الـ”دليفري”… ساعات انتظار طويلة وطعام بارد

آية المصري
آية المصري

في بلد العجائب، كل يوم نستيقظ على خبر مفاده انهيار قطاع جديد نتيجة إرتباطه بقطاع المحروقات. أجل، البنزين والمازوت هما أساس الاقتصاد والحياة بشكل عام، ومن الطبيعي ان نشهد ما نشهده في ظل تردي الأوضاع. ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي الذي يسفرعنه فساد المأكولات المتواجدة في ثلاجات المنازل، مما يدفع المواطن في معظم الأحيان الى الاعتماد على خدمة الـ”دليفري” التي لم تسلم أيضا من هذه الأزمات.

فما واقع المطاعم والسوبرماركت المعتمِدة على هذه الخدمة؟ وهل بقيت خدمة التوصيل على ما كانت عليه ام تغيرت؟

الدليفري أصبح محدودا…

وحسب سوبرماركت يوصل الطلبيات عبر خدمة الدليفري الى المنازل، فإن “الوضع لم يعد كالسابق فتأمين البنزين لم يعد سهلا نظرا لاحتكاره ورفع الدعم عنه، سابقا كانت الدراجة النارية بحاجة الى 15 الف ليرة وتذهب الى مختلف المناطق اما اليوم فخدمة الدليفري اصبحت محدودة وتقتصر على المنازل المتواجدة بالقرب من الفرع. علما ان عدد الدراجات النارية تقلص فبعدما كان عشر دراجات صار أربع، صحيح ان الطلبيات بدأت تستغرق وقتا أطول لكن هذا هو الوضع ولا يمكننا تحمل المزيد من الاعباء”.

ويعتبر حسن صاحب مطعم في منطقة البربير ان الظروف لا تسمح له بالاستمرار فهم يقدمون طبقا يوميا لكن اصبحوا يطلبون من الزبائن الحضور كي يتسلموا طلبهم، فخدمة التوصيل لم تعد متوافرة نظرا لارتفاع سعر المحروقات واصبحت التنكة الواحدة (20 ليترا) تساوي سعر الصحن اليومي.

ساعات طويلة لنحصل عليها

وتقول سابين “لا يمكننا الحد من خدمة الدليفري نظرا للواقع الذي نعيشه، فمع ازمتي المحروقات والكهرباء اصبحت خدمة التوصيل السريع الحل الانسب لكن مع الاسف لم يعد سريعا، وأصبح يستغرق ساعة ونصف كي يصل الينا، كما ان كلفة التوصيل لم تعد ثلاثة آلاف ليرة كحد اقصى بل ارتفعت الى السبعة آلاف، الوضع سيء”.

اما حسين فيفضل خدمة الدليفري اكثر من الذهاب بواسطة السيارة، خاصة بعد ازمة المحروقات، ولقد إعتاد على هذه الخدمة منذ ايام كورونا، مع العلم ان واقعها تغير اليوم ليصبح اكثر تعقيدا وفي اغلب الاحيان الطعام يصل باردا وهذا ما اجبرهم على تقديم شكاوى وملاحظات للمطعم المقصود وهذه الاوضاع تنسحب على معظم المطاعم في العاصمة بيروت.

وبالنسبة لغنى “ساعات انتظار طويلة لنتسلم الطلبيات وهذا مزعج، واصبح هناك محلات عدة تتعاطى مع الموضوع بشكل سلبي وتجبرنا على دفع خدمة التوصيل ما يقارب 15 ألف ليرة وهذا “كفر”، في لبنان كل شيء يُستغل وأصحاب المصالح يستغلون الأزمات لسحب أمولاً كثيرة من جيوبنا”.

يبدو جليا إستياء الشعب اللبناني من الواقع المهيمن عليه، فلا كهرباء ولا مازوت والأوضاع تزداد سوءا لا نعلم متى الحل لكن الواضح ان الشعب لا يمكنه الاستمرار بهذه الوتيرة.

شارك المقال