خرجوا ولم يعودوا… ما قصتهم؟

نسرين قمورية

“خطفت ابنتنا وعلى عينك يا تاجر”، هذا ما قاله أحد أقرباء نور ابنة 12 عاماً التي فقدت منذ حوالي الشهر في بلدتها صور.

الوضع في لبنان صعب وحذر، حتى أطفالنا ليسوا بأمان، موضحاً: “خطفها شاب عشريني في قضيّة استفزاز للحصول على مبلغ من المال”.

نور في ربيع عمرها، خرجت لتلهو مع أصدقائها بالقرب من منزلها، فكان مصيرها الخطف، والرعب لأهلها.

مماطلة في تحرك القوى الأمنية

ويروي قريب نور لــ”لبنان الكبير” أن الطفلة خرجت ولم تعد، “عملنا على نشر صورتها في مواقع التواصل الاجتماعي، ولمن يجدها الإسراع في التبليغ”.

تواصل أهلها مع القوى الأمنيّة للمباشرة في البحث وتعميم صورتها وفتح تحقيق في القضيّة، “إلاّ أن التجاوب السريع لم يكن حليفهم”، مضيفاً: “لا شكّ أنّ هناك تقصيراً من القوى الأمنيّة، وكان هناك مماطلة للتحرك السريع”.

ونتيجة البحث الطويل، والانتشار الكثيف للأقرباء والأصدقاء في المنطقة تم العثور على نور، “سلّمنا الشاب للجهة المختصة لتباشر بالتحقيق معه، فتم الحكم عليه بالسجن ليكون عبرة لغيره”. حادثة نور كغيرها من الحوادث التي تحصل يوميّاً والكتمان سيّد الموقف!

أرقام المفقودين في ارتفاع مستمرّ، إذ بلغت حصيلة الأيّام القليلة من شهر تموز5 مفقودين تتراوح أعمارهم بين 15 عاماً و 30 عاماً، ولا معلومات عنهم حتى الساعة والأسباب مجهولة وكلّ يترقّب أي خبر يريح قلب أم فقدت ولدها ووالد يستنجد للمساعدة.

آية وغفران … قلق وأقاويل

آية ابراهيم، ابنة 19 عاماً، خرجت من منزل ذويها في كوثريّة السياد بتاريخ 6 تموز، تم تعميم صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عنها، وعلى أثر ذلك انتشر “المحللون” للتحقيق في سبب اختفائها، وراح كلّ ينصّب نفسه قاضياً عليها. في اتصال لنا مع ذويها أوضحوا أنّ آية طالبة جامعيّة تركت رسالة منوهة عن سبب خروجها وهو للبحث عن عمل، ولم تعد إلاّ بعد يومين.

غفران جهيم، 26 سنة، عمّمت القوى الأمنيّة صورتها في 7 تموز، وبحسب أقربائها، كانت غفران في زيارة لزوجها في سجن رومية، وعند مغادرتها المكان، تواصلت مع خالتها وأبلغتها أنها في طريقها وتفصلها 30 دقيقة للوصول إليهم. ومن تلك اللحظة، فقد الاتصال بغفران ولا معلومات عنها حتى الساعة.

تتنوّع الأسباب وتختلف، إلاّ أنّها تنشر الرعب والأقاويل بين الناس، فهل هناك ما يدعو للقلق؟

ما خطورة الأرقام؟

أفادت مصادر أمنيّة “لبنان الكبير” أن عدد المفقودين حتى منتصف حزيران هو 32 شخصاً، بينهم 22 راشدون و10 قاصرون، والأرقام عاديّة جدّاً ولا شيء يدعو للقلق”. وطمأنت إلى أنّ الأعداد التي تم رصدها من المفقودين تأمّنت عودتهم جميعاً بنسبة 100% عام2020.

تعمّم المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي شعبة العلاقات العامّة صور المفقودين على موقعها الرسمي وصفحتها الخاصّة على “الفايسبوك”، فيتساءل البعض عن سبب الاختفاء وآخر الأخبار عنهم ومصيرهم. في السياق، أعاد المصدر الأمني الأسباب إلى القضايا الشخصيّة كالزواج والعائليّة كالطلاق والصحيّة كالأمراض النفسيّة. موضحاً: “يتم التبليغ عبر التعليقات عن أي جديد في ملف المفقود، وفي حال العثور عليه، يتم حذف المنشور حفاظاً على خصوصيّته”.

في خدمة المواطن

تضع القوى الأمنيّة جميع أجهزتها في خدمة المواطنين، وسخّرت الخط الساخن 112 للابلاغ عن أي طارئ، ويشير المصدر في حديثه عن دور الأجهزة الدائمة في متابعة التحقيقات وملاحقة الأعداد ورصد أي تحركات مشبوهة، مؤكداً التضامن الكلّي مع أهالي المفقودين ومساعدتهم في العثور عليهم، ومشدداً على أن “مسؤوليتنا تصبّ في حماية المواطنين ونشر الإيجابية، وفي كلّ فترة نقوم بإصدار بيان محدّد عن الأرقام التي تم العثور عليها”.

ويختم المصدر برسالة للمواطنين عبر منبر “لبنان الكبير” قائلاً: “كفانا سلبيّة في لبنان، وللأهالي الكرام: لا توجد أعمال خطف، ولن نتقاعس يوماً عن القيام بواجباتنا تجاهكم”.

شارك المقال