بدأت التجهيزات الشاقة لموسم الحج هذا العام، إذْ يستعدّ الحجاج في طرابلس والشمال لاستقبال هذا الموسم الدينيّ المميّز بكلّ طاقتهم المادّية والمعنوية انتظاراً للحظة سفرهم إلى المملكة العربية السعودية بغية إتمام هذه الفعاليات في الأراضي المقدّسة أي بلاد الحرمين الشريفيْن بدءاً من 18 حزيران (28 ذي القعدة) وصولاً إلى مهلة أقصاها 10 تموز (20 ذي الحجة).
هذا الموسم الذي كان رئيس شؤون الحرمين الشريفين في السعودية عبد الرحمن السديس أكد أنّه سيكون موسماً استثنائياً، ميسراً وآمناً، شهد إقبالاً مهمّاً عليه في طرابلس والشمال، وهذا ما أعلنه عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ أمير رعد، صاحب شركة “البرهان للسياحة والسفر” في طرابلس، موضحاً لـ “لبنان الكبير” بعض تفاصيل هذه الرحلة التي “كانت تخضع في الأعوام السابقة لدعم بعض سياسيي الشمال (حسب المعطيات)، بحيث كان يسعى بعضهم إلى دعم أفراد كما جماعات سنوياً لمساعدتهم في تكلفة التوجه إلى السعودية وتغطيتها، لكن بدءاً من العام 2019، أيّ منذ أربعة أعوام لم تشهد المدينة هذه الظاهرة، إذْ لا تتدخل حالياً أيّ جهة سياسية في هذا الموضوع كما جرت العادة سابقاً، لكن قد يكون هناك دعم فردي أو شخصي…”.
وفي التفاصيل، فإنّ “الكوتا” في لبنان لعدد الحجاج تصل إلى اختيار 7500 حاج (1500 فلسطيني، 3000 سني، 3000 شيعي)، وقال الحاج رعد: “مع بداية تقديم الطلبات، لم يشهد هذا الموسم إقبالاً كثيفاً، إذْ نبدأ باستقبال الطلبات منذ شهر كانون الثاني، وكان قدّم 5000 حاج، وبعد شهرين سهّلت المملكة إجراءاتها واكتمل العدد ليصل إلى 7500 في لبنان”.
أمّا على مستوى الشمال، وتحديدًا عند الطائفة السنّية، فسجّل 2000 حاج من أصل 3000، في الشركات المتاحة لهذه الغاية ويصل عددها إلى 50 شركة ممتدة محلّياً، أمّا في طرابلس فهناك 9 شركات هي: البرهان، دار الإيمان، حسّانة، التوفيق، نيو ميد واي، الكيلاني، العتّال، ناسيونال والعبوشي.
ويُمكن القول، إنّ هذا الاقبال الذي تُسجّله محافظة الشمال، يعود الى سببين رئيسين: الأوّل، دعم المغتربين الذين أرسلوا أموالهم إلى عائلاتهم وذويهم لأداء الفريضة، أمّا الثاني فهو الرّغبة المتكرّرة في أداء فريضة الحج مهما قست الظروف، وقد يؤدي الادّخار الذي تقوم به العائلات عاماً بعد عام إلى جمع المبلغ المخصّص لهذه الرحلات.
وعن تكلفة هذه الرحلة، أكّد رعد أنّ المملكة حين رفعت تكلفة الرسوم كانت تستهدف تلبية حاجات الحجاج وتقديم الخدمات المريحة لهم بصورة كاملة وشاملة، مشيراً الى أن “الكثير من الخدمات المقدّمة تحسنت، كالحافلات الفخمة التي باتت موجودة لنقل الحجاج مع تأمين وسائل الراحة لهم، لكن عموماً قد تصل التكلفة إلى 5000 دولار، فيما تبلغ في شركات أخرى 4500، وقد يطلب بعضها مبلغاً يصل إلى 6000، وكلّما ارتفع مستوى الخدمات ازدادت معه التكلفة لأنّ تسعيرها غالباً ما يكون حسب نوع الخدمات ومستواها، كتأمين الطعام، تقديم الخراف، الاقامة في المدينة المنوّرة، النقل البرّي، كما من ضمنها التأشيرة، والتأمين الصحيّ…”.
وعن العراقيل الممكنة، لفت إلى أنّها لم تعد موجودة خصوصاً في الفترة الأخيرة، موضحاً أنّ الثغرات كانت تكمن في مسألة الانتظار في المطار، لكن “بعد تسهيلات المملكة مشكورة لم نعد نعاني من هذه التفاصيل”.