بعد الغضب من إستهزائها بابادة الغزاويين… “زارا” تسحب “أكفانها” وتعتذر

منى مروان العمري

تعيش غزة واقعاً مريراً مستمراً منذ أكثر من شهرين تواجه فيه عدواناً عنيفاً ووحشياً من العدو الاسرائيلي قضى على أكثر 18205 أشخاص، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال. وعلى الرغم من المشاهد الدموية والمروعة التي تطالعنا كل يوم، إلا أن العلامة التجارية “زارا” رأتها من منظار آخر، اذ نشرت صوراً لعارضة ترتدي زيّاً جديداً من إصدار الشركة، وهي تحمل مُجسّم امرأة بالكفن الأبيض، الأمر الذي اعتبره العديد من الناشطين مستوحى من المشاهد المؤلمة لسكان قطاع غزة، الذين انتشلت جثثهم من تحت الأنقاض والرُكام، أو من الشوارع والطرق.

حملة غضب واسعة

ما لفت انتباه المتابعين لحسابات “زارا” في تشكيلتها الجديدة، هو وجود صور لعارضة أزياء وهي تحمل كفناً، وفي صورة أخرى ظهرت من داخل صندوق مُحطّم وكأنه تابوت وأمامها ما يظهر كجثة في كيس موتى. كما أظهرت الصور مشاهد دمار وشخصاً يبدو كأنه خرج من بين الركام. هذه الصور لـ”الحملة الترويجية” أثارت موجة غضب ودعوات الى مقاطعة العلامة التجارية الشهيرة بين الجمهور في العالم العربي وفي لبنان أيضاً.

@bilal.hd91

زارا للملابس الذي موجود في كل دول العالم يستخف بأهل غزة بطريقة مذلة، قاطعوهم! #زارا #بلال_الحداد

♬ original sound – Bilal Haddad | بلال الحدّاد

واعتبر المتابعون أن تصاميم إعلان “زارا” بجميع تفاصيله على ما يبدو مأخوذ من مشاهد الدمار والجثث والأكفان التي ترمز إلى المسلمين قبل دفن موتاهم، في الوقت الذي يرى العالم أجمع هذه المشاهد يومياً في مدينة غزة وما يخلفه العدوان الاسرائيلي من قتلٍ وقمع وتشريد ودمار وانتهاك للحرمات وغيرها من الجرائم الشنيعة.

وسم الغضب: #قاطعوا_زارا

وعبر وسم #مقاطعة_زارا باللغتين العربية والانكليزية، الذي تصدّر قائمة “الترند” في بعض الدول العربية، دعا المغردون إلى حملة مقاطعة للعلامة التجارية “زارا” على غرار حملة مقاطعة سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” ومقاهي “ستاربكس” وغيرها من العلامات التجارية التي دعمت إسرائيل في حربها على قطاع غزة.

كما شهد حساب “زارا” نشر عشرات الآلاف من التعليقات حول الصور، كثير منها يتضمن أعلاماً فلسطينية، فيما صار وسم #قاطعوا_زارا أو #مقاطعة_زارا من بين الأكثر تداولاً على منصة “إكس”.

“زارا” تحذف الصور وتعتذر

وطالب مدوّنون ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي حكوماتهم العربية والاسلامية بحظر هذه العلامة التجارية في دولهم، ووصفوا حملة “زارا” بـ”السخيفة وغير الانسانية”، معتبرين أن هذا الاعلان بجميع تفاصيله يستهزئ بشهداء غزة أطفالاً ونساءً وشباباً، غير أنه مستوحى من مشاهد الابادة الجماعية التي يتعرضون لها في كل دقيقة.

وعقب الاستنكار والهجوم الحادّ الذي لقيته ومع تزايد السخط الشعبي ضدها، سارعت شركة “زارا” إلى سحب الصور من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مع الابقاء على أخرى لا توجد فيها تلك الدلالات.

وعبّرت الشركة أمس الثلاثاء، عن أسفها “لسوء الفهم” الذي أثارته حملة إعلانية ظهر فيها عارضون بأطراف مفقودة وتماثيل ملفوفة باللون الأبيض، ما أثار دعوات الى المقاطعة أطلقها نشطاء داعمون للفلسطينيين. وقالت في منشور عبر حسابها على موقع “إنستغرام” – والذي يتابعه أكثر من 61 مليون شخص: “لسوء الحظ، شعر بعض العملاء بالانزعاج من هذه الصور، التي تمت إزالتها الآن، ورأوا فيها شيئاً بعيداً عن المقصود عندما تم إنتاجها”.

وعلى الرغم من أن “زارا” حذفت صورة العارضة حاملة الكفن الأبيض، إلا أن روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ما زالوا يتداولون صور الأزياء الجديدة والدمار، الأمر الذي عزز دعوات المقاطعة للشركة. ومع بدء العدوان الاسرائيلي على غزة، تزايدت الدعوات العربية والدولية الى تكثيف المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية، التي تهدف إلى حثّ الشركات العالمية على سحب دعمها لاسرائيل جرّاء مساهمتها المباشرة وغير المباشرة في عدوانها على غزة وبقيّة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

“زارا” معتادة على المقاطعة

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها “زارا” دعوات الى المقاطعة بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية، وبحسب أحد الناشطين على منصة “إكس” فإنها “استضافت في العام 2022، لقاءً انتخابياً لعضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير. وفي العام 2021، أدلت المصممة الرئيسة بتصريحات مسيئة بحق الفلسطينيين، ووصفتهم بالإرهابيين”.

وعلى الرغم من استضافة وكيل شركة “زارا” في إسرائيل جوفي شوفل وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير في منزله حينها، إلا أن تجمّع المؤسسات الحقوقية “حرية” حذّر شركة “زارا” من التورّط في دعم الاحتلال الاسرائيلي العنصري، مطالباً اياها بالالتزام بالقانون الدولي واحترام قرارات الأمم المتحدة.

كما أثارت المصممة الرئيسة لـ”زارا” فانيسا بيريلمان جدلاً واسعاً بعد أن أدلت بتعليقات كراهية بحق الفلسطينيين، في محادثة مع عارض الأزياء الفلسطيني من القدس الشرقية المحتلة قاهر حرحش، الذي كشف عن ذلك في منتصف حزيران من العام 2021.

“ماركات” أخرى تدعم إسرائيل

إلى جانب شركة “زارا”، هناك العديد من الشركات الداعمة لاسرائيل في حربها على غزة، منها شركة “أديداس” التي أعلنت عن ذلك، وعملت على إرسال التبرعات بطرق مختلفة سواء مادية أو معنوية. وكانت “أديداس” تعتبر الراعي الرسمي لاتحاد كرة القدم الاسرائيلي، الذي يتضمن 6 أندية من مستعمرات إسرائيلية على فلسطين.

كما دعمت شركة “بوما” للملابس الرياضية إسرائيل، فهي الراعي الرسمي للاتحاد الرياضي لكرة القدم الاسرائيلي، الذي يتضمن عدداً من الأندية التابعة للمستوطنات المقامة داخل الأراضي الفلسطينية. ولكن المتحدث باسم الشركة الألمانية قال أمس الثلاثاء، انها “ستنهي رعايتها للمنتخب الاسرائيلي لكرة القدم العام المقبل”، في قرار اتخذته قبل اندلاع العدوان الاسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.

وهناك العديد من ماركات الملابس الداعمة لاسرائيل من بينها: “شانيل”، “ديور”، “لاكوست”، “هوليستر”، “سوبريم”، “كالفين كلاين”، “ماركس آند سبنسر”، “فالنتينو”، “بروكس براذرز” و”نيو بالانس”.

شارك المقال