقهم وخوفهم من الاستمرار في هذه الدوامة، معتبرين أن “وتيرة العيش في لبنان باتت صعبة جداً والقطاعات كلها بالفريش دولار، لا نلمح الكهرباء الا لبعض الوقت في هذه الفترة وفي المقابل يطالبوننا بفاتورة شهرية بحسب سعر الصرف في السوق السوداء، فهل بات مصيرنا أن نتسول أمام المؤسسات من أجل تأمين أدنى متطلبات العيش؟ من يقبل بكل هذه الظروف الاستثنائية في البلد، ومن هو القادر على تحمل المزيد من الأعباء؟”.

هذه الصورة تظهر أن البعلبكي ليس بمقدوره دفع فواتيره بالفريش دولار ولا حتى بالليرة اللبنانية لأنها فوق ما يتحمل، لذا يتحجج بأسباب غير منطقية لن تساعده على إلغاء ساعاته الكهربائية التي ستأتي فاتورتها في المرحلة المقبلة حارقة، فهل سينجح في ذلك بينما مناطق كثيرة تغيب عنها كل أنواع الجباية بحجة التغطية الشرعية والحزبية لها؟

شارك المقال