كورونا: المدارس بين القيود والفوضى

حسناء بو حرفوش

لا إجابة حاسمة ونهائية حول سؤال العودة أم لا إلى المدارس في ظل استمرار جائحة كورونا حول العالم. وبين الإجراءات المقيّدة والفوضى والاعتراضات، تظهر جولة خاطفة على بعض الدول أن لكل منطقة، لا بل ولكل مؤسسة خصوصياتها.

بريطانيا: فوضى وسعي لجودة الهواء 

البداية من بريطانيا حيث يقع تحسين الهواء داخل الصفوف على قائمة الأولويات. موقع صحيفة “ذا غارديان” (theguardian) البريطانية سلط الضوء على السعي لتحسين نوعية الهواء من أجل مكافحة انتشار فيروس كورونا داخل الفصول الدراسية، وتزويد هذه الأخيرة بأجهزة مراقبة جودة الهواء عند إعادة فتح المدارس والكليات الحكومية بعد العطلة الصيفية. 

ويأتي هذا القرار بعد حملة صاخبة من قبل نقابات العاملين بالمدرسة من أجل تهوية أفضل للأماكن المغلقة التي قد تشكل أرضًا خصبة للعدوى. وبدءاً من أيلول، من المرجح أن تنفق وزارة التعليم 25 مليون جنيه إسترليني لتوفير 300 ألف جهاز مراقبة لثاني أكسيد الكربون لتنبيه الموظفين والطلاب إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون. 

وحسب وزارة التنمية الاقتصادية، ستوفر أجهزة المراقبة الطمأنينة الى أن تدابير التهوية الحالية تعمل بفعالية (…) ويؤشر هذا القرار الذي أتى بعد انتقادات للحكومة إلى الجدية بشأن أهمية التهوية في ما يتعلق بالحد من انتشار الجائحة (…) والفوائد التعليمية للتهوية الجيدة واضحة جداً. فهي لن ترفع من حظوظ تواجد الطلاب داخل صفوفهم، وإنما ستساعدهم أيضًا على الحفاظ على التركيز. 

وسلط موقع “ميرور” (mirror) البريطاني الضوء على “الفوضى” والاضطرابات في صفوف المدرسين وأولياء الأمور والتلاميذ هذا الخريف، لافتاً إلى صعوبة عودة المدارس في بداية أيلول. وحسب الموقع، يبدو أن المدارس الثانوية في بريطانيا ستفتح أبوابها لمدة أسبوع أواخر فصل الخريف، مع التشديد على اختبار الملايين من المراهقين مرتين للكشف عن كورونا. 

وحسب وزارة التعليم، يمكن لمديري المدارس “ترتيب” عودة الفصول الدراسية لمنح المدارس الوقت لبدء نظام الاختبار الجديد، حيث سيتعين على أي طالب مصاب بكورونا عزل نفسه، وهذا ما يعيد إلى الواجهة فكرة التعامل ليس فقط مع الطلاب وإنما مع عائلاتهم أيضاً.

عودة بتأنٍّ في أستراليا وآسيا

وتوقع موقع “بيزنس تايمز” (btimesonline) ازدياد الإصابات في سيدني بشكل كبير في الأسابيع المقبلة على الرغم من تمديد الإغلاق في البلاد، وسط تحذيرات من أن الحالات المتزايدة قد تسببت بالفعل بإجهاد المرافق الطبية في المدينة. وتكافح أستراليا لاحتواء موجة ثالثة من الحالات التي يتسبب بها متغير دلتا شديد العدوى على الرغم من وضع أكثر من نصف السكان في حالة إغلاق. 

وفي الفيليبين، 40٪ من ممرضات المستشفيات الخاصة تركن وظائفهن العام الماضي، مع توقع بارتفاع في عدد الإصابات هذا العام.

وفي الصين، ركّز مسؤولو الصحة على أنه يتعين على البلاد السعي بجد للحد من الموجة الحالية من الحالات بحلول نهاية الشهر، بينما يستعد الطلاب للعودة إلى المدارس الثانوية والابتدائية بداية أيلول. 

وفي اليابان، يبقى مصير المدارس غير محسوم مع تمديد حالة الطوارئ لتشمل سبع مناطق جديدة في الوقت الذي تكافح فيه موجة قياسية من الحالات قبل أسبوع من الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي الهند أيضاً، لا إجابة واضحة. ويوضح أمارتيا صن، الحائز على جائزة نوبل، في هذا السياق، أنه لا توجد إجابة فورية على الجدل الدائر حول افتتاح حرم جامعي وسط جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجاهل المخاوف بشأن صحة الطلاب إذا أعيد فتح الحرم الجامعي. ويقول صن: “في أميركا، يستمر النقاش بين مجموعتين حول القضية عينها. وفي الهند، تختلف الآراء. لكن، ما قد يكون قابلاً للتطبيق في منطقة ما ليس فعالاً بالضرورة في مكان آخر”.  

وفي فرنسا التي تعد من الدول الموبوءة وتحتل المرتبة الخامسة، أغلقت المدارس والكليات في إقليم بولينيزيا بسبب تفشي فيروس كورونا وذلك كجزء من تشديد إجراءات الحجر الصحي المخطط له لمدة أسبوعين. وأخيراً، بلغت إصابات كورونا على الصعيد العالمي، 208 ملايين حالة، بينما حصد الفيروس أرواح أكثر من 4 ملايين ضحية.

المصادر:
1- mirror
2- the guardian
3- chine
4- deccan herald

شارك المقال