تراجع نسب السرقات لا ينفي تكرارها.. والقوى الأمنية بالمرصاد

منى مروان العمري

تتكرر على مسامعنا يومياً حوادث السرقات في مختلف المناطق اللبنانية سواء سرقة أجهزة هاتف أو دراجات نارية أو سيارات وغيرها من الأملاك الخاصة. ولا يزال الحجم الأكبر من السرقات يدور في الأطر الكلاسيكية كالكسر والخلع والسلب بالقوة والنشل وسرقة السيارات والسطو المسلح. وأسهم انتشار الفقر في لبنان في ارتفاع أعداد السارقين، بفعل تداعيات الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ العام 2019 وحتى اليوم وصولاً إلى واقع اجتماعي كارثي. ومع أن عمليات السرقة لا يكاد يسلم منها أحد، كبيراً كان أم قاصراً، شاباً أم مُسناً، الا أنها باتت تحصل في وضح النهار وبين عجقة الناس.

بلاغات متكررة

وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة بلاغاً لعمليات السرقة من داخل السيارات بعد كسر زجاجها في مختلف المناطق اللبنانية، وكان آخرها بتاريخ 06/12/2023، حين أقدم مجهول على كسر زجاج إحدى السيارات في جل الديب، وسرق من داخلها حاسوباً محمولاً. وبعد استقصاء شعبة المعلومات، تمكنت من تحديد هوية منفذ عملية السرقة، ويدعى ف. ن. (مواليد عام 1970، لبناني) وهو من أصحاب السوابق الجرمية بقضايا سرقة. كما اعترف خلال التحقيق بعملية سرقة الحاسوب من داخل سيارة في جل الديب، مؤكداً أنه كان ينوي بيعه. واعترف أيضاً بأنّه أقدم في تواريخ سابقة، على تنفيذ العديد من عمليات سرقة الحواسيب المحمولة من داخل سيارات عديدة.

وفي بلاغٍ آخر، أعلنت شعبة المعلومات أن معطيات توافرت لديها حول قيام مجهولين بتنفيذ عمليات سرقة دراجات آلية من مختلف مناطق جبل لبنان. على أثر ذلك، كثّفت القطعات المختصة في الشعبة جهودها الميدانية والاستعلامية لتحديد هوية المتورطين وهما اثنان. وبالتحقيق معهما، اعترفا بما نُسِبَ إليهما لجهة قيامهما بتنفيذ أكثر من 30 عملية سرقة دراجة من مختلف مناطق الضاحية الجنوبية، وبيعها لأحد الأشخاص في محلة العمروسية مقابل مبلغ 200 دولار أميركي، وأن الدراجة التي ضُبِطَت بحوزتهما أقدما على سرقتها بتاريخ توقيفهما من محلة حيّ السلم.

الأرقام والنسب… نحو الانخفاض

في السياق، أشار الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين في حديثٍ لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “المؤشّرات تحسنت بصورة ملحوظة خلال الأشهر العشرة من هذا العام مقارنةً بالعام 2022. فقد تراجعت جرائم القتل بنسبة 28.2٪ وجرائم السرقة بنسبة 40.5٪ وجرائم الخطف لقاء الفدية بنسبة 25٪ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بالعام السابق. ولكن، ارتفعت جرائم الانتحار بنسبة 71.4٪ وجرائم سرقة السيارات بنسبة 7.1٪”.

وأوضح أن “عدد حوادث السرقة وصل في العام 2019 إلى 1610 ويمكن القول بأنها كانت سنة مستقرة، بينما ارتفع العدد في العام 2020 إلى 2536، ثم عاود الارتفاع بصورة كبيرة خلال العام 2021 إلى 5940. أما في العام 2022، فقد انخفض العدد إلى 4768 منذ بداية العام إلى نهاية أيلول الفائت، وفي سنة 2023 تراجع العدد أكثر”.

جهود أمنيّة مكثّفة

وأكدت مصادر أمنية، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، لموقع “لبنان الكبير” أن الوضع الأمني تحسن بصورة ملحوظة، إذ تشير المعطيات الى انخفاض جرائم النشل عامي 2022 و2023 الى 42%، وانخفاض نسبة السرقات الموصوفة في الفترة نفسها الى 35%. كما أن النسبة الكلية لعدد الموقوفين بتهم السرقات انخفضت بين العامين 2022 و2023 الى 16%”.

وعزت المصادر الأمنية انخفاض النسب في الجرائم كالسرقات والنشل بحسب المعطيات الواردة، بالاضافة الى تراجع أعداد الموقوفين بين عامي 2022 و2023 الى الجهود المبذولة من قوى الأمن وشعبة المعلومات وتكثيفها، بفعل اتخاذ الاجراءات اللازمة والمتابعة المستمرة وضبط الأوضاع الأمنية وخصوصاً في هذه الفترة وهي فترة أعياد ومناسبات في كل المناطق اللبنانية.

شارك المقال