“جهنم” عكّار: خسائر فادحة… وناشطون يكشفون تفاصيل جديدة

إسراء ديب
إسراء ديب

تحوّلت معظم أحراج وغابات عكّار إلى قطعة من “جهنم” بعد انقضاء أكثر من يومين على بدء عملية امتداد النيران التي اشتعلت بدءًا من القبيات العكارية، مرورًا ببلدتيّ القبيات وعندقت، وامتدت إلى جبل أكروم، وصولًا إلى الأراضي الحدودية السورية، ما استدعى تدخل طوافات سورية وقبرصية للمساعدة في عملية إخماد النيران، إضافة إلى طوافات الجيش اللبناني، مع مساندة الصليب الأحمر اللبناني وجهود الدفاع المدني.

ولم تتوقف المحاولات المتكرّرة لإهماد هذه النيران التي لم ترحم الشباب أو الشيوخ، أو النساء والأطفال وحتّى الحيوانات لا سيما المواشي، وكلّ من تمكّن من الهرب قليلًا بدلًا من المحاصرة قد ” نفذ بجلده” بدلًا من الوصول إلى حالات الاختناق والإغماء التي لم يسلم منها كثيرون حتّى من كانوا يقومون بالمساعدة والاشتراك مع الجهات الرسمية والجمعيات في عملية الإخماد، يُحاولون قدر الإمكان تقديم أرواحهم فداء للكثير من العائلات التي يُسمع صراخها وأنينها ليلًا وهم يطلبون المساعدة والنجدة من كارثة تُثبت أن الدّولة غير صالحة لحماية شعبها دون أدنى شك.

لا معلومات حتّى الساعة عن السبب الحقيقي الذي قد يُؤدّي إلى اشتعال الأراضي الحرجية بهذه الطريقة وبهذه السرعة القصوى، لتنتقل بين المناطق اللبنانية وتحاصر أهاليها، ولكن الخبراء البيئيين والفعاليات والبلديات يُؤكّدون احتمال حصول هذه الحرائق بفعل فاعل، ويبقى انتظار التحقيقات الرسمية من أبرز الخطوات التي وإن حصلت، فمن المرجح أيضًا أنّها لن تصل إلى خاتمة صحيحة لهذا الملف المتكرّر سنويًا دون أي تحقيق يّذكر من جهة، ودون أي خطوة رسمية للحدّ من تداعياته من جهة ثانية.

مرعب: الحرائق مفتعلة وخطيرة

لا يُخفي أحد المتابعين لهذا الملف وجود مبالغة إعلامية عند محاولة بعض المندوبين تغطية أخبار عكّار إعلاميًا، ويقول لـ”لبنان الكبير”: “في القبيات مثلًا تحدّث الإعلاميون عن احتراق الأحراج وخسارة الثروة الخضراء في هذه المنطقة وعن وصول النيران وتهديدها لأهالي المنطقة وهذه الأخبار كانت صحيحة، أمّا عن جبل أكروم فهو واجه النيران القاسية التي أخافت الأهالي ولكنّها لم تصل إليهم بتاتًا ولن تصل لأنّها بعيدة عنهم، ولكنّ الإعلام بالغ كثيرًا، فالأهالي شعروا بالخوف كثيرًا وواجهوا مشكلة الاختناق بالدخان الذي ملأ البيوت، ولكنّ الإعلام نقل الصورة بشكلٍ مبالغ فيه”.

بدوره، يقول محمّد مرعب وهو من اتحاد ثوار عكار لـ”لبنان الكبير”: “عجزنا عن النوم لمدّة يومين، وبعد الانتهاء من إخماد النيران في القبيات لم يكن المشهد طبيعيًا ولم يكن مقبولًا على الإطلاق”.

ويرى مرعب أن ما حدث في عكار لا يُعدّ عشوائيًا بل اكتشفنا أمرًا خطيرًا جدًا، فبعد محاولتنا إخماد حريق اندلع في منطقة عكارية، وجدنا ضوء هاتف خلوي(فلاش) لأحد الأشخاص وهو يقوم بإشعال الأشجار عن بعد، فحاولنا الاقتراب منه ولكن خشينا أن يكون مسلحاً”.

إقرأ أيضاً: سيناريو الحرائق مجدّدًا: شباب عكار يحمون غاباتهم باللحم الحيّ

ويُشدّد مرعب على أن الحريق مفتعل ومقصود، مشيرًا إلى أنّهم كانوا يقومون بإخماد حريق في جبل أكروم بنقطة معيّنة، ولكن على بعد 20 كيلومترًا تقريبًا تأكّدنا من اشتعال حريق آخر لا علاقة له بالنقطة التي نسعى للحدّ من اندلاع النيران فيها، ومؤكّدًا أن هذه الحادثة تكرّرت معهم في القبيات أيضًا.

ويخشى مرعب كما غيره من الثوار على جبل البيرة، ويقول: “كلّ هذه المنطقة مليئة بالأشجار ونخشى من اشتعال النيران فيها، لهذا السبب وضعنا 10 أشخاص لحماية هذا المكان ويتمّ التناوب بهذه المهمّة، ولكن فعلًا نخاف من عدم قدرة الشبان على الاستمرار بهذه الحماية واشتعال هذه المنطقة أيضًا، لأنّنا بتنا نشعر بالقلق على مناطقنا بشكلٍ كبير، بخاصّة وأنّنا حين نطلب مساعدة بعض المؤسسات المعنية لا تأتي إلّا بعد زهاء الساعتين أو أنّها لا تقوم بمساعدتنا كما يجب، ولكنّنا نحاول القيام بكلّ ما بوسعنا يدويًا بلا آليات وبلا تقنيات…”.

شارك المقال