مخيم البهاء يتحدى الظروف لإنماء البقاع

راما الجراح

مَن قال إن الظروف الاقتصادية تقف حاجزاً أمام نشر الإيجابية والإنماء؟ ما ذنب أطفالنا أن يعانوا ما يعانيه الكبار من قلق وتوتر بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة؟ في البقاع كانت فسحة الأمل عبر مخيم البهاء هذا العام الذي تحدى جميع الظروف الصعبة لنشر الإيجابية وبمبادرة من إدارته لإنماء البقاع وتقديم رفاهية للأولاد وتعزيز مهاراتهم.

فكرة المخيم وأهدافه

في حديث مع مدير المخيم الشيخ محمد ضياء القطان يقول لـ”لبنان الكبير” إنه “جاءت فكرة المخيم كخطوة إنمائية لمنطقة البقاع أولاً، وفي المرحلة الثانية مع تطور عالم التكنولوجيا الذي خطف من الأولاد هواياتهم وألعابهم التقليدية التي تعمل على تنمية الذاكرة والوعي لديهم والقوة البدنية والجسدية والعقلية، وكان دورنا أن نعزز عند الأولاد قدراتهم ونبين لهم هواياتهم ونعزز عندهم روح التعاون ونوضح لهم أهدافهم الأساسية في الحياة بالطريقة الصحيحة، بالإضافة إلى تعزيز مبدأ المساواة بينهم”.

الإنطلاقة

ويضيف “كانت الانطلاقة منذ ١١ عاماً برعاية معنوية من دار الفتوى في البقاع، وبإدارة وإشراف الشيخ محمد ضياء الدين القطان، وبرغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد أصررنا على إقامته هذا العام من باب ترفيه الاولاد ونشر الإيجابية قدر المستطاع بعدما قضوا عاماً دراسياً صعباً في ظل اجتياح جائحة كورونا للبنان واعتماد منهج التعليم عن بُعد في المدارس، وقد حمل النشاط اسم “البهاء” تيمناً باسم الشهيد المرحوم محمد بهاء الدين القطان الذي قضى غرقاً العام الماضي لتبقى ذكراه الطيبة خالدة في قلوبنا وقلوب محبيه”.

جنسيات مختلفة وثقافات متنوعة

ويشير إلى أن “عدد الأولاد المشتركين وصل إلى ١٦٠ من مختلف الأعمار والجنسيات والمناطق من برالياس، المرج، ديرزنون، شتورة، قب الياس، مكسة، تعلبايا، سعدنايل، وصولاً إلى كامد اللوز، وحوش الحريمة، بالإضافة إلى استقبال عدد كبير من الاولاد من الاغتراب الذي ساعد في تنوع الثقافات والأفكار الإبداعية داخل المخيم، وتمت الاستعانة بمعلمين/ات ذوي خبرة جيدة بمجال التعليم والتربية الحضانية”.

سباحة ورماية وركوب خيل

وبشرح مفصل عن النشاطات تقول شريكته في الإدارة يوليا عزام “تنقسم النشاطات بين أساسية وثانوية، وتعتبر رياضة السباحة وركوب الخيل والرماية من النشاطات الأساسية التي يهدف إليها المخيم لتعليم الأولاد قواعد ممارستها منذ الصغر تفادياً لأي أخطاء خطيرة يمكن أن تحصل معهم ويدفعون ثمنها غالياً، فبالنسبة لركوب الخيل يتم تعليمهم أساسيات ركوبه، طريقة الجلوس، طريقة إمساك لجام الخيل، طريقة تثبيت الأرجل، بالإضافة إلى معلومات يذكرها المُدرب خلال فترة التعليم، أما في رياضة السباحة فتنقسم الفرق إلى مجموعات (ضعيف – جيد – ممتاز) وعلى أساسها يبدأ مدرب ذو خبرة عالية بإعطاء المعلومات في المسبح لكل فريق بالتعاون مع مدرب آخر لدينا لمساعدته، أما بالنسبة لهواية الرماية، فتكون المرحلة الأولى تجربة للأولاد لرؤية الهدف عن قُرب، والمرحلة الثانية تبدأ بتحدي التصويب على الهدف على بُعد ٧٥م لفئة الكبار و٢٥م لفئة الصغار”.

أنشطة ثانوية

أما بالنسبة للأنشطة الثانوية فتقول: “تتضمن ألعاباً ترفيهية كتسلق الجبال، وألعاب تحدي كشد الحبل الفوليبول، بالإضافة إلى نشاطات رسم وتلوين وغيرها من ألعاب الذكاء التي تختلف باختلاف الأعمار وطريقة تفكير كل فئة حيث تتراوح الأعمار بين ٥ سنوات وصولاً إلى ١٥ سنة، لذلك تم تقسيم كل مرحلة إلى مجموعات تتوافق مع الأعمار وعلى رأس كل مجموعة مشرفة مع مساعدة و متطوعة للتأكيد على مشاركة كل الأولاد بالنشاطات”.

برامج توعية

وترى أن “النشاطات الثقافية والألعاب الترفيهية لم تكن كافية لوصول المخيم إلى هدفه، فقررنا إدراج برنامج توعية للأولاد على الظواهر الاجتماعية السلبية الشائعة اليوم في مجتمعاتنا كالتنمر والتحرش الجنسي الذي أصبح ينتشر بشكل كبير وقمنا بتدريب الكادر التعليمي على كيفية توصيل المعلومات للأولاد بطريقة صحيحة وتوعيتهم على مخاطرها وعدم السكوت عنها، بالإضافة إلى تقديم وجبات غذاء من أصناف البرغل والأرز والمعكرونة لكي يعتاد الأولاد على تقبل جميع أنواع الطعام ووصلنا معهم إلى نتيجة جيدة ومُرضية”.

إقرأ أيضاً: “البصيرة” يعيد الأمل للمكفوفين في البقاع

الإجراءات الوقائية

وتختم عزام “برغم أعداد المشتركين الكبيرة إلا أننا استطعنا بشكل كامل تطبيق الإجراءات الوقائية داخل المخيم من خلال تحديد المكان في الطبيعة الخلابة ضمن مساحة كبيرة جداً يمكننا تنظيم النشاطات مع التباعد الاجتماعي، وعند أي نشاط يستدعي اقتراب الأولاد من بعضهم البعض يجب الالتزام بوضع الكمامة بشكل دائم، بالإضافة إلى التعقيم الدائم لجميع المعدات التي يستدعي استعمالها، بالإضافة إلى تأمين إسعافات أولية على مدار الوقت وتؤكد أن المخيم مستمر حتى نهاية الشهر المقبل”.

شارك المقال