بطل “West Beirut” يتذكر أوجاع الحرب الأهلية

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

لم يبق من تلك الحرب الأهلية الاّ الذكريات والصوّر، وفيلم انطبع في ذاكرة كل لبنانيّ: “West Beirut” (بيروت الغربية). فيلم يحاكي ألم الحرب بعيون شابّين لبنانييّن عاشا طفولتهما خلالها.

فرح، ألم، طموح، يأس… مشاعر رافقت أبطال الفيلم. مشاعر كانت حقيقيّة. مشاعر لخّصت حياة الشباب والأطفال يومها.

خوف من الحرب، يقابله اندفاع..هو عمر.. بطل بيروت الغربية.

عمر، شخصية الصبيّ المندفع، الحالم، الجريء، الخائف من الحرب.

يستعيد محمد شمص شخصية “عمر” بعد 46 سنة بأنهّأ أجمل تجربة حقيقيّة خاضها.

يقول محمد أن هذه الشخصية تشبه كثيرا صبيان جيله في الحرب، وفي الوقت نفسه كانت شخصية مختلفة، لكن الخوف كان يجمع الجميع. خوف من أصوات القذائق، من الدماء، من الموت.

يصف محمد شمص الحرب الأهلية بجملة واحدة: بيروت الغربية وبيروت الشرقية. أما اليوم يختصرها بجملة أخرى: بيروت لا شرقية ولا غربية، بيروت لبنانية. ويضيف أنّه ان الأوان أن يفهم الجميع أن تلك التسميات لم تعد تنفع.

بعد 46 سنة، ماذا تغيّر؟ يجيب محمد: لا شيئ تغيّر. ما زلنا نعيش الوضع نفسه ولكن بتاريخٍ أخر، وبقالب حرب من نوع أخر. حرب الذل. مشاهد الحرب نفسها تتكرّر. الطوابير في الأفران، الذل على أبواب المستشفيات، انقطاع البنزين، أزمة الدولار، نحن الأن بحرب من غير دماء.

يشدّد محمد على فكرة أنّه من المستحيل أن تتكرّر الحرب الأهلية مرّةً أخرى في لبنان لأنّ لا أحد مستعد أن يخوض شلال الدماء مرّةً أخرى، وأن الجميع أصبح واعيا. حتّى من شارك في الحرب يندم ولا يشجع أبناء هذا الجيل على خوض تلك التجربة.

كرمال مين؟ يسأل محمد. كرمال مين بدنا نحارب؟ زعماء غير مهتمين؟ أحزاب لم تشبع من النهب والسرقة والقتل؟ الجميع فهم هذا الأمر.

أراد محمد الهجرة في زمن الحرب الأهلية ككثير من شباب جيله لكنّ الظروف منعته، ولوعاد به الوقت لاّتخذ هذا القرار لأن المستقبل الّذي انتظر شباب الحرب يكن مستقبلاً كما أرادوه.

ويختم محمد: بعد 46 سنة، لا نريدها تلك الحرب. لا نريدها أن تنعاد. لا نريد تسميات الماضي. لا شرقية ولا غربية. لا خطوط تماس ولا جبهات، لا قتل ولا دماء. الجميع فهم. والجميع على يقين أن الحرب لا تنفع. لا تدافعوا عن زعيم، توحّدوا، اختاروا لبنان.

بين محمد شمص وعمر، 46 سنة، بينهم ماضٍ وحرب، بينهم ألم وأمل، بينهم جيلٌ كامل، لا يريد بحياته أن يعيش مجدّداً، الحرب الأهلية.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً