ارتفاع البدانة والتقزم لدى أطفال لبنان… ما السبب؟

تالا الحريري

يتزايد الخطر في لبنان والعالم من ارتفاع معدلات السمنة خصوصاً لدى الأطفال، ليتبين أيضاً أنّ حالات التقزم تزداد كذلك. فقد كشف تقرير جديد أن أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول العام 2035، خصوصاً بين الأطفال وفي الدول منخفضة الدخل. وأوضح التقرير أن السمنة لدى الأطفال قد تتجاوز مستويات 2020 لتصل إلى 208 ملايين فتى و175 مليون فتاة بحلول العام 2035. وفي لبنان، توصلت دراسة أجراها المجلس الوطني للبحوث العلمية إلى ارتفاع معدل التقزم والبدانة وزيادة الوزن لدى أطفال ما دون سن الخامسة نتيجة سوء التغذية.

التقزم، بحسب منظمة الصحة العالمية، ينجم عن “نقص التغذية المزمن أو المتكرر، وعادة ما يرتبط بتردي الظروف الاجتماعية الاقتصادية، وتردي صحة الأمهات وتغذيتهن، والاعتلال المتكرر، أو عدم تغذية الرضع وصغار الأطفال ورعايتهم على النحو الملائم في مراحل الحياة المبكرة”.

كما أشارت إلى أنّ سوء التغذية في جميع أشكاله “يشمل نقص التغذية (الهزال والتقزّم ونقص الوزن)، ونقص الفيتامينات أو المعادن، وفرط الوزن، والسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي، بحيث يعاني 1.9 مليار شخص من فرط الوزن أو السمنة، في حين يعاني 462 مليوناً من انخفاض الوزن، كما يعاني 52 مليون طفل دون سن الخامسة في العالم من الهزال، و17 مليوناً من الهزال الوخيم، و155 مليوناً من التقزم، في حين يعاني 41 مليون طفل من فرط الوزن أو السمنة”.

في هذا الاطار، أكّدت أخصائية التغذية نور الصايغ لـ “لبنان الكبير” أنّ “هناك نسبة سمنة عالية جدّاً في لبنان، كما أنّها تزداد. كنا نجدها سابقاً لدى الكبار ولكن بتنا اليوم نراها في الأولاد والأطفال، ولذلك أسباب وعوامل كثيرة غير العامل الوراثي الذي يلعب دوراً مهماً في هذا الموضوع، فهناك عامل قلّة الرياضة والحركة وسببه التطور التكنولوجي، إذ بات الجميع يعتمد على الدرج الكهربائي والمصعد والجلوس أمام الهاتف والآيباد. ثانياً، هناك نوعية الأكل الخاطئة، فنحن نميل أكثر الى السكر والدهون المشبعة والمقالي والحلويات والأكل السريع، وذلك بسبب قلة الوقت ما يدفعنا الى طلب الدليفري، وهذا الطعام إجمالاً يفتقر الى الفيتامينات والمعادن وغني بالسعرات الحرارية”.

وأكدت أن “هناك عاملاً آخر وهو النوم، فالانسان يحتاج أقله الى 8 ساعات نوم، وأثبتت الدراسات أنّ قلّة النوم ترتبط بزيادة الشهية وزيادة كمية الطعام، والضغط أي الـ stress يلعب دوراً مهماً فبعض الأشخاص (بفشوا خلقهم) في الأكل، اضافة أيضاً الى المستوى التعليمي فالكثير من الناس ليست لديهم المعرفة التامة بنوعية الأكل التي يجب أن يتناولوها”.

وعن التقزم، قالت الصايغ: “عادة من يولدون قصيري القامة سببه ذلك وراثي، أمّا سوء التغذية فقد يؤثر على نمو الأطفال لكن لا يؤدي الى التقزم. فقد لا يتناول الأطفال احتياجاتهم من السعرات الحرارية والنشويات والبروتين وبالتالي يتأثر نموهم وهذا ما يسمى بالـ stunted growth أي أنّهم لا يطولون كفاية مقارنة بالأطفال في السنّ نفسه”.

وأشار تقرير لصندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” العام الماضي، الى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني في لبنان للأطفال بنسبة 31٪؜، “وهي معدلات أصلاً منخفضة بالفعل بصورة مقلقة”، محذرة من أن يؤدي ذلك إلى “ظهور مجموعة كبيرة من الأطفال غير المحميّين المعرّضين للأمراض وتأثيراتها”.

شارك المقال