الطرق الشائعة لتبييض الأسنان… هل تؤثر على الصحة؟

راما الجراح

“اشتريت قلماً لتبييض الأسنان من أحد المواقع الالكترونية بعدما لفتني الاعلان على مواقع التواصل الاجتماعي عن التبييض السريع للقلم وفاعليته، وكانت تكلفته ٢٥ دولاراً فقط، ونتيجته فعالة حتى الآن، أي بعد أسبوع من بدء استعماله، وبحسب الشركة تبقى أسناني بيضاء لمدة ٨ أشهر تقريباً وليست هناك عوارض جانبية له، باستثناء الشعور بلمعة خفيفة عند تمرير القلم على الأسنان تنتهي بعد ١٠ دقائق”. بهذه الكلمات عبّرت إيناس عن تجربتها لقلم تبييض الأسنان المنتشر بصورة كبيرة في السوق اللبنانية، والذي قامت بشرائه من دون أي استشارة طبية.

وتبييض الأسنان عملية شائعة في طب الأسنان العام، وخصوصاً في مجال تجميل الأسنان، وهي عبارة عن تغير لون السن إلى الأفتح تلبية لاحتياجات عدد كبير من المرضى الذين يطلبون إبتسامة أكثر بياضاً. علاوة على ذلك، فإن تبييض الأسنان أسهل تقنياً وأقل تكلفة من أي نوع آخر من أنواع العلاج التجميلي، ويمكن تحقيق ذلك إما عن طريق تغيير اللون الداخلي أو إزالة البقع الخارجية والتحكم في تكوينها.

طبيب الأسنان عبد الوهاب زعرور أوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك العديد من الشركات التي تعمل في مجال انتاج مواد لتبييض الأسنان، وأعتبرها مشكلة سائدة في المجتمع عبر إقبال الناس على هذا الموضوع، وجميع المواد الموجودة في الصيدليات من دون استشارة طبيب مثل الغوتيار لا ننصح بها أبداً لأننا لسنا متأكدين من فاعليتها. واليوم نرى Ecla وهو عبارة عن مادة موجودة داخل شكل قلم يتم تمريره على الأسنان، وتبقى المادة بين ١٠ إلى ١٥ دقيقة فقط وتكون النتيجة جيدة، ولكن حتى الآن لسنا متأكدين من الآثار الجانبية التي يمكن أن تتسبب بها ومن فاعليتها على المدى الطويل. وللفت النظر المادة ليست approved من الـ FDA وعليه لا يمكن أن نثق بالمنتج الذي لا توجد ضمانة عليه أن يكون آمناً ولا أنصح بإستخدامه أبداً في هذه الحالة”.

وقال: “إذا أراد الشخص تبييض أسنانه ولا يملك القدرة المادية على التبييض بالليزر، فيمكنه استخدام الغوتيار بمواد وطريقة Approved في هذه الحالة نكون على ثقة بالمواد التي نضعها، وهي طريقة آمنة وتوفر على المريض ولكن تحتاج الى وقت أطول ليصل إلى نتيجة مرضية. لا أنصح بطرق توفير أخرى تنعكس سلباً على صحة المريض”.

وأكد زعرور أن “التبييض في العيادات آمن جداً، ولا نقوم بإزالة أي طبقة من الأسنان، بل نضع الجل مع إضاءة عليه، ووظيفته إزالة التصبغات والألوان الموجودة على الأسنان لأن طعامنا عادة ملون وليس هناك White diet، وبعدها تعود الأسنان الى لونها الطبيعي، ويمكن أن يتأكد المريض من جميع المواد التي نضعها قبل أن يبدأ بجلسة التبييض”.

الجميع يرغب في إبتسامة جميلة وناصعة البياض، ولكن الحذر واجب. ليس بالضرورة أن يكون كل ما يُعلن عنه على مواقع التواصل الاجتماعي صحيحاً، مهما كان الاعلان لافتاً وجاذباً، فالاستشارة واجبة لتفادي جميع الآثار الجانبية من تهيج في اللثة أو الحساسية، لأن الاستخدام غير المنتظم أو غير الدقيق لصواني التبييض في المنزل بحسب غالبية أطباء الأسنان يمكن أن يسبب ضرراً للمريض مثل تقرحات أو حساسية من الأسنان والأنسجة الرخوة المحيطة بها.

شارك المقال