فلتر “معايير الجمال” على “تيك توك” يثير الجدل

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع الانتشار الواسع الّذي حقّقه تطبيق “تيك توك”، أصبح يسيطر على حياة الملايين الّذين انجرفوا في هذا العالم الافتراضي، ومن هنا خلق جدلاً واسعاً عالمياً مما استدعى حكومات الى اتخاذ قرارات بشأنه نظراً الى تداعياته الخطيرة على الناس وخصوصاً الأطفال الّذين باتوا يقضون ساعات طويلة يصنعون المحتوى ويتابعون أحدث الـ”ترندات” والتّحديات، حتّى وصل الأمر ببعضهم الى تعريض حياتهم للخطر، والموت من أجل المشاركة في تحدّيات.

ومؤخراً، أصدرت بلجيكا قراراً بحظر “تيك توك” في هواتف موَظفي الحكومة نظراً الى استخدام هذا التطبيق بيانات الأشخاص لتجميعها لأغراض مختلفة.

ومن ضمن آخر صيحات فلاتر “تيك توك” فلتر “بولد غلامور” الذي يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي، فيُظهر الوجه بأجمل صورة ممكنة مستخدماً معايير عالية للجمال، من وضع ماكياج مثير للوجه، مع تكبير الشفتين ونفخ الخدّين، فيظهر بطريقة مختلفة تماماً.

تعلّق المستخدمين بهذا الفلتر أصبح كبيراً حتّى باتوا يستخدمونه في جميع صورهم من دون أن يشعروا أن الأمر غريب أو مزيّف. ويقدّم هذا الفلتر، الّذي تّم تنزيله أكثر من ١٦ مليون مرّة منذ إصداره الشّهر الماضي، أحد أكثر التّأثيرات إقناعاً التي يمكن لأي شخص لديه هاتف ذكي استخدامها لإنشاء نسخة محسنة أو صورة رمزية لنفسه في الوقت الفعلي، كما يقول الباحثون والتقنيون.

على عكس فلاتر الصور الأخرى، لا يتغّير هذا الفلتر عندما يكون هناك الكثير من الحركة أو إذا مرت اليد أمام وجه المستخدم. وقد أثار جدلاً واسعاً وقسّم الأشخاص بين مؤيّدين للفكرة يعتبرون أنّه يحقّ للشخص أن يتصوّر ويضع صوره بأي شكل، وبين معارضين للفكرة يرون أنّ هؤلاء الأشخاص يهربون من أنفسهم ويكذبون عليها وعلى المجتمع وأنّهم ضحيّة وسائل التّواصل الاجتماعي والمعايير الكاذبة الّتي تنتشر.

وتقول المعالجة النّفسية هانيا كنيعو لـ “لبنان الكبير”: “انّ تأثير استخدام الفلتر بصورة دائمة خطير، فهو يجعل الأشخاص يعيشون في صراع داخلي بين صورتهم الأساسية والصوّرة الّتي فرضها المجتمع عبر التطبيقات والفلاتر، ممّا يؤدي الى عدم تقبّلهم صورتهم الخارجية كما هي ومحاولة الهروب منها. فمن خلال هذه الفلاتر تضع المنصات معايير خيالية للجمال والّذي في الحقيقة لا معايير له. وخطورة هذا الموضوع تكمن في المحاولة الفعلية لتغيير أشكالهم ويصل الموضوع عند البعض الى مرحلة الهوس وأذيّة النّفس”.

شارك المقال