في لبنان: العلم رسالة مهددة بالخطر

احمد ترو
احمد ترو

العلم رسالة مهددة بالخطر في لبنان، ومحاطة بعقبات عدة. فلم يمضِ الكثير على انهاء الطالب اللبناني عاماً دراسياً كان مليئاً بالمشاكل والعقبات، ليقبل خلال أسابيع قليلة نحو عام دراسي جديد مجهول المعالم والهوية. ففي العام الدراسي الماضي كان فيروس كورونا سيد الموقف وعلى إثره اتجهت المدارس نحو اتباع نظام الدراسة عن بعد (أونلاين)، لكن هذا العام ترافق عقبات عدة الفيروس من شأنها أن تكرر تجربة العام الماضي نفسها. وعلى رأس تلك العقبات كلفة المواصلات التي باتت تلامس الرياح.

في هذا الخصوص يؤكد مدير مدرسة ليسيه عمر بن الخطاب، خطاب أحمد، لـ”لبنان الكبير” إن “الوضع الاقتصادي أخطر بكثير من وضع فيروس كورونا، ولكي نوفر بعض المصاريف على أهالي الطلاب يجب أن نعتمد نظام التعليم المدمج، وعلى هذا النحو إن المدارس سوف تعتمد على ثلاثة أيام حضوري ويومين عن بعد، لأنها لا تستطيع أن تتبع نظام التعليم الحضوري بشكل يومي في ظل ارتفاع الأقساط، وارتفاع كلفة المواصلات التي أصبحت توازي ثلاثة أضعاف كلفة السنة الماضية، فمن الضروري أن يكون التعليم مدمجاً لكي نضع حلاً لهذه المشكلة”.

وفي سياق متصل يصرح خطاب أحمد: “في العام الماضي، لم نقدم إلى رفع أقساط المدرسة على الأهالي أبداً، لكننا فصلنا القسط عن إيجار الباص، ما يعني أن علاقة الأهل أصبحت مباشرة مع صاحب الباص، لأن أسعار البنزين والمازوت تحلق، فبات من الصعب على المدرسة أن تجمع إيجار الباصات من الأهالي، لذلك فصلنا إيجار النقل عن القسط بشكل كلي”.

خطاب: الوضع نحو الأسوأ

ومن المعلوم أن الأزمة الاقتصادية في لبنان خانقة جداً، وخاصة على أهالي الطلاب. فمن كان بالأمس بإمكانه أن يسجل أبناءه في مدرسة خاصة فاليوم هذا الأمر أصبح صعباً جداً، حيث أفاد خطاب: “بالتأكيد في هذا الوضع يوجد العديد من الأهالي الذين سيطلبون إفادات لأولادهم لكي ينقلوهم إلى المدارس الرسمية، والضغط سوف يكون كبيراً على المدارس الرسمية، لأن أسعار المدارس الخاصة سوف تكون عالية جداً، وأسعار الكتب ستباع على سعر صرف الدولار في السوق السوداء، يعني أرخص كتاب سيسجل سعره 200 ألف ليرة، وحتى الآن العالم لم تسعى لكي تسجل أبناءها، منتظرة قرار وزارة التربية لأنه على الأرجح سيكون التعليم عن بعد وبشكل يومي، ففي هذه الحال، حتماً الطلاب سيتجهون نحو المدارس الرسمية، لأنه لا يوجد إنترنت، ولا كهرباء، ولا مازوت… الوضع نحو الأسوأ، ونحن نتمنى الخير لكن بكل تأكيد الوضع متجه نحو الأسوأ”.

لكي يعود التلاميذ إلى باحات مدارسهم، ومن أجل الحفاظ على سلامتهم، فمن الضروري أن تؤمن لهم اللقاحات ضد فيروس كورونا، لكن هل وزارتا الصحة والتربية أمّنتا اللقاحات اللازمة للتلاميذ؟

في هذا الخصوص يقول خطاب: “المدرسة لا تستطيع أن تؤمن اللقاحات، لأننا لا نستطيع دفع ثمن اللقاح 20 دولاراً، واللقاحات عندما تؤمنها المدرسة لا تكون مجانية، ووزارتا التربية والصحة هما المعنيتان بهذا الموضوع. بالإضافة إلى أن المدرسة لا تستطيع أن تؤمن لقاحات بدون أن تعرف أي أعمار يجب أن تتناول اللقاح فعلى وزارة الصحة تحديد ذلك”.

شيء مبكٍ أن ترى أولادك لا يستفيدون شيئاً

عانت أم الطفلين أحمد ولارين، أماني جميل، الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية في ظل التعليم عن بعد خلال العامين الماضيين، حيث عاد بها الزمن إلى الوراء وأصبحت تجلس مع طفليها وتعطي كافة تركيزها للمعلم في حصص (الأونلاين) لكي تفهم شرح الدروس ومن ثم تشرحه لطفليها، لأنها إن لم تفهم الشرح لا تستطيع أن تشرح لهما. تقول أماني

لـ”لبنان الكبير”: “السنة الدراسية كانت صعبة جداً علينا كعائلة، وكنت أبقى طوال الوقت غاضبة وأوبخ أحمد ولارين لأنهما لا يريدان الدرس عبر(الأونلاين)، وطفلاي كانا يرفضان الاستيقاظ باكراً، ويقولان لي إنهما لا يستفيدان شيئاً فلماذا يستيقظان؟ وأثناء الدرس كانا يختلقان العديد من الحجج مثل: (نريد دخول الحمام، أو نريد أن نشرب). كما أن الامتحانات كانت تافهة جداً، لأننا نحن الأهالي كنا نخضع للامتحانات عوضاً عن أولادنا، فكانت هذه السنة مضحكة ومبكية جداً، لأن الطالب المجتهد تراجع مئة درجة نحو الوراء… شيء مبكٍ أن ترى أولادك لا يستفيدون شيئاً”.

وتضيف: “القسط كان عادياً جداً، والمدارس لم تنظر في أوضاع الأهالي، ففي مرة من المرات قطع مدير المدرسة (الأونلاين) عن أولادي لأنني لم أدفع القسط. واحتمال كبير أن أسجل أولادي في مدرسة رسمية لأن زوجي منذ عامين وهو عاطل عن العمل، لكننا مجبورون على أن نتركهم في مدرسة خاصة، فالمدرسة الخاصة لا تعطيك إفادة إذا لم تسدد كافة الأقساط”.

ووجهت أماني رسالة إلى وزير التريبة طارق المجذوب عبر “لبنان الكبير” تقول فيها: “يا ريت لو تفكر بشكل صحيح وتنظر في أوضاعنا، وياريت لو تسعى في أن تؤمن عاماً دراسياً جديداً يراعي أحوال الطلاب النفسية والاجتماعية، لأن ما جرى للطلاب خلال عامين متتاليين من المعيب أن يتجدد… والله يسامحك”.

شمعون: لا أستطيع أن أفيدكم بشيء

إلى الآن لا قرارات حاسمة من وزارة التربية في ما يخص العام الدراسي المقبل، والمدارس والطلاب، وأهالي الطلاب تائهون.

ومن أجل أن نعرف تطورات واتجاهات العام الدراسي الجديد اتصلنا من موقع “لبنان الكبير” بالوجه الإعلامي لوزارة التربية ألبير شمعون لكي يزودنا بالتفاصيل، لكن للأسف ما حصلنا عليه هو: “لا أستطيع أن أفيدكم بشيء قبل أن أسأل الوزير، ويجب أن ترسلوا كتاباً إلى وزير التربية تحددون فيه اسئلتكم، وهو يكلف أحداً بالرد عليكم في حال اتخذت قرارات بشأن العام الدراسي الجديد”. ولكي نتخطى عقبة توجيه كتاب، توجهنا مباشرة للاتصال بالوزير شخصياً لكنه لم يجب…

شارك المقال