أسعار التبغ والتنباك تشتعل… والإقبال مستقر ومستمر

احمد ترو
احمد ترو

“النرجيلة اليوم هي جزء من حياتي ولا أستطيع التخلي عنها بسهولة، كما أنها الوسيلة الأولى التي تساعدني على تعديل مزاجي… وهي أساس السهرة”. بهذه الكلمات وصفت ريم إبنة الــ20 ربيعاً شدة تعلقها بالنرجيلة لـــ “لبنان الكبير”.

وحال ريم حال معظم اللبنانيين واللبنانيات الذين يدخنون ولا يستطيعون منع أنفسهم من التوقف عن التدخين وشراء هذه السلع التي تضر جيوبهم وصحتهم.

الإقبال يرفع الأسعار

بحسب البعض، فإن إدمان اللبناني على التدخين دفع التجار إلى رفع أسعار سلعهم بكل راحة، فأقل علبة سجائر ثمنها اليوم حوالي 10 آلاف ليرة لبنانية، وأقل علبة تبغ يبلغ ثمنها 30 ألف ليرة لبنانية. وإقبال المواطن على شراء هذه السلع يزداد بدلاً من أن يتراجع في ظل الأزمة المعيشية.

يقول أحد رؤساء بائعي التبغ والتنباك لــ”لبنان الكبير” إنه “كلما ارتفع سعر الدولار يُقبل الناس على شراء التنباك والتبغ أكثر. في السابق عندما كانت ترتفع الأسعار، كنا نقفل متاجرنا، لكن مع مضي الوقت صار الناس يتصلون بنا ويتوسلون إلينا أن نفتح لهم لكي يبتاعوا حاجاتهم بأغلى الأسعار”.

الواضح أن المواطن اللبناني الذي يعتبر التدخين جزءاً من حياته رغم تواضع راتبه، فقد يحتاج إلى راتب آخر لكي يؤمن شراء هذه السلع التي يقبل عليها مواطنون من الطبقتين الوسطى والفقيرة.

الريجي: متعاطفون مع المواطن

رفعت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية ــ الريجي أسعار مبيعاتها بمختلف أنواعها، حيث سجل سعر أقل علبة سجائر(سيدرز طويل) 7250 ليرة، وأغلى علبة (فيسيج ديسبوينتد) 145500 ليرة لبنانية، لكن بالرغم من هذا الارتفاع تقول مديرة العلاقات العامة نهلا سليم لــ”لبنان الكبير”: “نحن متعاطفون جداً مع المواطن، ولا نبيع بسعر السوق السوداء. نحن نشرنا تعميماً في كل الصحف يشرح أن شركة الريجي تسلم رؤساء بيع التبغ والتنباك بسعر متدنٍّ، لكن رؤساء البيع هم الذين يتلاعبون بالأسعار، وهذا ما دفعنا كشركة إلى إيقاف تسليم منتجاتنا إلى 15 رئيس بيع لأنهم يتلاعبون بالأسعار. فالمشكلة اليوم برؤساء البيع وليست فينا كشركة. نحن لدينا فريق يعمل على مراقبة جميع التجار الذين يتلاعبون بالأسعار لكننا بحاجة إلى مساعدة من قبل وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك لكي يحدون من حجم هذه المشكلة”.

وعن احتمال افتتاح الريجي مراكز لبيع التبغ والتنباك مباشرة إلى المواطن، اشارت إلى أن “الريجي شركة تصنع وتستورد وتوزع منتجاتها إلى رؤساء البيع، ولا يمكن لها فتح مراكز تجارية خاصة بها”. وشددت على أنه “يجب أن يكون هنالك رؤساء بيع”.

وفي ما يخص صناعة التبغ اليدوية ودخول التبغ المهرب إلى الأراضي اللبنانية تشير: “اليوم لا يوجد صناعة تبغ يدوية، بل هناك شركات لبنانية هي التي تصنع هذه السلع، والذين يصنعون التبغ فهم يصنعونه لأنفسهم. لكن عمليات التهريب هي التي تؤثر بشكل هائل على الشركة وتقلص من ميزانيتها، والتهريب تعاني منه كل دول العالم ليس نحن فقط. نحن نحاول خفض أسعارنا قدر المستطاع لكي نحد من عمليات التهريب، كما أن من واجب الدولة أن تمنع التهريب وتتصدى له، وطبعاً عمليات التهريب تقلص من ربحنا بشكل كبير، ونحن نحاول التصدي لهذه المشكلة”.

الدخان المهرب

وللتأكد من أن رؤساء البيع هم الذين يتلاعبون بأسعار التبغ والتنباك، اتصلنا بمحل الزعيم لكي يوضح لنا الأمور أكثر. يقول الزعيم: “نحن نستورد من رؤساء البيع وهم يحاسبوننا حسب سعر صرف الدولار اليومي في السوق السوداء”.

ويؤكد أن “الناس أصبحت تُقبل على التبغ والدخان المهرب لأن أسعار الوزارة غالية جداً، فعلبة المعسل 250 غراماً سعرها 130 ألف ليرة، بينما علبة المعسل المهرب سعرها 50 ألف ليرة، فمن الطبيعي أن يقبل الناس على شراء التبغ المهرب. وبعضهم بالرغم من ارتفاع الأسعار يقبل على الشراء من الريجي”.

أنا الوحيد الذي لا يوجد مثل أسعاري

وبناء على ما صرحت به نهلا سليم والزعيم بخصوص أن رؤساء البيع هم الذين يرفعون الأسعار ويتلاعبون بها، اتصلنا برئاسة بيع صيدا للتبغ والتنباك لصاحبها أبو مسعد الذي قال: “فعلاً رؤساء البيع هم الذين يبيعون على سعر السوق السوداء، لكن أنا الوحيد الذي لا يوجد مثل أسعاري في كل صيدا، وحتى إدارة الريجي تشهد على هذا الكلام وتعرف أنني لا أتلاعب بالأسعار، اذهبوا إلى شركة الريجي واطلعوا على فواتيري وإن تبين معكم أنني أتلاعب بالأسعار سأقفل محلي”.

أضاف: “صخب الناس في محلي للخارج، لكن لا يوجد لدي بضاعة تكفي حاجة الجميع، يعني رخيص لكن لا يوجد لدي بضاعة”.

اما رئاسة المقداد لبيع التبغ والتنباك، فأكد صاحبها أنه “لا يتلاعب بالأسعار ويبيع بالسعر نفسه الذي تحدده الدولة”.

المتضرر الأول والأخير من هذا التلاعب هو المواطن اللبناني الذي يبدو أنه غير مبال مهما ارتفعت الأسعار، لأن السيجارة ونبريش النرجيلة هما أساس حياته، إذ تقول دانا إبنة الـ 30 عاما: “أنا لا استطيع أن التوقف عن التدخين. كنت أدخن (سيدرز)، لكن عندما ارتفع سعرها غيرت النوعية وأصبحت أدخن ويست، فالدخان اليوم جزء من حياتي، فهو أكثر شيء يجعلني أتسلى وأضيع وقتي”.

شارك المقال