‪إصابات دلتا تتزايد: عوارض غريبة والملقحون غير محصنين

راما الجراح

متحور دلتا وصل إلى لبنان، والموضوع لم يعد مزحة، والأعداد بدأت بالارتفاع، فقد أعلنت وزارة الصحة في لبنان الأسبوع الماضي عن رصد حالات إصابة بمتحور فيروس كورونا “دلتا” الذي ظهر في الهند وانتشر في عدد من دول العالم، وقد أعلنت وزارة الصحة مؤخراً عن أكثر من ٤٥ حالة متحور دلتا آتية من عشرات البلدان.

رواية مصابة

تروي مصابة بمتحور دلتا لـــ” لبنان الكبير” تفاصيل إصابتها “أجريتُ وأولادي فحص الــ pcr عند وصولنا إلى مطار بيروت ومضينا إلى منزلنا في الضيعة دون أن نكترث للموضوع ما إذا كنا مصابين بالفيروس أم لا، لأننا لم نكن نشعر بأي عوارض، وبعد يومين من مخالطتنا للأهل والأصحاب بدأت تظهر عوارض غريبة علينا، وفي اليوم الثالث جاءت النتيجة بأننا مصابون جميعنا بمتحور دلتا وقد تسببتُ بنقل العدوى إلى شقيقتي في المنزل”.

عوارض متحور دلتا

وعن العوارض تقول “لم أعد أتحمل الألم الذي أصابني في رقبتي وامتد إلى كتفي وظهري بسرعة، حاولت التخفيف من وجعي من خلال تناول حبوب مسكنات كالبنادول والأدفيل ولكن دون جدوى، وفي اليوم الثاني بدأت عوارض اللعيان عندي وعند أولادي ووصلت إلى مرحلة أنني لم أعد أستطيع الوقوف على قدمي، واعتقدنا أنه ربما يكون السبب تسمماً من الطعام أو ما شابه وتفاجأنا في اليوم التالي أن نتيجة الفحص جاءت إيجابية على متحور دلتا”.

عراجي: سريع الانتشار

بدوره يرى رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي أن “ظهور حالات من المتحور الهندي في لبنان يدعو إلى القلق وخاصة أنه انتشر تقريباً في مناطق عدة، أولها منطقة البقاع حيث تخطى عدد الإصابات الـ ١٢ إصابة منذ أول يوم من ظهور المتحور في لبنان وانتشر في مناطق عدة، وسرعة انتشاره تصل إلى ٦٠٪ أكثر من سرعة المتحور الانكليزي، وبالمقارنة مع بداية كورونا في ووهان يتخطى ١٠٠٪، وينتقل من شخص لآخر بسرعة رهيبة لا تتعدى بضعة ثوانٍ، بينما كورونا ووهان يحتاج إلى ١٥ دقيقة تقريباً لينتقل”.

الخطر يطال الملقّحين أيضاً

ويقول عراجي: “حتى اليوم لا معلومات مفصّلة عن المتحور دلتا، وهناك دراسات أثبتت أنه أقوى من عدد كبير من الفيروسات، ولا يعني أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح غير معرضين للإصابة، ففي بريطانيا على الرغم من أن ٦٧٪ من السكان تلقوا جرعة واحدة و ٥٥٪ تلقت الجرعتين، إلا أن ٩٩٪ من الفحوصات التي أُجريت تبيّن أنها مصابة بمتحور دلتا، ولكن لاشك أن اللقاح ساعدهم على أن تكون عوارضهم خفيفة، ولا ننسى أن بريطانيا وصلت إلى مرحلة المناعة المجتمعية ونحن في لبنان حتى شهر تشرين الأول لنصل إلى هذه المرحلة”.

ويضيف: “من هنا أدعو الجميع للاستمرار في الإجراءات الوقائية، وعدم الاعتقاد أن أي فيروس ممكن أن ينتهي بل يضعف مع مرور الزمن، وعليه هناك تفلت كبير في لبنان يستدعي الكثير من الخوف والقلق، لذلك على الجميع الإسراع في التسجيل على منصة اللقاح، فالشخص الذي لم يحصل على اللقاح بعد ولم يُصب بفيروس كورونا من قبل في حال أصُيب بدلتا هناك خطر على صحته أكثر من خطورة كورونا”.

القطاع الصحي ينهار

أما بالنسبة لوضع القطاع الصحي فيشرح عراجي: “الوضع صعب جداً، هناك أدوية كثيرة غير متوفرة لا في الصيدليات ولا في المستشفيات بالإضافة إلى مستلزمات طبية ضرورية غير موجودة أيضاً، والذي زاد الطين بِلّه هجرة نسبة لا يُستهان بها من الأطباء ذوي الخبرة، الأمر الذي يزيد من قلقنا في حال تفشي فيروس كورونا ومتحور دلتا من جديد، لن يتحمل القطاع الصحي كما تحمّل من قبل، وعليه يجب أن نسعى إلى دعم هذا القطاع بأسرع وقت ممكن تفادياً لأي تطورات صحية خطيرة من المحتمل أن تطرأ على لبنان في الأيام المقبلة”.

إقرأ أيضاً: التصدي للمتحور دلتا في ظل الاستقبال الخارجي

وشدد على أن “هناك مسؤولية فردية وجماعية لتفادي تطور الوضع الصحي إلى الأسوأ، فإذا لم نلتزم جميعاً بالإجراءات الوقائية أقله حتى نصل إلى مرحلة المناعة المجتمعية، فسنعود إلى نقطة الصفر”.

ودعا عراجي المسافرين القادمين إلى لبنان والسيّاح إلى ضرورة عدم مخالطة الأقارب والأصدقاء بشكل نهائي حتى تظهر نتيجة الفحص، أي لفترة ثلاثة أيام فقط بعد وصولهم، معتبراً أنها الطريقة الأهم بعد الالتزام بالإجراءات الوقائية للتعاون على ضبط أعداد الإصابات فقط لأنه بطبيعة الحال انتشر ولا نستطيع إنكار وجوده.

شارك المقال