يوم عالمي للدراجة الهوائية… متى يصبح لمحبيها مسارات خاصة؟

حسين زياد منصور

أزمة محروقات وغلاء، عجقة سير، أزمات بيئية وتلوث، أزمات معيشية، وغيرها الكثير من المشكلات والأزمات التي يعاني منها لبنان، اضافة الى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية، كل ذلك جعل العديد من اللبنانيين يلجؤون الى الدراجات النارية، كحل بديل لتوفير البنزين، فيما اختار بعضهم التنقل بالدراجات الهوائية، إن كان في القرى والضيع أو حتى في شوارع المدن وبين أحيائها.

ولا يزال هناك من يمارس هذه الرياضة يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً، ان كان في المناطق الجبلية، او بالقرب من البحر أو الكورنيش، حتى أننا نشهد في بعض الأحيان “رايد” للدرجات الهوائية في بعض المناطق.

وأطلقت الأمم المتحدة رسمياً تاريخ 3 حزيران يوماً عالمياً للدراجة الهوائية، إدراكاً منها لمزاياها المتعددة كونها وسيلة نقل بسيطة ومحافظة على البيئة اضافة الى أنها نشاط رياضي آمن وأسعارها زهيدة.

يشير حسني يونس شاب ثلاثيني، من ضمن مجموعة شباب يمارسون بصورة دائمة رياضة ركوب الدراجات الهوائية، الى أن مجموعتهم مؤلفة من 10 اشخاص، وهدفها ممارسة هذه الهواية من أجل استرجاع ذكريات الماضي من خلال هذه الرياضة الشبابية، وبداية المبادرة كانت في الحي الذي يسكنه لتتوسع شيئاً فشيئاً وتشمل مسافات طويلة، ولم تقتصر على القرية التي يسكنها، بل وصلت مسافة الرحلات عبر الدراجة الهوائية التي يخوضونها الى 100 كلم، أي الوصول الى صور في احدى المرات.

ويقول لـ”لبنان الكبير”: “أصبحنا نطوّر من مستوياتنا ومهاراتنا عبر المشاوير الجبلية، فعلى سبيل المثال الانطلاق من برجا وصولاً الى دير القمر ثم المرور بالجاهلية والدامور للوصول الى وادي الزينة. في ظل هذه الظروف، تعد هذه الرياضة مهمة جداً، لأنها تغيّر الجو، وتمكننا من التعرف على مناطق جديدة ساحلية أو جبلية، ونحن نشجع الناس على ممارسة هذا النوع من الرياضة، خصوصاً أننا نلتقي في رحلاتنا بأناس من جيلنا أو حتى في سن الستين مثلاً، فهذه الرياضة ليس لها عمر”.

ويشدد على وجوب “أن يأخذ جميع من يمارس هذه الرياضة كل درجات الحيطة، مهما كان عمره، من الخوذة والقفازات واللباس الخاص بالدراجات الهوائية”، مؤكداً “أننا مستمرون في هذه الرياضة الى أن يصبح لنا تمثيل رسمي في لبنان، خصوصاً أن رياضات كهذه لا تحظى بالدعم والتشجيع من الدولة، ففي الكثير من الأوقات نلتقي بدراجين في المناطق التي نزورها، ويتمنون أيضاً الحصول على تمثيل رسمي، أو تبني هذه الرياضة، كونها مفيدة ومناسبة للجميع”.

اما محمد نمر فواز، وهو دراج أيضاً فيلفت الى أن “ممارسة رياضة الدراجات الهوائية أصبحت تأخذ صدى كبيراً، لأسباب كثيرة أبرزها التكلفة القليلة مقارنة مع باقي الرياضات، والتوجه اليها يكون عن طريق مجموعات منظمة”، موضحاً أن “الكثير من الأطباء ينصح بها، ومن الأفضل أن تمارس بصورة متقنة وفق الأصول، من خلال أخذ الحيطة أي الخوذة والقفازات واللباس الخاص، من أجل السلامة الشخصية، وان كان الرايد لمسافة قصيرة”.

ويضيف: “قمنا بخوض رايد طويل، انطلاقاً من الاقليم وصولاً الى كفرشوبا، وفي مرة أخرى وصلنا الى طرابلس، وفي مشاوير كهذه تكون الى جانبنا مواكب سيارة”. ويعتبر أن “أي شخص يحب هذه الهواية يسعى دائماً الى تطوير نفسه واقتناء دراجة بمستوى عال جداً”.

من جهة أخرى، اشترى الكثيرون الدراجة الهوائية لتوفير كلفة البنزين، وتقول سلمى التي تعمل في محل لبيع الهواتف، انها اشترت دراجة هوائية لتتنقل بها في ضيعتها من سكنها الى المتجر الذي تعمل فيه. وتشير الى أنها غالباً ما تكون خائفة وهي تتنقل لأن الطرقات غير مجهزة لركوب الدراجات الهوائية وتكثر فيها الحفر، فضلاً عن عدم احترام سائقي السيارات من يقود دراجة هوائية، على الرغم من أنها تسير على جنب، بحسب وصفها.

وتؤكد أنه على الرغم من الخوف من حصول أي حادث الا أنها تشجع الناس على استخدامها بصورة أكبر في حياتهم اليومية، لأنها على الأقل لا تتسبب بعجقة سير ولا تضر بالبيئة، وفي الوقت نفسه رياضة مفيدة.

وهنا نتساءل متى سيصبح لمحبي الدراجات الهوائية في لبنان، مسارات وطرقات مخصصة تحميهم من خطر السيارات المسرعة و”المجنونة”، خصوصاً أنها مفيدة، وصديقة للبيئة في ظل المشكلات البيئية التي نواجهها اليوم؟

شارك المقال