لبنان والمتحور الجديد.. الخوف من “دلتا”

تالا الحريري

في حين شهد لبنان تناقصاً كبيراً في عداد الإصابات في الأسابيع الأخيرة، وإقبال العديد من اللبنانيين لتلقّي اللقاح، يعاود الآن ليشهد ارتفاعاً تدريجياً في عدد الحالات الإيجابية من جديد، مع رصد 9 حالات من المتحور “دلتا”، وذلك بحسب تصريح وزير الصحة حمد حسن. 

فربّما سيعود لبنان من الدائرة الخضراء إلى الدائرة الحمراء، في ظل الانفتاح الواسع لاستقبال الوافدين من مطار رفيق الحريري الدولي، بهدف إنعاش الاقتصاد المنهار تماماً. بذلك وفي الوقت القريب، لن نشهد انهياراً اقتصادياً فقط، بل انهياراً صحياً أيضاً.

وعن المتحور “دلتا”، قال رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح ضد كورونا، الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”لبنان الكبير”، إنّ لبنان بلد كباقي دول العالم الأخرى، معرّض لدخول أي فيروس. وإنّ أعراض المتحور “دلتا” مثلها مثل غيرها، لكنه أكثر قدرة على الانتقال، وممكن أن يكون هناك بعض الأعراض المختلفة، ولكن بشكل عام، المتحور الجديد يشبه الآخرين.

ورأى أنّ اللقاحات الموجودة في لبنان تؤمّن حماية جيدة ضد الفيروس، ولكن لا يوجد شيء كاف لوحده، فيجب اتباع الوقاية نفسها والحصول على جرعتين من اللقاح. فالحماية مجتمعية، يعني حتى بعد أخذ اللقاح، على الفرد أن يتصرف بمسؤولية، وعلى الدولة القيام بواجباتها وتأمين أعلى نسبة من الحماية.

وقال: “يُعتبر لبنان ضمن البرامج اللقاحية الجيدة في العالم، وأكيد نطمح لنسبة تغطية أكبر في اللقاحات، خاصة أنّ هناك أعداداً كبيرة منها ستصل الى لبنان خلال تموز وآب وأيلول، بحيث سيتم ادخال مليون و200 ألف جرعة لقاح فايزر مع احتمال ورود لقاحات أخرى. لذلك هناك كمية لقاحات جيدة تصل، وهناك إقبال أيضاً من الناس ونطمح أن يصبح الاقبال أكثر وأن يصبح برنامج اللقاح أنشط”.

 

أضاف: “انتقلنا من دائرة الخطر أي من الانتقال الكثيف النشيط الحَركة الى الانتقال البطيء والمحدود، وهذه خطوة جيدة ومباركة. ولكن في الأخير، هناك مسؤولية الحفاظ على هذه الخطوة، فكورونا تشهد متغيرات وممكن أن تعاود لتشكل خطراً سواء علينا أو على الدول الأخرى، حتى تلك التي فيها نسبة تلقيح أعلى أو أقل. لذلك على الرغم من كل الانجازات التي حُققت، يجب أن نبقى حريصين ومتيقظين للقدرة على تخطي هذه المرحلة”.

الأبيض: ننجح حين نتخلص من كورونا نهائياً

رأى مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض، في تصريح لـ”لبنان الكبير” أنّه لا يوجد كلمة نجاح في موضوع كورونا، فقد رأينا أن هذا المرض يأتي على موجات ويمكن أن ننتهي من موجة وندخل في أخرى، فالنجاح هو عند انتهائنا من كورونا بشكل كامل.

وقال: “أعتقد أنه لا يوجد أي بلد بعد استطاع أن ينجح في التخلص من كورونا نهائياً”.

وعن فعالية اللقاح في الحماية من المتحور”دلتا”، قال: “الدراسات أثبتت أن هناك احتمال إصابة المتلقح بالمتحور دلتا، ولكن لا شك أنّ لديه نسبة تحمي من المتحور الجديد مثلما يحمي من المتحورات القديمة. إنّه شيء جيد أننا نلقح، ولكن بحسب أرقام الوزارة، بلغنا نسبة 10% فقط من الناس الذين حصلوا على لقاح كامل أي الجرعتين، وهذا الرقم بحسب المعايير العالمية ليس عالياً.  فمثلاً نسبة التلقيح الكامل في بريطانيا بلغت 60%، وعلى الرغم من ذلك نرى انتشار المتحور الجديد لديهم”.

الصرخة التي يطلقها الأبيض الآن هي للتحسّب من الموجة القادمة، فإذا لم يتم التحذير، لا معنى للكلام في وقت لاحق. “نحن نقول للجميع، مواطنين ومسؤولين، إنّه الآن الوقت المناسب لإطلاق الصرخة قبل استفحال الأمر وانتشار العدوى. فحسب ما شهدناه سابقاً، إذا انفجرت العدوى من الصعب أن نوقفها مجدداً”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً