الثانويون معلقون بين حبال الإفادة أو الشهادة

آية المصري
آية المصري

بعد قرار إعطاء طلاب الشهادة المتوسطة إفادات بدلاً من الشهادات، انتفض طلاب شهادات الثانوية العامة، مطالبين بحقوقهم ومتخوفين من إجراء الامتحانات حضورياً لعدة أسباب، فمنهم من هو خائف من التقاط فيروس كورونا، خاصة المتحور الجديد، ومنهم من هو خائف من أزمة المحروقات وعدم تمكنه من الوصول الى المراكز في الوقت المناسب، ومنهم من هو متأزم نفسياً لأن المنهج الدراسي لم يُعط بشكل كامل.

وقد عمت المظاهرات والاحتجاجات الطلابية مقر وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو لكن من دون جدوى. فالامتحانات الرسمية ستبقى على موعدها ولن يتغير شيء، ما هي مخاوف الطلاب؟ وما أبرز التحركات التصعيدية التي سنشاهدها في الأيام المقبلة؟ وهل ستستجيب وزارة التربية لمطالبهم؟

وزارة التربية: لا إفادات

وتشير مصادر تابعة لوزارة التربية والتعليم العالي إلى أن “لا إفادات هذا العام لتلاميذ شهادات الثانوية العامة، والامتحانات ستُجرى في مواعيدها المحددة ابتداء من 26 الجاري. التحضيرات للامتحانات الرسمية وطلبات الترشيح باتت جاهزة. وجميع الإجراءات الوقائية المتعلقة بفيروس كورونا مُتخذة على أكمل وجه مع العلم أن أيام الامتحانات أصبحت ثلاثة بدل خمسة، وعدد المواد من خمس إلى سبع بدل 13 مادة سابقاً”.

صليبا: ثورة طلابية جديدة

بالنسبة لرئيس “حركة شباب لبنان” إيلي صليبا “التحرك الطلابي لن يقتصر على يوم واحد، وسيكون لوزير التربية والتعليم العالي مهلة لا تتجاوز اليومين قبل أن نبدأ بتحركاتنا التصعيدية من تسكير للطرقات في جميع المناطق اللبنانية. وغذا كانوا مصرين على إجراء الامتحانات الرسمية، فليتحملوا ثورة طلابية نهار الجمعة المقبل، والطلاب من سيمنعون أنفسهم من الوصول إلى مراكز الامتحانات”.

مطالب الطلاب غير منسجمة

وبحسب أحد طلاب الثانوية العامة، فهذه الاحتجاجات “مُضحكة فكيف رفاقنا خائفون من كورونا وهم لا يضعون الكمامات أثناء التظاهرات،  وكيف يريدون مساواة شهادة الثانوية العامة التي تخولنا السفر إلى الخارج بالشهادة المتوسطة التي لا تقدم شيئاً. علينا التوصل إلى حل بأسرع وقت ممكن، بدلاً من الشعارات الرنانة التي لا تفيد ويُرجى استثمار الوقت الضائع  بالدرس وتخفيف حدة التشويش، لأن جميع تلك الوقفات لا تعبر عن رأي جميع الطلاب ومحصورة ضمن فئة واحدة”.

أما أحمد حريمة فيقول: “مطالبنا مُحقة والتظاهرات تُعبر عن واقعنا المأسوي الذي يظهر عبر شاشات التلفاز يومياً، إضافة الى الصعوبات التي ما زلنا نواجهها، ونحن في ثانوية جميل الرواس ـــ طريق الجديدة لم نُكمل المنهج الدراسي، طبعاً الإدارة ستقول عكس ذلك. ناهيك عن الحصص التي لم تُسجل منذ العام الدراسي، فلم يكن سوى مادتين مُسجلتين بسبب عدم انخراط الأساتذة بالتكنولوجيا الحديثة، فأغلب الأحيان كان يبقى الميكروفون صامتاً أثناء الحصة”.

وتابع حريمة: “قمنا بتشكيل لجان ونقوم بالاعتصامات، نريد إيصال صوتنا وهذا حق من حقوقنا الطبيعية، لكن في نهاية الأمر كتجربة شخصية أنا من الأشخاص الذين سجلوا في معهد تقوية لمواد معينة، وأدفع ما يقارب مليوني ليرة شهرياً لأتمكن من الحصول على الشهادة في حال تقرر إخضاعنا للامتحانات حضورياً”.

وأعرب الطالب مصطفى زغلول عن قلقه من الوضع المهيمن “لأن عملية التدريس كانت أونلاين ولم تُعط حضورياً في المعاهد سوى بضعة أيام قبل ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا، لم نستطع التأقلم كثيراً وكانت الصعوبات عديدة لقلة التواجد في الصف”.

وأضاف: “طبعاً للامتحانات الرسمية إيجابيات وسلبيات في هذا الوقت ونفضل الخضوع لها لأنها تمكننا من السفر خارج البلاد والتخصص أكثر، أو العمل في شركات معينة حتى تقديم طلب تعديل في الجامعة بعد المعهد أفضل بكثير من الإفادات التي لا تعترف بها وهذا جرم بحقنا”.

ليس واضحاً مصير طلاب الثانوية العامة وربما الوقت يداهمهم وعليهم الإسراع في الدراسة، لأن على ما يبدو وزارة التربية لن تنصت الى مطالبهم، فالامتحانات لا مفرّ منها.

شارك المقال