الزراعة “يتيمة”… والوزارة غير مُكترثة

آية المصري
آية المصري

بعد الأزمات المتوالية التي يعيشها المواطنون، وبعد انهيار معظم القطاعات الإإنتاجية، حذر المزارعون وأصحاب التعاونيات الزراعية من توقف سيارات نقل الإإنتاج الزراعي بسبب نفاد مادة المازوت.

وحذر نقيب المزارعين وغيره من الشخصيات التي تُعنى بالقطاع الزراعي من الاستمرار بهذه الوتيرة التي تؤثر بشكل سلبي في القطاع الزراعي الذي يُعتبر من أهم القطاعات وأكثرها ضعفاً، فالمازوت هو المحرك الرئيسي للمزارع ومن دونه يفقد القطاع أهم أدواته. وسينعكس ارتفاع أسعار المحروقات ارتفاعاً في أسعار المواد المنتَجة.

وشدّد رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد الاجتماع الذي عقده مع وفد من نقابة مستوردي ومصدّري الخضار والفواكه، على ضرورة اعتماد إجراءات سريعة لحماية مواسم الخضار والفاكهة ومنها تأمين المحروقات لضمان استمرارية القطاع.

مرتضى: إمكاناتنا محدودة

أوضح وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى لموقع “لبنان الكبير” أن “المزارعين يعيشون أزمة كبيرة نتيجة فقدان مادة المازوت وانقطاع التيار الكهربائي، فيما الوزارة غير قادرة على تقديم أي دعم، فلا صلاحيات في مجال المحروقات والإمكانات محدودة جداً وموازنة الوزارة خجولة جداً”.

وأضاف مرتضى: “في حال عدم توفير المحروقات بالسعر الرسمي، هناك عدد كبير من المزارعين سيخسرون كل ما يملكون، نحن أمام واقع مرير جداً، ونحن كقطاع زراعي نعيش بأزمة كسائر القطاعات الإإنتاجية الأخرى، ويجب التوصل إلى حل بأسرع وقت. أما في حال رفع الدعم أي ارتفاع سعر تنكة المازوت سينعكس ارتفاعاً كبيراً في كلفة الاإنتاج وطبعاً هذا سيؤدي إلى ارتفاع سعر المنتَج وهذا كله يؤدي إلى أزمات كثيرة نحن بغنى عنها، ويبقى الحل هو الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على حل الأزمات”.

وتابع: “نحن كوزارة نقدم قسيمة مساعدة بقيمة 300 دولار للمزارعين، ونعمل على مشروع سنقدمه للمنظمات الدولية وهذا مكلف كثيراً إضافة إلى مشروع ثانٍ عن الزراعات العلفية المائية، كما نعمل على إيجاد طاقة بديلة للمزارعين تساعدهم على استخراج المياه”.

الترشيشي: الوزارة لا تردّ علينا

يشير رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي إلى أن “حاجة المزارع للمازوت مثل حاجة الإنسان للدم، المعادلة عينها، فلا حياة ولا منتوجات ولا زراعة عند عدم توفر المازوت. فهذه المادة محورية في القطاع الزراعي، وتُستخدم في كل المراحل العملية، في نقل العمال إلى الحقول، في نقل الإنتاج إلى سوق الخضار، في نقل الإنتاج إلى المرفأ، لحراثة الأرض وريّها، لتشغيل المولدات، لا شيء يعمل من دون مادة المازوت. وهذا الارتفاع في الأسعار أجبر المزارع على شرائها في السوق السوداء وإلا يفسد موسمه، فلا حصة للمزارع وكله يتم عبر السوق السوداء”.

ويتابع الترشيشي: “وزارة الزراعة كما غيرها من الوزارت لا عمل ولا دوام، ما من مجيب على اتصالاتنا، ولا أحد يتواصل معنا، نحن أيتام ولقد طلبنا من رئيس الجمهورية السماح لنا باستيراد مازوت حر مثلنا مثل القطاع الصناعي، بحيث نتوجه إلى الشركات المستوردة للنفط من دون دعم كميدكو”.

ويوضح: “وزير الزارعة لم يكن متواجداً معنا في الاجتماع بحجة انه لا يتعاطى في موضوع المحروقات، نحن ذاهبون من الصعب إلى الأصعب ومن السيئ إلى الاسوأ لا رحمة ولا بريق نور حتى الوعود لم تعد موجودة”.

ويؤكد عدد كبير من المزارعين أنهم تبلغوا من مسؤول العلاقات العامة في الاتحاد العام، أنه أصبح بإمكانهم الحصول على المازوت شرط إبراز بطاقة هويته ودفع القيمة حسب تسعيرة الدولة، ليتبيّن لاحقا أن الخبر غير صحيح ولم يتم توزيع أي كمية.

شارك المقال