أزمة النفايات المزمنة بلا حلول… صيدا تنتظر “الانفجار الكبير”

تالا الحريري

لا يزال موضوع النفايات المتكدسة في صيدا حديث سكانها الذين فقدوا الأمل من معالجتها، وبناء على ذلك نفذت وقفة احتجاجية بدعوة من مهندسي صيدا والجوار أمام مدخل بلدية صيدا ضد المخاطر البيئية والصحية التي تسببت بها النفايات المتكدسة على هيئة جبل نفايات جديد تنبعث منه السموم والروائح الكريهة في المدينة، ورفضاً لسوء أداء معمل معالجة النفايات الذي يكدسها من دون فرزها أو يعمد إلى إحراقها ما يفاقم من حجم الكارثة البيئية، ويبعث الغازات السامة في الأرجاء.

ورفع المحتجون لافتات عديدة كتب فيها: “لم ندفع لهم ليراكموا النفايات ويحرقوها من دون فرز ومعالجة”، “يستقوون بازالة اللافتات ويتركون جبل الزبالة يشتعل” و”صحتنا وصحة أولادنا خط أحمر”.

هذه الأزمة ليست وليدة الأشهر الماضية وحسب، بل تتفاقم منذ سنوات من دون ايجاد حلول لمعالجتها ويعود السبب الرئيس في ذلك إلى إعتكاف الشركة المتعهدة عن جمعها بسبب عدم دفع الدولة مستحقاتها المالية، إلى جانب عدم قدرة معمل النفايات على القيام بوظيفته الأساسية وبصورة طبيعية لغياب السيولة أيضاً.

العصب المالي سبب الأزمة البيئية

وحسب مقرر أمانة سر “صيدا تواجه” وعضو بلدية صيدا مصطفى حجازي فان “المستحقات اليوم متراكمة لدى الدولة، والشركة اذا لم تكن لديها مبالغ مالية حتى تؤمن رواتب وبنزيناً ومازوتاً وصيانة، فلا تستطيع العمل. معمل معالجة النفايات، له مستحقات تقارب الـ 30 مليار ليرة وأصحابه أبلغوا الادارة أنه اذا لم تتمكن من تأمين مستحقاتهم المالية من الدولة اللبنانية فلن يقدموا لها أي دعم، فالأزمة البيئية كلها في المدينة تتمحور حول العصب المالي”.

كارثة حقيقية بيئية وصحية

وأوضح مصدر خاص من شرطة بلدية صيدا لـ”لبنان الكبير” أنّ “صيدا ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الأزمة، بل المناطق المجاورة كذلك. ويبدو أنّ لا حلول في الأفق وسنكون أمام كارثة حقيقية ليس على صعيد البيئة والمدينة وحسب، بل صحياً أيضاً”.

وأكد تأثير هذه الأزمة على السياحة في مدينة صيدا، موضحاً أنها “قد لا تكون أثرت عليها في السابق، لكنها اليوم تفاقمت والوضع لم يعد يحتمل، بتنا ننتظر الانفجار الكبير”.

الأهالي يتخوفون من السرطان

وأشار أحد المواطنين في صيدا الى أنّ “لا عمال بصورة كافية لازالة هذا المشهد المقرف وروائح النفايات من الطريق، حتى أنّها باتت تعوق حركة السير. بتنا نزيح النفايات التي وصلت الى نصف الشارع بأقدامنا حتى نتمكن من العبور”.

والأمر لم يعد مقتصراً على الاصابة بالكوليرا، بل بات أهالي صيدا يناشدون المعنيين التحرك خوفاً من السرطان. وكان رئيس “الحركة البيئية اللبنانية” بول أبي راشد شرح لـ”لبنان الكبير” أنّ “تراكم النفايات يؤدي الى تكاثر الذباب والبرغش والجرذان بالاضافة إلى انبعاث الروائح البشعة. وهذا يدفع الناس الى حرق المستوعبات بسبب الرائحة الناتجة من تخمّر النفايات، وعندما يتم الحرق، تتصاعد الانبعاثات السامة والتي تُعتبر أخطر من النفايات. فهناك أنواع من البلاستيك التي تحتوي على الكلور ومن الممكن أن تسبب عقماً للانسان”.

شارك المقال