اليوم العالمي للامتناع عن التدخين… لبنان في المراكز الأولى

تالا الحريري

أضرار التبغ أو التدخين أشهر من أن تعرّف، وعلى الرغم من دراية الناس التامة بها إلّا أنّهم يجدون فيها ملاذاً يصعب التخلي عنه حتى يصل بهم الأمر حد الادمان. يتمسك الكثيرون بفكرة أنّ التدخين وحده لا يؤدي إلى الموت، زاعمين أنّه لا يمكن اتخاذ هذا القول حالة واقعية ثابتة.

يصادف 31 أيار من كل عام اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبع، الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فاعلة للحد من استهلاكه. إذ يعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، علماً أنه يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم.

ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، بل وأيضاً من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.

تأثير التبغ على الناس والكوكب

في القرن العشرين، تسبب التبغ بمصرع 100 مليون شخص، وفق دراسة نشرتها مجلة “نيتشر” في العام 2009، أي أكثر من عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية الذين بلغ عددهم بين 60 و80 مليون شخص.

كما أن للتدخين ضرراً على الكوكب، فإنتاج التبغ واستهلاكه ينفثان نحو 84 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، كما يُرمى نحو مليون طن من أعقاب السجائر والتي تحتوي على مادة أسيتات السليلوز غير القابلة للتحلل. كما تتطلب زراعة التبغ 22 مليار طن من المياه سنوياً وتنتج صناعته 25 مليون طن من النفايات الصلبة.

وبمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، دعت منظمة الصحة العالمية المزارعين إلى زراعة مواد غذائية صالحة للأكل بدلاً من نباتات التبغ، بهدف تعزيز الأمن الغذائي. لكنها أشارت أيضاً إلى أن المساحات المخصصة لهذا النوع من المحاصيل في أفريقيا قد زادت بنحو 20% خلال 15 عاماً.

أعداد المدخنين في لبنان

حسب إحصاءات World Population Review عام 2023 لأعداد المدخنين في مختلف أنحاء العالم، تصدر لبنان المراكز العشرة الأولى، ووصل عدد المدخنين من الذكور فيه الى 49.4%، ومن الإناث الى 35.9%.

ووفق التقرير الجديد، فان معظم المدخنين عموماً موجودون في جنوب شرق آسيا وكذلك في منطقة البلقان في أوروبا. ولكن هناك استثناءات، بحيث أن تشيلي في أميركا الجنوبية لديها واحدة من أعلى نسبة المدخنين في العالم.

وفي المقابل، أوضحت المؤسسة في تقريرها الجديد أن أعداد المدخنين حول العالم آخذة في الانخفاض، بسبب التوعية المتزايدة حول الآثار السلبية للتبغ، وأيضاً بسبب حملات مكافحة التدخين. وحسب منظمة الصحة العالمية فإن التدخين يودي بحياة أكثر من ثمانية ملايين شخص سنوياً، وهذا الرقم يضم المدخنين وكذلك غير المدخنين الذين يستنشقون دخان السجائر من الأشخاص الذين يدخنون حولهم.

أمراض التدخين

وبالعودة إلى أضرار التدخين، أشار الممرض محمد الحاج لـ”لبنان الكبير” إلى أنّ “التدخين يؤدي إلى الاصابة بسرطان الرئة، سرطان الغدد اللمفاوية، الانسداد الرئوي المزمن (COPD) واللوكيميا. كما يسبب انسداداً في شرايين القلب ومن الممكن أن يتسبب بذبحة قلبية، أو جلطة دماغية cva. وفي حال كان المريض يعاني من انسداد رئوي مزمن فإنه مجبر على شراء آلة BIpap ووضعها لتقليل نسبة الـ co2 في الجسم لأن ارتفاعه يؤدي إلى الهلوسة أو فقدان الوعي الجزئي”.

وأوضح أنّ “وحدة العناية المركزة تسجل اليوم عدداً نسبياً كبيراً في حالات مضاعفات التدخين، فمعظم من تناول السجائر عانى من السرطان. وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة لا يستطيع المريض متابعة علاجه الذي يبدأ بصورة نووية مسعرة بالدولار، وينتهي بتلقي أحد أنواع علاجات السرطان المتعارف عليها”.

وأكد أن “الجسم ينظف بعد الاقلاع عن التدخين ولكن يحتاج الى وقت حتى تعود خلايا الرئتين الى تجديد نفسها لأن النيكوتين والمواد السامة الموجودة في السجائر تؤدي إلى موت هذه الخلايا”.

شارك المقال