“ألفا” في لبنان… وتراجع إجراءات السلامة مقلق

تالا الحريري

بعد المتحور الهندي دلتا، ظهر المتحور ألفا، العوارض ما زالت متشابهة بين متحورات كورونا، واللقاح يحافظ على فعاليته ضدها بنسبة جيّدة. لكن القلق من الوافدين ما يزال يهيمن، فبعد أن ارتاح اللبنانيون خلال الفترة السابقة بسبب انخفاض عداد الإصابات، عاد وسواس الإصابة بكورونا إلى الارتفاع مع الإعلان عن إصابات جديدة سببها فتح المطار أبوابه واستقبال الرحلات من جميع الدول. وما يزيد طين العدوى بلة التجمعات الكثيفة للناس على المطار التي انتقلت من الداخل إلى الخارج مع التدابير الاحترازية الجديدة التي لم تزل المشكلة.

البزري: الإصابة بكلا المتحورين ممكنة

تبقى الإجابة نفسها عن عوارض أي متحور جديد، ألا وهي أن عوارض المتحورات الجديدة هي نفس المتحورات السابقة من فيروس كورونا.

وبشأن الأخبار المتداولة حول رصد المتحور ألفا في لبنان، أفاد رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري “لبنان الكبير”: “بالتأكيد تم رصد المتحور ألفا في لبنان، وفي الأساس متحور ألفا دخل إلى لبنان قبل المتحور دلتا، وقد كان أكثر متحور نشط في العالم قبل دلتا، لكن اليوم المتحور الهندي يحل مكانه”.

أكثر من 120 دولة في العالم تحمل المتحورات الجديدة، وبحسب البزري “هناك لائحة طويلة عريضة بالدول التي ينتشر فيها المتحوران، والتي ساهمت في دخولهما إلى لبنان، ولا شيء يمنع أن يصاب شخص بكلا المتحورين، ولكن هذا الموضوع لم يتم توثيقه بعد في لبنان.”

أمّا عن إجراءات المطار التي يشكو منها الناس بقولهم إنّها غير كافية لتمنع دخول إصابات من الخارج، يقول: “الاجراءات المتشددة في المطار كان يجب أن يتم تطبيقها من قبل، يعني ملف المطار كان يجب أن يتم التعامل معه بطريقة عملية اكثر، لأنّ الجميع كان يتوقع موسماً سياحياً جيداً. لذلك كان يجب أن يكون هناك ترتيبات أفضل في المطار. ليس هناك شك أنّهم الآن يحاولون قدر الإمكان أن يواكبوا المتغيرات ويطوروا عملية الكشف المبكر وفحوصات PCR، لكن يجب أن نتذكر أيضاً أن المتحور أصبح موجوداً في الداخل، لم يعد مستورداً من الخارج فقط.”

مع ظهور المتحورين، سجل إقبال كثيف على عملية التلقيح، وبرأي البزري أن “عملية التلقيح تسير بشكل جيد، لدينا حوالي مليوني شخص مسجلون على المنصة، وهناك أكثر من النصف أخذوا على الأقل الجرعة اللقاحية الأولى، لكن دائماً المشكلة هي في توفّر كمية اللقاحات بالأعداد المطلوبة، لأنّ اللقاح هو مادة مطلوبة من كل الدول، ووزارة الصحة تعمل جاهدة لتأمين اللقاحات بكمية وافرة بأقرب وقت ممكن .”

ويضيف: “نسبة تلقيح الأشخاص من عمر 16 وما فوق تجاوزت ال20-22%، مع الأخذ بالاعتبار الأشخاص الذين يأتون إلى لبنان وقد تلقحوا في البلد الموجودين فيه، وهناك أيضاً لبنانيون سافروا وأخذوا اللقاح في الخارج ولم يتم تسجيلهم”.

ويعتبر البزري أن المؤشرات المقلقة ليست فقط في زيادة الحالات، بل هي أيضاً في زيادة الوفيات، اذ يشير إلى أن “كل ما زادت الحالات كل ما أصبح هناك مؤشرات وبائية مقلقة، الآن هناك زيادة في الحالات، لكن لا يوجد زيادة في أعداد الوفيات أو في نسبة الدخول إلى غرف العناية المكثفة وهذه مؤشرات مريحة.”

المستشفيات كلها بدون استثناء تعاني عجزاً في الخدمات الأساسية، موضحاً: “اليوم مشكلة المستشفيات سواء عامة أو خاصة هي، أن بنى الخدمات الاساسية ليست موجودة للأسف، الكهرباء والمازوت غير مؤمنين. المستشفيات تعيش مرحلة حرجة لأن استمرار انقطاع الكهرباء والفيول واستمرار انقطاع المواد الدوائية، سيؤثر على قدرة المستشفى في المعالجة سواء مرضى الكورونا أو غير مرضى الكورونا .”

عراجي: تخفيف الإصابات بالالتزام

أمّا رئيس اللجنة الصحية النيابية عاصم عراجي، فيرى أنّه لا يمكن منع الوافدين من زيارة أهاليهم، وقال لــ”لبنان الكبير”: “يمكننا أن نشدد الإجراءات في المطار، لكن لا يمكننا تسكيره، لأنّ معظم الوافدين لبنانيون أكتر من السيّاح. يعني اللبناني الذي يريد أن يأتي إلى البلد، لا يمكننا منعه من زيارة أهله، لكن هذا لا يعني أن يقوموا بالاختلاط مع الناس فور وصولهم، يجب أن يأخذوا الإجراءات الصحيحة، يعني أن يحجر نفسه ويقوم بإجراء PCR حتى يتأكد أنّه خالٍ من فيروس كورونا.”

وبالنسبة للحد من الانتشار، يقول عراجي: “من المفروض أن يكون هناك ترصّد وتتبّع حتى لا يقوم أحد بمخالطة الآخرين فور وصوله وقبل أن تصدر نتائج الفحص. صحيح أن بعض الوافدين اللبنانيين يحملون المتحورات من الخارج، لكن مع عملية الترصد والتتبع والحجر نكون مسيطرين على الوضع، ولكن إذا بقي الوضع بهذا الفلتان هنا ستزيد الإصابات، يعني الزيارات حالياً غير مستحبة.”

وعن وضع القطاع الطبي، يقول: “القطاع الطبي “عم بذوق الأمرّيْن” هناك ممرضون وممرضات وأطباء كثر رحلوا ولا يوجد أدوية ومستلزمات طبية. الممرضون والأطباء الذين أضربوا يريدون مستحقاتهم، يعني الممرض الذي كان يخدم 2 أو 3 مرضى، أصبح اليوم يخدم 7 مرضى. دخل الأطباء قل بشكل كبير، فالأطباء لديهم أتعاب كثيرة، والدولة حتى الآن لا تعطيهم إياها، يعني الوضع صعب جداً، وكل هذا أكيد بسبب انهيار الليرة أيضاً. فمن المفترض أن تتم مساعدة المستشفيات الحكومية، فاليوم المستشفيات الحكومية تعاني أكثر من المستشفيات الخاصة، الخاصة تأخذ مدفوعات عالية لكن الحكومية لا يمكنها ذلك.”

ويعتبر عراجي أن الناس ما زالت غير ملتزمة تماماً بالإجراءات الصحية لحماية نفسها من الإصابة “يعني أنا لا أفهم، يقولون ما بدنا كورونا ترتفع وما بدنا نلتزم كيف هيك ما بتزبط، إذا بدنا نخفف الإصابات يجب أن نبتعد عن التجمعات ونضع كمامة ونلتزم، التجمعات عم تحصل بشكل كبير في المطاعم والمقاهي والناس على بعضها ولا كمامة ولا شيء، طبعاً الإصابات بدها تزيد، اذا أردنا أن نسيّر الاقتصاد وبنفس الوقت الصحة يجب أن يكون هناك وقاية”.

شارك المقال