fbpx

مهرجان “صامدون”… الجنوبيون يرفضون اعتزال الحياة

فاطمة البسام
تابعنا على الواتساب

في تحدٍ واضح وصريح لواقع الحرب الذي تعيشه المنطقة، احتضنت بلدة النبطية مهرجانها الثاني بعد مهرجان “فرحة عيد”، تحت اسم “صامدون”، بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” وبالتعاون مع البلدية، والجمعية التنظيمية لتجار النبطية ومؤسسات أخرى.

استقبل الجنوبيون ذكرى الانتصار هذه المرّة وهم في قرى ومدن النزوح، إلاّ أن مرارة التهجير التي يعيشونها اليوم لم تمنعهم من التعبير عن فرحتهم المنقوصة بأبسط الأفعال، مثل مشاركة صور من ذلك النهار.

طارق مروة، أحد الاعلاميين المشاركين في تنظيم المعرض الذي يقام في اطار المهرجان وامتد على مدى أربعة أيام، يقول لموقع “لبنان الكبير”: “ان الهدف الأساسي من إقامة المعرض هو توجيه رسالة الى الجيش الاسرائيلي مفادها مهما حصل نحن صامدون. أمّا الهدف الثاني فهو تحريك الدورة الاقتصادية في المنطقة وإحياء النشاطات من أجل كسر الجمود الذي حلّ بحياة السكان والنازحين”.

واللافت بحسب مروة هو إقبال الناس من بلدة النبطية ومدن الجوار من أجل المشاركة في الفعاليات، وتم احصاء حوالي 3000 زائر للمعرض وهو رقم تخطى التوقعات، “وهذا يؤكد أننا متمسكون بثقافة الحياة”.

ضم المعرض سلسلة من النشاطات المتعددة، وجلسات حوارية حول التحرير والحرب القائمة اليوم، بالاضافة إلى برامج ترفيهية للأولاد تخللها الكثير من الهدايا.

ويوضح مروة أن حركة المبيعات كانت جيدة بالنسبة الى المتاجر التي افتتحت أكشاك لها في باحة المعرض، وحركة الزوار لم تهدأ حتى ساعات متأخرة من الليل.

أمّا بخصوص أصوات القصف والطيران الحربي، فيقول: “الناس تعودت، ولم يعد هناك ما يخيفها، وأصبحت تتعاطى مع الأصوات كأنها غير موجودة”.

عضو بلدية النبطية صادق اسماعيل يشير لموقع “لبنان الكبير”، الى أن عدد المؤسسات المشاركة في المهرجان وصل إلى 48 مؤسسة تجارية متنوعة، بين ألبسة، أحذية ومأكولات.

بالاضافة إلى أجواء الفرح التي نشرها المهرجان، فتح المجال لخلق بعض فرص العمل نتيجة الاحتكاك المباشر بين أرباب العمل والرواد، الذي باعتقاد اسماعيل تجاوز عددهم الـ 30 ألف زائر.

ويضيف اسماعيل: “من خلال المعرض أعلن الجنوبيون رفضهم لأسلوب الحياة الذي أراده الجيش الاسرائيلي لهم وهو اعتزال الحياة والبقاء في الملاجئ بانتظار الموت”.

ويلفت الى أن بلدة النبطية تضم 800 عائلة نازحة، عززت هذه النشاطات الألفة والمحبة بينها وبين السكان الأصليين وخلقت “متنفساً” لها.

ونتيجة للأصداء الجميلة التي خلّفها المهرجان، ستقوم البلدية بالتنسيق مع المعنيين، بتنظيم نشاطات من هذا النوع كل فترة تحت عناوين مختلفة.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال