التصدي للمتحور دلتا في ظل الاستقبال الخارجي

تالا الحريري

افتتح المتحور دلتا وصوله الى لبنان بتسجيل 9 اصابات، وبدأت الاصابات بالتصاعد بشكل سريع، فتوزّعت نتائج الفحوصات الايجابية ما بين كورونا التي اعتدنا عليها ومتحور دلتا. فبعد ارتياح الناس لفترة من القلق حول كورونا، كوننا اصبحنا قادرين على احتوائها، يأتي الآن المتحور الهندي مع الرحلات الخارجية من الدول التي صُنّفت في قائمة انتشار المتحور دلتا.

ومع توافد عدد كبير من المغتربين في موسم الصيف لانعاش الاقتصاد المنهار، تبقى الحيرة بين أمرين، وقف الاستقبال الخارجي لمنع انتشار المتحور الجديد، أو المخاطرة من أجل اعادة القطاع الاقتصادي الى الحياة. أمّا بالنسبة للقاح، فكل الدلائل تشير الى أنّه الحل الأنسب في ظل تطوّر هذا الوباء، فأخذ الاحتياط فقط ما عاد يكفي. 

عراجي: خوفي الأكبر على القطاع الصحي

أفاد رئيس اللجنة الصحية النيابية عاصم عراجي ل”لبنان الكبير”، أنّ بعد رصد 32 حالة في لبنان، كان هذا مؤشراً على وصول المتحور الجديد دلتا، وأصبح لبنان يُعتبر من الدول التي فيها دلتا. 

وقال عراجي أنّ دلتا سريعة الانتشار، والاحتكاك مع شخص لمدة ثوانٍ ممكن أن يُعدي بعكس المتحور الانكليزي او كورونا الاصلية، التي قد تكون معدية بمدة 15 دقيقة.  لذلك هناك اجتماع سيُعقد قريباً حول الاجراءات المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث يجب الالتزام بالاجراءات الوقائية كالكمامات والتباعد الاجتماعي والابتعاد عن التجمعات، لأن اذا واحد لديه متحور دلتا ممكن أن يُعدي عدداً كبيراً من الناس بثواني. 

وذكر أنّه يجب مراقبة الوافدين من كل دول العالم، خصوصاً أنّ هناك مغتربين كُثر سوف يأتون الى لبنان في هذه الفترات، ومعظم الدول التي يأتون منها فيها دلتا.

وأضاف:”لا يمكننا منع دخول الوافدين الى البلد، لكن يمكننا الحد من الاصابات من خلال الاجراءات الوقائية، فهناك أشخاص تأتي لزيارة أهلها ولكن عليهم المحافظة على سلامة أهاليهم والآخرين، وهذا عن طريق عدم الاختلاط مع اي أحد حتى تصدر نتائج فحص PCR، ويجب اعادة الفحص بعد 6 أيام حتى ولو كانت النتيجة سلبية.”

بالنسبة للرحلات ممكن أن تتوقف في حالة واحدة، وهي حسب التفشّي وحسب سرعة انتشار هذا المتحور، وهذا لا يمكن تحديده الآن.

أمّا فعالية اللقاحات في محاربة المتحور دلتا، فبحسب دراسات كلا اللقاحين، أسترازينيكا وفايزر، تبيّن فعاليتهما ضد المتحور الهندي. فايزر أثبت فعالية بنسبة 90% وأسترازينيكا أثبت بنسبة 80-85%. وقالت منظمة الصحة العالمية منذ عدّة أيام،  أنّ معظم اللقاحات تعمل على المتحور الهندي.

وبحسب عراجي، فإنّ نسبة الملقحين ما زالت قليلة، فنسبة الملقحين جرعة واحدة 20% ونسبة أولئك الذين أخذوا الجرعتين 10%، يعني 35% من عدد المقيمين في لبنان وهذا عدد غير كاف. الناس ما زالت مترددة ونسبة الأفراد المسجلين على المنصة لا يتعدوا المليون و800 ألف، ويجب الوصول الى تلقيح بنسبة 70% حتى يصبح هناك مناعة مجتمعية.

وختم:”طبعاً الكورونا تخوّف، لكن انا خوفي الاكبر على القطاع الصحي، يعني الكورونا يمكن مواجهتها من خلال قطاع صحي مقبول وقادر على الصمود اما اذا كان متهالكاً، فلا يمكن القيام بذلك خصوصاً في ظل غياب الأدوية والمستلزمات الطبية وهجرة الأطباء. لذلك يجب العمل على القطاع الصحي بأسرع وقت، فإذا لم يتم اصلاح هذا الوضع نحن داخلين على أزمة كبيرة.”

التخوّف من انفجار صحي آخر، موحّد عند الجميع، والتشجيع على أخذ اللقاحات مُلح مع ضمان فعالية كل لقاح، حتى لا يبقى أي شخص  متردد من التقديم على المنصة، وحتى لا يبقى أحد ضحية الأخبار الشائعة عن اللقاح التي تقول أنّه يتسبب بجلطات، فإذا مات متلقح من بين خمسين متلقح، لا يمكن غض النظر عن الخمسين فرداً الذين اكتسبوا المناعة ضد الفيروس، والتركيز على الواحد الذي قد يكون أساساً يعاني من مشاكل صحية سابقة.

غصن: سجلوا على المنصة وخذوا اللقاح

وقد وافق قول رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة الدكتورة ندى غصن، قول النائب عراجي من ناحية نسب الملقحين وفعالية اللقاحات في الحماية من المتحور دلتا. 

فقد قالت لـ “لبنان الكبير” أنّ حسب الدراسات، فإنّ  أخذ جرعتين من أسترازينيكا يحمي من الدخول الى المستشفى بنسبة 92%. كما حثت المجتمع اللبناني على التسجيل للقاح، للحماية من اشتراكات فيروس كورونا ، كون نسبة الملقحين ضعيفة جدا خصوصاً في الاطراف، ففي بيروت نسب التسجيل لأخذ اللقاح أعلى من عكار والهرمل وغيره من الاطراف، حيث التسجيل فيها متدنٍ.”

وأفادت أنّ متحور دلتا متفشّي في 96 بلد حول العالم، وتم رصد عينات دلتا بين الحالات الايجابية لفحص الPCR، وهذه الحالات كانت من 11 بلد مثل اسبانيا، فرنسا، تركيا، قبرص، العراق، ايران، أثيوبيا، المملكة العربية السعودية، المملكة المتحدة…

الفحص الميزاني جَمَع عينات من كافة المحافظات اللبنانية، حيث تم أخذ عينات من تاريخ 25 الى 30 حزيران، ومن اصل 52 عينة ايجابية، تم فحص عدداً منها وتبين 22 حالة دلتا ايجابية. دلتا موجود في عدة محافظات مثل بيروت، جبل لبنان، الجنوب، النبطية، والبقاع.

أمّا اليوم، ففي ظل الارتفاع السريع لعداد الاصابات بالمتحور دلتا، يترقّب المواطنون قرار بإقفال البلد التام في الوقت القريب، يصاحبه ذلك الخوف من انقطاع الأوكسجين والأدوية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من عملية الشفاء من كورونا.

مصادر من وزارة الصحة: لا حاجة الى إقفال البلد في الوقت الحالي

في هذا الخصوص، أفادت مصادر من وزارة الصحة بتواصل كلا الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال، وزير الصحة حمد حسن مع وزير الطاقة ريمون غجر، بخصوص تأمين المازوت من أجل تأمين الكهرباء قدر المستطاع وتيسير أمور المستشفيات. أمّا القرار بإقفال البلد في الوقت الحالي مستبعد، والاعتماد على معايير وزارة الصحة، بحيث كل لجنة ادارية ستتخذ القرار بخصوص الوافدين من الخارج سواء في مسألة الحجر وغيره.

شارك المقال