سلامة المرضى رهنٌ بقطرات البنزين!

آية المصري
آية المصري

صرخة جديدة من نوعها، انضمت إلى أزمة القطاع الصحي المتعلقة بالأدوية وانقطاع التيار الكهربائي وعملية التقنين، هي تعذر وصول عدد كبير من الأطباء إلى المستشفيات لمعالجة المرضى أو للقيام بعمليات جراحية بسبب نفاد مادة البنزين، ما ساهم في توقف العمليات والمعاينات الطبية.

واقع كارثي من الصعب التأقلم معه ينذر بوقوع كارثة طبية وإنسانية، فما موقف نقيب الأطباء من هذه الأزمة؟ وماذا يحدث مع الأطباء في هذا الواقع؟

أبو شرف: أحمل هذه الوزارت المسؤولية

ويؤكد نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف لموقع “لبنان الكبير” أنه “من الضروري تخصيص يوم في الأسبوع للأطباء كي يتمكنوا من تأمين وقود لسياراتهم ليتمكنوا من معالجة الحالات الطارئة وليس العمليات الباردة، ومن واجب وزير الطاقة والمياه تأمين المحطات التي يجب أن تفتح لاستقبال الطاقم الطبي، وعلى وزير الداخلية ووزير الدفاع تأمين الحماية الأمنية اللازمة أثناء تواجدهم في المحطات”.

ويضيف: “أتلقى يومياً اتصالات عديدة من قبل أطباء متواجدين في مختلف المناطق، عاجزين عن الوصول إلى المستشفيات، أطباء الطوارئ غير قادرين على معالجة مرضى الطوارئ، فهل هذا معقول؟ وحتى الساعة لا جواب ولا أي تجاوب معنا، مجرد وعود لا شيء يُطبق منها على أرض الواقع، هناك حياة مرضى على المحك”.

ويتابع: “يجب اتخاذ قرار جريء من الجهات المعنية ونحمل مسؤولية تعرض المرضى لأي خطر صحي، لكل المعنيين بالموضوع، من وزارة الطاقة والمياه إلى وزارة الدفاع وصولاً إلى الداخلية والبلديات وأصحاب المحطات”.

أبيض: الكلام كثير والأفعال محدودة

وأوضح مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض أن “واقع الطاقم الطبي ككل صعب لأنهم باتوا غير قادرين على الوصول إلى المستشفيات بسبب أزمة المحروقات، إضافة إلى أن البعض منهم يدفع مبالغ خيالية للوصول إلى عمله، وكل هذا يسبب نقص في الجهاز التمريضي والطبي ويؤثر بشكل كبير على العناية بالمرضى. للأسف الشديد الكلام كثير والأفعال محدودة على أرض الواقع، فالطاقم الطبي عندما يُبرز على محطات الوقود بطاقته المهنية يكون الجواب سلبياً”.

الأطباء: الوضع لا يُحتمل والسلطة عقيمة

ويقول طبيب أمراض نسائية وتوليد “منذ السبت الماضي وأنا لا أملك الوقود في السيارة، ما أجبرني على طلب تاكسي وانتظاره أكثر من 30 دقيقة للوصول كي أتمكن من الذهاب إلى المستشفى وتوليد مريضتي، هذا الوضع لا يُحتمل ومن الصعب التأقلم معه، لان واجبي الطبي والانساني لا يسمح لي بإبقاء المريضة متألمة وتأخير ولادتها، ما هذا الهراء وما هذه السلطة العقيمة”.

إقرأ أيضاً: المستشفى التركي إلى انفراج قريب؟

وأشار طبيب آخر إلى أنه” لم يعد لديه البنزين كي يتنقل من وإلى المستشفى، الوضع كارثي ولا يمكن تعريض المرضى للخطر، على الجهات المتخصصة أن تعي خطورة الوضع وعليهم بالتحرك بأسرع وقت ممكن”.

نداء يُطالبه الطاقم الطبي، ومن الضروري الاستماع إليهم والقيام بخطوات فعلية ومُنقذة، فحياة المرضى لا يجب أن تكون رهنا بيد أي جهة، والواجب الطبي والإنساني لا يجب ربطه بنقص المحروقات أو غيرها.

شارك المقال