السحور يزوّد الجسم بالطاقة… وتكلفته أكثر من راتب!

راما الجراح

من عاداتنا الرمضانية رؤية المسحراتي يجول بطبلته في الشوارع والأزقة، والاستيقاظ على صوته منادياً “يا نايم وحّد الدايم، قوموا عسحوركم قوموا”. ووجبة السحور لا تقل أهميتها عن وجبة الافطار، فالعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمنا يومياً تكتمل بتناول الوجبتين. وعلى الرغم من صعوبة الاستيقاظ في هذا الوقت من الليل، إلا أن من المهم جداً الحرص على تناول وجبة السحور التي ستزودنا بالطاقة لاتمام يوم جديد من الصيام فضلاً عن النشاطات الأخرى في حياتنا اليومية.

وأوضحت اخصائية التغذية نبيلة الميس أن “السحور يزيد من نشاطنا طوال النهار ويزود الجسم بالطاقة، وخصوصاً إذا تناولنا وجبات تحتوي على نشويات بطيئة الامتصاص، كتلك الموجودة في الشوفان، البطاطا الحلوة وغيرها، وبالتالي الجسم لا يمتصها بسرعة، وتحافظ على مستوى معتدل للسكر في الدم، وتشعرنا بالشبع لفترات طويلة، وأنصح باستبدال الخبز الأبيض بخبز الشوفان، أو خبز القمحة الكاملة، بالاضافة إلى أن الخضار والفاكهة من أهم ما يجب تناوله لأنها تحتوي على ألياف وتساعد على الاحساس بالشبع أيضاً”.

وأشارت الميس في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “تناول السحور اجمالاً يخفف من التعب طوال النهار ومن نوبات الصداع، وإذا أردنا الافادة من مأكولات أخرى، فهناك التمر، والموز أيضاً”، مشددة على وجوب “تفادي عدة أنواع من المأكولات خصوصاً التي يكون فيها الملح ظاهراً مثل الجبنة البيضاء، الكشك، الزيتون، المعجنات، والحلويات بصورة أساسية، فكل ما يحتوي على القطر سيشعرنا بالعطش الشديد طوال النهار. ويجب علينا شرب من ٢ إلى ٣ ليترات من الماء بين الافطار والسحور، وشرب كمية كبيرة على السحور لا تعني أن الجسم سيخزنها بل على العكس سيُخرجها بصورة أسرع، أما في حال اعتماد الطريقة السليمة فيستفيد الجسم من الكميات التي يحتاجها ويُخرج كميات أقل وبهذه الطريقة جسمنا ما بينشف!”.

وأكدت زهراء. ز، صاحبة سوبر ماركت، أن “الاقبال على شراء اللبنة والجبنة والمارتديلا للسحور تراجع كثيراً، فالجبنة العكاوي أصبحت بـ ٥ دولارات، وكيلو الجبنة المجدولة بمليون ليرة، عدا عن المارتديلا بحسب نوعها، فأقله ٥٥ ألفاً ماركة بسمة، والتغذية بـ ٦٥ ألفاً، أما الزوان والتي تعتبر من أهم الأنواع فسعرها ٥٠٠ ألف، وبالطبع نحن نتحدث عن الحجم الصغير ٢٠٠٠ غرام، والأمر ليس غريباً فتكلفة السحور طيلة شهر رمضان أصبحت أكثر من راتب موظف القطاع العام، بمعنى أن هناك أناساً لا يغضون النظر عن السحور للتوفير”.

الأوضاع المعيشية الصعبة وقفت سداً منيعاً أمام حاجاتنا الأساسية، وأصبح شراء الطعام حسرةً لدى رب المنزل الذي يتقاضى راتباً لا يسمن ولا يغني من جوع، وحتى السحور ببساطته أصبح لمن إستطاع إليه سبيلاً!

شارك المقال