الامتحانات الرسمية… في اللالا لاند

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

لا كهرباء. لا بنزين. لا حبر. لا أوراق. لا دولار. وباء وامتحانات رسمية.

في لبنان وزير التربية طارق المجذوب امتطى خيله، شد الرحال، سيفه على خصره، وذاهبٌ باندفاع نحو الامتحانات الرسمية باعتبارها “استحقاقاً وطنياً بامتياز”. وبمجرد استخدام كلمة استحقاق وطني، فأهلا بكم في جهنّم.

الدولة غير جاهزة لوجستياً لإجراء الامتحانات.

فبحسب مصادر لــ”لبنان الكبير”، العجز كبير هذه السنة وحتى تاريخ اليوم تواجه الدولة صعوبة في تأمين مراقبين للامتحانات الرسمية، فلجأت إلى المدارس الخاصة بهدف تقليل العبء المادي، والأرقام غير واضحة عن سعر حصة المراقبة. هناك نقص في أوراق الامتحانات وتأمين الحبر صعب. إذاً لوجستياً من غير الممكن إجراء الامتحانات بالمواصفات الكاملة أو المطلوبة لإنجاحها”.

أما عن حال التلاميذ فحدّث ولا حرج. يقول “إيلي”، طالب ثانوية عامة في مدرسة خاصة في جبل لبنان، إنه ورفاقه في المدرسة غير مستعدين لهذه الامتحانات: “قبل كل شيء، لا كهرباء لدينا والحرّ يقتل رغباتنا في الدرس، غير أننا إذا أردنا أن ندرس في مجموعات لنحمّس بعضنا، التنقل صعب من جراء أزمة البنزين أولا وثانياً بسبب انتشار وباء كورونا بمتحوره الجديد. أنا أسأل نفسي كيف سأتحمل الكمامة طيلة فترة الامتحانات، وأنا على يقين أن لا مكيف هواء أو مروحة في الصف”.

الكثير من التلاميذ لم يستطيعوا متابعة جميع الدروس أونلاين بفعل انقطاع الكهرباء والإنترنت، وإن تابعوا فهم لم يفهموا جيداً. فكيف لاستحقاق وطني أن يقوم ومواطنوه غير جاهزين؟

كما أن أزمة البنزين وارتفاع كلفته ستدفع بأهل طلاب الامتحانات الرسمية إلى الاختناق من كثرة المشاوير اليومية كما حال المراقبين في الامتحانات الرسمية الذين سيعانون من المشكلة نفسها على الرغم من الوعود بحلول لهم.

والسؤال الذي يطرح هل يتجه الأساتذة للإضراب؟

رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جباوي يوضح بالقول: “إن الأساتذة  أبلغوه بموقفهم التصعيدي حيال الامتحانات إذا لم تتحقق مطالبهم”.

إذاً وزير التربية… في اللالا لاند، هنالك الدولار بـ ١٥٠٠ ليرة، والكهرباء ٢٤/٢٤ ووضع البلد أكثر من رائع والتلاميذ جاهزون للامتحانات.

حضرة الوزير، تصبح على خير.

شارك المقال