روبلوكس… “أرض خصبة” للتحرش والابتزاز

حسين زياد منصور

تعد لعبة “روبلوكس” من الألعاب الشهيرة حول العالم، وحظيت بشهرتها بين منصات الألعاب الالكترونية الخاصة بالأطفال تحديداً منذ بدء جائحة كورونا وفرض الاغلاق والاقفال الشامل. وصحيح أنها ليست بشهرة بقية الألعاب مثل “فورتنايت Fortnite” أو “ببجي PUBG”، لكنها حققت شعبية كبيرة بين من هم دون الـ 16 عاماً، اذ أصبحت هذه اللعبة تضم أكثر من 150 مليون مستخدم حول العالم، غالبيتهم من الأطفال دون الـ 12 عاماً.

ويتم تحميل اللعبة كغيرها من متاجر التطبيقات، لكن لا يمكن اعتبارها مجرد لعبة، بل منصة تجمع ملايين الألعاب المتنوعة أنشأها المستخدمون. وتقوم اللعبة على فكرة جمع أشخاص من كل أنحاء العالم للدردشة واللعب مع بعضهم في عالم افتراضي، وانشاء شخصيات خيالية، وهذه الألعاب تميل إلى أن تكون ألعاب محاكاة يمكن للاعبين فيها أن يلعبوا أدوراً في سيناريوهات مختلفة.

أبي نجم: تتلاعب بالأولاد

لا تزال هذه اللعبة تثير الضجة، وما اذا كانت آمنة على الأطفال، وهنا تقع المهمة والمسؤولية على عاتق الأهل لمعرفة ذلك. وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” يشير المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم الى أن هناك الكثير من الألعاب التي تسبب المشكلات وتحتوي على المخاطر، و”روبلوكس” مصنّفة من ضمن أخطر الألعاب التي يلعبها الأطفال، وتتلاعب بالأولاد، فإن شاهد الأهل أحد الفيديوهات عن اللعبة عبر منصة “يوتيوب”، سيعرفون كيف أن “روبلوكس” تجعل الأولاد يعتادون على كيفية قبول أي طلب صداقة في اللعبة من دون معرفة هوية الشخص المرسل، اذ لا يتم استخدام أسماء حقيقية وجميعها تكون على نسق xfc12c أي أن جميعها أسماء وهمية، فهم لا يعرفون حتى من هم الأصدقاء الموجودون معهم في اللعبة.

وعن المخاطر، يقول أبي نجم: “الخطورة الأولى هي أن الأولاد أصبحوا يعتادون على قبول الغرباء ضمن الأصدقاء، وهؤلاء لا نعرف من هم وما هي أسماؤهم وأهدافهم أي لا نعرف أي شيء عنهم. اما الخطورة الثانية فهي عدم وجود حدود للأعمار، اذ من الممكن أن يلعب ولد عمره ٧ أعوام مع رجل عمره ٣٠ عاماً، ومن الممكن وجود أشخاص ممن يعانون من مشكلات نفسية أو أمراض معينة أو ممن يعانون من البيدوفيليا، وهذا قد يؤدي الى عمليات تحرش بالأولاد على سبيل المثال”.

ويضيف: “الخطورة الثالثة تكمن في أن هذه اللعبة يستخدمها الهاكرز، لأنهم يتمكنون من خلق برمجيات كثيرة عليها، والأطفال بعمرهم الصغير لا يمتلكون الخبرات بخصوص ذلك، أي تفادي الضغط على الروابط وما الى ذلك وهو ما يشكل خطراً عليهم، اذ أن اختراق الحسابات على روبلوكس سهل، ما يؤدي الى حصول ابتزازات والعديد من الحالات المشابهة”.

مخاطر نفسية واجتماعية

ووفق العديد من الخبراء الاجتماعيين والنفسيين، فهذه الألعاب تؤدي الى اضطرابات سلوكية لدى الكثير من الأطفال وخصوصاً من هم دون الـ 12 عاماً، لا سيما بعدما أصبحوا مدمنين عليها، وتظهر عليهم العديد من الأعراض السلبية مثل التوتر الدائم وسرعة الغضب والخوف وتشتت الانتباه وانخفاض مستوى التركيز، ما قد يؤدي الى نتائج أخرى من اهمال الدراسة والنظافة الشخصية واختلاق المشكلات.

وتعد فئة الأطفال ممن هم أقل من 12 سنة الأكثر استهدافاً عبر الانترنت لأنها تنجر بسهولة.

شارك المقال