الكعكة الطرابلسية “تغزو” بيروت

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار وتأزم الأوضاع الاقتصادية في لبنان، لم يعد من حل أمام اللّبناني الّا اللّجوء الى اختراع وظائف جديدة علّه ينتشل نفسه من محيط اليأس الًذي يعيش فيه.

أصبحنا نرى بنسبةْ أكبر باعة جوّالين في شوارع بيروت، منهم من يبيع الخضار والفاكهة، ومنهم من يبيع الثياب في سيارته، ومنهم من أصبح يبيع الطّعام. اللافت في الأمر في الآونة الأخيرة انتشار باعة كُثر في شوارع العاصمة يبيعون الكعكة الطرابلسية “القلّيطة” في خلال عرباتهم المتواضعة المركونة على زاوية الطرقات.

ومن المعروف عن هذه الكعكة أنّها صناعة طرابلسية بحت، حتّى أصبحت رمزاً لهذه المنطقة، فمن يقصدها لا يمكنه تفويت تذوقها.

يقف الباعة أمام عرباتهم الًتي تحتوي على كميّة من الكعك، منقل صغير وجبنة. وتكون الكعكة مستديرة الشّكل، بداخلها نوع من أنواع الجبنة، وهي عادةً اما عكّاوي أو “بيكون” وزعتر، ثم تُشوى على جمر المنقل الصغير لتذوب الجبنة وتتحمّر الكعكة.

يقول أحمد أحد البائعين، وهو شاب ثلاثيني يقف تحت جسر الكولا في بيروت: “أنا لستُ من طرابلس، ولكن هذه الكعكة تكلفتها بسيطة، ولا أحتاج الى رأسمال لكي أعمل وأجني المال، بل أحتاج فقط الى هذه العربة الّتي صنعتها بنفسي من الخشب. بدأت الفكرة عندما عجزت عن ايجاد حلّ لهذه الأزمة الاقتصادية، فأنا كنت في السابق سائق تاكسي أستأجر سيارة وأعمل بصورة يومية عليها، ولكن مع غلاء البنزين وايجار النّمرة لم أعد قادراً على الاستمرار، فلكي أساند عائلتي علّي بالعمل وجني المال، ورأيت مرّة بائع كعك جوّال فقررتُ أن أبحث عن نقطة لأتمركز فيها وأبدأ بالعمل”.

ويضيف: “أعمل من قلبي وأحافظ على نظافة عربتي والطعام الّذي أقدّمه، وسعر الكعكة لديّ بخمسين ألف ليرة، ولكن العديد من الزبائن يدفعون لي ضعف سعرها كبقشيش وأصبحت الناس تقصدني بصورة يومية. نحاول الاستمرار في هذا البلد، مع الأزمات الّتي لا تنتهي نحاول أن نكسب لقمة عيشنا بالحلال”.

شارك المقال