رمضان يجمع… والأزمة تمنع!

جنى غلاييني

يستقبل الكثير من اللبنانيين شهر رمضان هذه السنة بحسرة لأن الظروف الخانقة والمزرية التي يمر بها البلد لا تساعدهم على تأمين وجباتهم بصورة كافية حتى نهاية الشهر الفضيل. فبعدما كانوا معتادين على أن تجمع مائدة الافطار المأكولات المنوعة والمقبلات والمشروبات المتعددة من عصائر وليموناضة وجلاب وغيرها، وبعدما كانت تعد هذه الموائد والولائم التي لم تكن تؤثر على اللبناني مادياً، أصبح هذه السنة يفكر ملياً قبل أن يقدم على هذه الخطوة التي ترهق ميزانيته حتى لو كانت المأدبة لجمع أحبته وأقرب المقربين اليه.

يشرح عادل حمود، موظف في شركة الكترونيات في بيروت، لموقع “لبنان الكبير” عن واقع قدرته المادية لاقامة المآدب في رمضان هذه السنة، قائلاً: “كنت معتاداً أنا وزوجتي في كل رمضان أن نستقبل أقاربنا وأصدقاءنا على مائدتنا ونحضّر لهم أشهى المأكولات والمقبلات، فلم يكن لدي همُّ تأمين ما يلزم لمأدبة الافطار، ولكن اليوم مع تحليق الدولار وتآكل قيمة الليرة اللبنانية، وفي ضوء راتبي الذي أتقاضاه ولا يُعد كافياً بسبب الظروف المعيشية، فلن أستطيع هذه السنة إقامة الولائم ولا حتى السهرات، فلا مائدة قادر على أن أمدها ولا ضيافات للسهرة قادر على شرائها وبالكاد نستطيع إطعام أنفسنا”.

تتضاءل قدرة المواطن المادية مع الارتفاع المستمر للدولار على شراء لوازمه الأساسية لشهر رمضان، فكيف له أن يقيم وليمة لأحبائه؟

يؤكد حيدر جبور، مدير قسم محاسبة في إحدى الشركات، أنه على الرغم من تقاضيه راتبه كاملاً بالدولار إلّا أنّه يجد صعوبة في هذا الشهر الفضيل في إقامة أكثر من مأدبة افطار، ويقول: “سابقاً كنت أقيم أكثر من 8 ولائم ونحضر أكثر من طبختين في اليوم، أمّا الآن فقدرتي بالكاد تكفي لمأدبة واحدة، وإذا دعاني أحد من أصدقائي فسأعتذر لأنني لست قادراً على رد الدعوة ولا على شراء الحلويات”.

ويشير الى أن “كل المواد الغذائية مسعّرة بالدولار، حتى الحلويات، وأقل نوع من الحلويات يصل سعره الى 6 دولارات، لذا تغيّرت بعض العادات واستغنينا عنها مؤقتاً”.

أمّا سارة الترك، معلمة وربة منزل، فتشدد على عدم استطاعتها إقامة مآدب الافطار في منزلها “فقدرتي وزوجي لا تسمح لنا بهذا، والغلاء وصل الى أسوأ درجاته ولا يزال صعوداً، ونحن غير قادرين على الاستمرار فيه، فالطبخة الواحدة تكلفني مليون و500 ألف ليرة فماذا لو قمت بدعوة أهلي وأهله الى الإفطار؟ بالتأكيد سيكلّفني ذلك أكثر من 4 ملايين ليرة. حتى لو دعانا أحد فسنعتذر عن ذلك، لأن أسعار الحلويات وحدها بحاجة الى نصف راتب”.

شارك المقال