أضواء رمضان (٣): أغانيه تضفي البهجة على أجوائه (٢/٢)

زياد سامي عيتاني

نستكمل في الجزء الثاني المتعلق بأغاني شهر رمضان المبارك، إستعراض أشهرها وأكثرها رواجاً، والتي إعتاد الناس على إستماعهم الى ما تضفيه من البهجة والسرور على قلوبهم ونفوسهم، خصوصاً وأن قدمها يستنهض ذكريات عادات رمضان زمان وتقاليده.

“أهو جه يا ولاد”:

بهجة رمضان لا تكتمل بمن دون سماع “أهو جه يا ولاد أهو جه يا ولاد” يتردد صداها في الأرجاء عبر أثير الاذاعة والمحطات التلفزيونية، لتعلن للجميع قدوم شهر الخير.

عندما كتبت الأغنية الشاعرة نبيلة قنديل، وقرأت كلماتها قبل أن يتم تلحينها أو غناؤها، إستشعرت أن هناك أطفالاً يلعبون ويلهون بالفوانيس داخل الأحياء المصرية، وتتنوع أشكال الفوانيس بين الأحمر والأخضر، كما يأكل الأطفال المكسرات، إذ أنها بمخيلتها صورت الأغنية من خلال كلماتها لتدل على روعة التصور خلال كتابتها، وتقول كلماتها: “أهو جه يا ولاد، هيصوا يا ولاد.. أهوه جه يا ولاد، زقططوا يا ولاد.. في كل عام ويانا معاد وعمره ما بيخلفش معاد.. أهو جه يا ولاد، أهوه جه يا ولاد.. أهوه جه يا ولاد، جبت لنا معاك.. الخير كله من الصبح نقوم ونحضر له من قمر الدين وبلح على تين.. والمغرب للمدفع واقفين.. قالوا فين وحوي يا وحوي إياحا وكمان وحوي إياحا.. أهوه جه يا ولاد، أهوه جه يا ولاد.. جبنا الفوانيس أحمر وأخضر بعد ما نفطر راح نتحضر.. نملا جيوبنا بندق وزبيب ونهادي بيهم كل حبيب…”.

ففي أواخر خمسينيات القرن الماضي، وتحديداً عام ١٩٥٩، بدأت قصة هذه “الغنوة” عندما اختيرت ثلاث صديقات هن سهام توفيق وصفاء لطفي وسناء الباروني، شقيقة الفنانة سهير الباروني، لأدائها، بعد أن وافقت لجنة النصوص في الإذاعة على كلمات الأغنية، وكلف العبقري علي إسماعيل بتلحينها.

وأبدع “الثلاثي المرح”، كما أطلق عليهن بخفة الدم الطبيعية والموهبة المتميزة التى تركت أثراً كبيراً في الحقل الفني، على الرغم من قلة أعمالهن الفنية، بحيث إشتهرت الفرقة بأغانيها للمناسبات الاجتماعية مثل أعياد الميلاد والأفراح وشهر رمضان الكريم، وكانت تبدأ حفلات أضواء المدينة في الستينيات بفقرتهن.

“هاتوا الفوانيس يا ولاد”:

في يوم من الأيام وقف المطرب الكبير محمد فوزي أمام ميكروفون الإذاعة المصرية وبصحبته عدد من الأطفال، الذين عبّروا عن سعادتهم بوجودهم في رحاب الفنان الجميل، الذى قدم لهم أروع الأغاني، ثم سكت الجميع وفجأة قال: “هاتوا الفوانيس يا ولاد.. هنزف عريس يا ولاد.. هيكون فرحه 30 ليلة”، فعمت روح الدعابة والابتسامة وردد الأطفال خلفه، ليصبح ذلك شهادة ميلاد لأغنية تقدم في الاذاعة المصرية خلال شهر رمضان الكريم.

وظلت أغنية “هاتوا الفوانيس يا ولاد”، تذاع في الاذاعة حتى ظن المستمعون أنها الأغنية الرسمية لها، وكانت تعبّر عن شكل جديد للإذاعة آنذاك. ولم يتقاض محمد فوزي أجراً مقابل تلحين الأغنية وأدائها، والتي كانت من تأليف عبد العزيز سلام، وتقول كلماتها:

“هاتو الفوانيس يا ولاد هاتو الفوانيس.. ح نزف عريس ياولاد.. ح نزف عريس.. ح يكون فرحه تلاتين ليلة.. ح نغني ونعمل هليلة.. وح نشبع من حلوياته.. هاتو الفوانيس ياولاد هاتو الفوانيس.. كل حبايبه راح يعزمهم.. متواعدين وياه.. ح يفطرهم ويسحرهم.. والخير جايبه معاه.. ح نغير ريقنا على خشاف.. والفول راح يتاكل حاف.. وكنافة وقطايف بيضا.. يا ولاد والله سنتكم بيضا.. والصايم يكفيه حسناته.. هاتو الفوانيس يا ولاد هاتو الفوانيس”.

“يا شهر الصيام”:

من أشهر الأغاني الرمضانية التي قدمتها الاذاعة أغنية “يا شهر الصيام”، التي غنتها في الستينيات، المطربة فايزة أحمد، صاحبة الصوت المتميز والأغاني الخالدة، والأغنية من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى (وهو نجل العالم الأزهري الشيخ مصطفى الغمراوي) وألحان الفنان محمد فوزي، وتقول في بدايتها: “غني بالمعاني ودايما كريم.. روايحك بشاير وفرحة ونعيم.. وأنوار هلالك وبدرك وقدرك”.

وتعد أغنية “يا شهر الصيام” من أجمل الأغاني، التي ترتبط بشهر رمضان إرتباطاً جميلاً، وتمثل ذكرى رمضان عند الناس، وتشعرهم بأجوائه المميزة وإحتفالاته الرائعة.

أغاني رمضانية متنوعة:

إضافة إلى ما عرضنا من أغاني رمضان، هناك الكثير منها التي تحاكي الشهر الكريم، بحيث حرص غالبية فناني الزمن الذهبي، على أن يغنوا رمضان، ومن الأغاني المشهورة: “هلت ليالي حلوة وهنية” للموسيقار فريد الأطرش، و”الراجل ده حيجنني” دويتو لصباح ومحمود المهندس (وهي تصوّر حالة الرجل الصائم وطلباته على مائدة رمضان)، و”بشراك يا صايم” لمحمد فوزي، و”باب الغفران” لليلى مراد، و”فرحة رمضان” لشهرزاد، و”شوفوا رمضان” لهدى سلطان، و”الليالي الحلوة” لوردة، و”إصحى يا نايم” لكارم محمود، وغيرها…

شارك المقال