الخبز إلى طوابير الذلّ

نور فياض
نور فياض

تتزايد أعداد المواطنين في طوابير “الخبز” الذي ما إن يُعرض على الرفوف حتى تنفد كميته نتيجة إقفال العديد من الأفران في مختلف المناطق بسبب عدم توفر مادة المازوت، بالإضافة إلى التقنين الحاد الذي يشهده قطاع الكهرباء، لذلك يتم التهافت على شراء الكمية القليلة المعروضة في الأفران.

وبعد أن استطاع الجيش فرض سيطرته على معظم محطات البنزين وتوقيف العديد من المحتكرين، نشطت العديد من القطاعات، وعلى رأسها قطاع الأفران، بفضل توزيع المازوت المخبّأ في تلك المحطات.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير”، شكر نقيب الأفران علي ابراهيم “الجيش اللبناني على هذه الخطوة المميزة متمنياً عليه أن يضع يده على شركات الاستيراد حيث مكان الكارتيلات الكبيرة التي استوردت المازوت على سعر الـ3900 ل.ل.حتى شهر أيلول من دون تسليمه. ويبقى السؤال لماذا لا يسلمونه؟ ولماذا لا يتجرأ أحد على مهاجمة هذه الكارتيلات؟ هل لأنهم تحت رعاية الكبار… إنهم أخطر من محطات المحروقات إنهم فعلا المصيبة التي تفتك بلبنان”.

أما بالنسبة لوزارة الطاقة، فيؤكد ابراهيم أنها “قدمت لهم أذونات في 5 آب تم صرف 10% منها والباقي ما زال في حوزتهم كـ”شيكات من دون رصيد”، موضحاً أن وزارة الطاقة تواصلت معنا البارحة عبر مستشار وزير الحكومة الدكتور وائل قعفراني ووزير الاقتصاد راوول نعمة لإبلاغنا بأنّ الأفران ستتسلم جزءاً من  مادة المازوت الذي كان مخصّصاً لها بموجب القسائم”.

ويتابع ابراهيم: “أرسلنا اليوم صهاريجنا إلى شركة مدكو للتزوّد بمادة المازوت فعبأوا لنا 27 ألف ليتر بدلاً من 50 ألف ليتر على أن توزع بين 7 أفران، علماً أنها تكفي لمدّة أسبوع. أنا نقيب أصحاب الأفران في كل لبنان، ويجب تسليم هذه الكميات من المازوت إلى كل لبنان وليس لبقعة واحدة معينة”.

ويضيف: “على الدولة تأمين 5 ملايين ليتر من مادة المازوت إلى الأفران والمطاعم لنبشّر الناس بأن هذا القطاع سيستعيد نشاطه وحيويته وهكذا يقبلون عليه ويعززون حركة الاقتصاد. توزيع الخبز حالياً محصور في الأفران الميكانيكية ولا امكانية للباعة الموزعين التجول في المناطق لتلبية حاجات الناس”.

“يعزّ علينا أن تنتظر الناس في طوابير ساعات وساعات لشراء ربطة خبز واحدة انه لأمر محزن لكن لا حل عندي فأنا لست مسؤولاً عن تأمين المازوت إنما تكمن مسؤوليتي في تأمين رغيف الخبز إن توفرت مواده. وحين تتراجع أزمة المازوت نستطيع حينها توزيع الخبز عبر البائعين الموزعين. أما الشيء الوحيد الباقي على ما يرام هو الطحين الذي يؤمّن للأفران عبر الشركات الخاصة التي ترسل موظفيها لتوزيع هذا المنتج”، حسبما أوضح ابراهيم.

اما بالنسبة إلى مبادرة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس والتي استطاعت إعادة فتح بعض الأفران التي اغلقت على مدى أيام بمؤازرة الجيش، فشجع ابراهيم “على تعميم هذا النوع من المبادرات على كافة الأراضي اللبنانية وعدم حصرها في منطقة واحدة فلبنان بأكمله بحاجة للخبز”.

تتفاقم أزمة البنزين والدولار يوماً بعد يوم بالتزامن مع الغياب الكامل للعديد من الوزارات عن مراقبة التجار لضبط جشعهم وتوقيف محتكري المازوت. فهل ستتزايد طوابير الذل في لبنان أم أن اللبناني سيقاطع هذه السلع ويلجأ إلى البديل وأي بديل؟

شارك المقال