نسبة الإصابات من “دلتا” 90% وحسابات الإقفال مختلفة

تالا الحريري

يوماً بعد يوم ترتفع نسبة الإصابات بكورونا، ليرتفع معها مستوى القلق وتكثر التساؤلات. فبعدما كانت الإصابات مستقرة في الفترة الأخيرة على ما بين 400 و600 إصابة، ترتفع بشكل مفاجئ وسريع لتسجل 1500 حالة جديدة.

في لبنان، يلقي كل من الشعب والدولة اللوم على بعضهما بعضاً، فيقول المواطنون إن الدولة غير مسؤولة وإنّها لا تريد توقيف الرحلات، ما يسبب دخول حالات من الخارج، بينما يقول المسؤولون إن المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية اللازمة، وهذا ما يؤدي إلى الانتشار السريع وارتفاع عدد الإصابات.

وبينما يلقي كل منهما اللوم على الآخر، يتدهور الوضع الصحي أكثر فأكثر، ويبقى المواطن عاجزاً عن تدارك الانفجار الصحي بسبب المشكلات التي تمر بها البلاد.

خوري: نسبة التلقيح بين 30 و49 خجولة

أفادت مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية بترا خوري، لـ “لبنان الكبير” أن الارتفاع المفاجئ والسريع للإصابات هو بسبب المتحورات الجديدة. وقالت: “يعني مثل ما هو الحال في كل دول العالم التي تشهد ارتفاعاً في الإصابات بسبب المتحور دلتا، ونحن جزء من الكرة الأرضية.”

وبما أن موضوع الإقفال يتداول على ألسنة الجميع، أكدت خوري: “نصل إلى الإقفال عندما لا يعود هناك إمكانية لعلاج المرضى، الجميع أصبح يعرف الإجراءات الوقائية، والكل يدرك اليوم أن طريق الخلاص في هذه المرحلة الصعبة هو اللقاح والكمامات، هذا الشيء تم تثبيته بعد سنة ونصف حرب مع كورونا. الافراد جميعهم لديهم مسؤولية مشتركة، وهي أخذ اللقاح وتطبيق الإجراءات الوقائية التي يجب أن تطبق في ظل ظروف اقتصادية صعبة نحن نعيشها.”

وأوضحت: “اللقاح تقريباً بمتناول الجميع وخصوصاً الفئة العمرية 30 وما فوق، والذين هم أساساً يشكلون معظم الإصابات والدخول إلى المستشفيات.”

وفي موضوع نسبة اللقاح التي ما زالت منخفضة في ظل توفر اللقاحات ودخول متحورات جديدة، أشارت إلى أن البعض ليس مقبلاً على اللقاح، هناك فئة عمرية بين 30 و49 عاماً لا تقبل أخذ اللقاح ونسبة هؤلاء لا تزال منخفضة”.

ورداً على التساؤلات حول كيفية كشف المتحورات في فحوصات الـPCR، وعن مشكلة عدم التزام الأفراد بالحجر قالت: “وزارة الصحة تقوم بفحص PCR في الجامعة اللبنانية وتبين معهم أن بحدود 60-70% من إصابات لبنان هي دلتا، لكن بالنسبة لنا، في النهاية هذه إصابة والذي يفرق فقط، هو إمكانية العدوى، فبدلاً من أن تعدي من 4 إلى 5 أصبحت تعدي من 8 إلى 10 أشخاص”.

أضافت: “من سنة ونصف حتى الآن، كل الناس في الداخل والخارج أصبحت تعرف أنه إذا قام الفرد بفحص الـPCR، يجب أن يلتزم بيته ولا يخالط أحداً بانتظار النتيجة. حتى المقيم داخل لبنان، عندما يقوم بالفحص، لا يجب أن يذهب فوراً إلى عمله أو أن يخالط الغير. المنطق إذا أنا قمت بالفحص يجب أن أنتظر النتيجة”.

وعن إلقاء اللوم على الدولة في عدم احتوائها للحالات، أجابت: “غير معقول، لا يوجد طريقة تمكن من مراقبة 6 ملايين شخص، اليوم مطارات الدول جميعها مفتوحة ويدخل ألوف الناس، لا يوجد دولة تراقب المواطنين، يجب أن يكون هناك حس مسؤولية، لا يجب أن يعرض الشخص نفسه وغيره لخطر الانتشار.”

أبيض: ضغط كبير ولكننا قادرون على الاستمرار

من جهته، أكد مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور فراس أبيض لـــ”لبنان الكبير” أن هناك حالات حرجة في المستشفى، بحيث يعتقد أنّ” 90% من هذه الحالات التي تشخّص هي دلتا، لم نصل إلى القدرة الاستيعابية القصوى، ما زال لدينا أماكن في العناية لكن لا شك أن الأرقام تتزايد. وللعلم، هناك فترة معينة بين إصابة الشخص وبين حاجته للدخول إلى المستشفى، وعادةً تكون هذه الفترة بين أسبوع وأسبوعين. فالأرقام الكثيرة التي نراها هذا الأسبوع لا تحتاج إلى دخول عناية.”

وأوضح: “الإصابة لا تحدث مباشرة، ولكن نحن متخوفون أن يرتفع عدد الإصابات التي تحتاج إلى دخول مستشفى، وهذا أمر متوقع”.

بالنسبة لموضوع المساعدات التي كانت تطالب به جميع المستشفيات، بسبب تدهور الوضع الصحي والأزمات التي يمر بها البلد، قال الدكتور الأبيض: “أكيد تأتينا مساعدات من جهات محلية ودولية، وهذه حقيقةً تساعدنا حتى نكمل ونبقى صامدين وقادرين على تقديم الخدمات، لكن للأسف الاحتياجات تزداد بشكل كبير، مثلاً كنا نحتاج مازوت حتى نغطي 3 ساعات كهرباء باليوم، اليوم نحتاج مازوت حتى نغطي 18 ساعة قطع كهرباء، كذلك المستلزمات الطبية. اليوم نحن نعمل بكامل الطاقة الاستيعابية للمستشفى، وحقيقةً على الرغم من كورونا، لكن هناك مرضى أكثر في أقسام أخرى غير كورونا، تهرب من المستشفيات الخاصة وتكاليفها وتلجأ إلى المستشفيات الحكومية خاصةً مستشفى رفيق الحريري.”

ورد الأبيض على القرار الذي صدر بخصوص اعلان المستشفى الإضراب المفتوح، فقال: “ما عنا إضراب مفتوح، هناك بعض الموظفين وجزء ليس كبير حتى لديهم بعض المطالب. هم “تحمسوا” وطالبوا بالإضراب المفتوح، لكن في الحقيقة المستشفى يعمل بشكل طبيعي جداً في كل الأقسام وهناك بيان سيصدر من المستشفى في هذا الخصوص.”

أما في ما يتعلق بمطالب الموظفين فأكد “لا أحد يجب ن يستغرب أن الموظفين لديهم مطالب، نحن نمر بظروف ضيقة، والناس جميعها محتاجة. نحن نتفهم عندما يكون للموظف مطالب، في النهاية نحن نعتبرهم أبطالاً ونتمنى أن نحقق لهم مطالبهم”.

مصدر خاص: الفحوصات للجميع ولا استثناءات

وبالتواصل مع مصدر خاص في مطار رفيق الحريري الدولي، أفاد “لبنان الكبير” أن الملقحين يمكنهم الصعود في الطائرة من دولة الانطلاق دون فحص الـPCR، إنّما عند الوصول إلى مطار بيروت، كل الركاب يجب أن يقوموا بالفحص من دون استثناء.”

أمّا بالنسبة للبيان الذي صدر عن لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا، فقد كانت إحدى توصياته: العمل على تخفيض عدد الرحلات الأسبوعية القادمة إلى لبنان من البلدان التالية: تركيا، العراق، إثيوبيا، قبرص.

إقرأ أيضاً: كورونا واللقاح… “ربّ ضارّة نافعة”

وأوضح المصدر: “بالنسبة لهذه البلدان، هناك عدد إصابات مرتفع فيها لذلك تم تحديد هذه الدول بالذات لتخفيف الرحلات منها. بالنسبة لتركيا كدولة، يوجد TURKISH AIRLINE وهي شركة تعمل على نقل الركاب من لبنان إلى تركيا والعكس، أما باقي الدول فلديهم إصابات عددها أكبر من غيرها.”

وعن قرار التسكير بعد موسم الاصطياف، قال: “هذا يرجع إلى السلطة والى حسابات أخرى”.

شارك المقال