“كورونا” لن يتركنا قريباً

حسناء بو حرفوش

يستمر عدّاد كورونا بتسجيل ارتفاع في مختلف دول العالم، في ظل آمال كبيرة تعقد على فعالية اللقاح واكتساب المناعة المجتمعية. لكن لا شيء يبشر بانقشاع كابوس هذا الوباء قريباً. وفي جولة قام بها موقع “ذا غارديان” البريطاني، يتضح سريعاً أنه على الرغم من تسجيل بعض الأنباء الجيدة، إلا أن انتكاسة تلوح في الأفق. وسجلت بالإضافة إلى السلالات التي أعلن عنها في البرازيل وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة، سلالة جديدة في الهند تعتبر “المسؤولة عن الارتفاع الحالي في الحالات. ويعتبر هذا الفيروس المتغير أكثر فتكًا ولديه القدرة على تخطي المناعة”.

 في ما يأتي جولة على أبرز ما نشر حول المستجدات المتعلقة بالفيروس.

الأطفال ليسوا بأمان

نقل موقع “مونيتور” الهندي أن الأطفال المصابين بكورونا المستجد “يظهرون أعراضاً مثل الحمى الخفيفة والسعال والبرد ويعانون من مشكلات في البطن، حتى إن البعض يشكو من آلام الجسم والصداع والإسهال والقيء”.

ولاحظ الأطباء في الهند التي تسجل أرقاماً قياسية “أن الموجة الثانية من المرض تصيب الأطفال، خصوصاً الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات”. ووصف أطباء الأطفال “الوضع بأنه خطير للغاية، محذرين من أن الفيروس يؤثر على صحة الصغار وحديثي الولادة أيضاً”.

وتحدثت صحيفة “ذا غارديان” عن تسجيل “أرقام قياسية بشكل يومي للإصابات في الهند”. وعزت “نتائج الاختبارات الإيجابية إلى التجمعات الدينية الكبرى”. كما أوضحت أن “المتغير الهندي قد وجد في عينات أخذت في شباط الماضي داخل بريطانيا”.

وسلطت الصحيفة الضوء على اتساع رقعة القيود مع “ورود تقارير عن إجبار العاملين الصحيين البرازيليين على إجراء عمليات  (لتسهيل التنفس) للمرضى من دون استخدام المهدئات وعن لجوء اليابان لتوسيع قيود كورونا لتشمل 10 مناطق”. أما الأخطر في البرازيل فهو “انتشار المرض وحدته بوتيرة أكبر وارتفاع عدد الوفيات خصوصاً في صفوف الشباب”.  ويأتي هذا بعد إعلان شهر آذار “أتعس شهر في حياة الشعب البرازيلي بسبب كورونا”.

 وبحسب موقع “لا بروفانس” الفرنسي “سجل ارتفاع معدل الوفيات بمقدار الضعف بين الأجانب في فرنسا بسبب فيروس كورونا”.

ونقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية تحذيرات من “طفرة جديدة مع إبلاغ ما يقرب من نصف الولايات الأمريكية عن زيادة في الحالات هذا الأسبوع، بالإضافة إلى متغيرات كورونا التي تسبب عدوى أكثر، مع توصيات نقلاً عن خبراء الصحة بارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي والتطعيم قبل كل شيء”.

المرضى في الردهات

ووفقا لـ”سي أن أن”، “في ميشيغين، أصبحت المستشفيات مكتظة بشكل متزايد وتصل إلى طاقتها الكاملة جزئيًا بسبب تدفق حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد. ويحاول مسؤولو الولاية والمسؤولون المحليون في جميع أنحاء البلاد تجنب وضع مماثل ويدفعون لزيادة مستويات التطعيم بين البالغين، ما يظهر علامات مستمرة على التحسّن”.

أما في إيران، فقد ذكر موقع “إيران نيوز واير” أنه “نظراً إلى ارتفاع معدل الإصابات في إيران ونقص الأماكن في المستشفيات، وضع المرضى في الردهات. ويلقي العديد من الإيرانيين باللوم على النظام بسبب ارتفاع الوفيات والإصابات بفيروس كورونا”. وذكّر الموقع بأن “خامنئي كان قد منع اللقاحات الأميركية/ البريطانية، وتم تطعيم أقل من 1٪ من الناس”.

أما في تايلندا، التي سجلت خامس حصيلة يومية قياسية  للإصابات هذا الأسبوع “فيرزح القطاع الطبي تحت ضغط إضافي. وأعلنت وزارة الصحة إن الفنادق والمستشفيات دخلت في شراكة لإنشاء ما يسمى بدور الضيافة لعلاج المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض”.

بصيص أمل؟

في ظل هذه الأنباء السيئة، تحدثت “ذا غارديان” عن بعض التحسن في السويد وروسيا، حيث ترتفع نسب الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ما ينبئ بإمكان “استئناف الأنشطة المجتمعية”.

وبحسب الصحيفة، “تخطط الصين للموافقة على أول لقاح أجنبي لكورونا” قبل تموز المقبل، لكن التوقيت النهائي لقرار بكين بإعطاء الضوء الأخضر للقاح BioNTech سيعتمد جزئيًا على الموافقة على اللقاحات الصينية في الخارج.

ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية نقلاً عن الرئيس التنفيذي لشركة “فايزر”، ألبرت بورلا قوله “إن الأشخاص الذين تلقوا لقاح فايزر يحتاجون على الأرجح إلى جرعة ثالثة في غضون ستة أشهر إلى سنة، ثم لجرعة كل عام”.

 

المصادر: CNNThe GuardianIndia.comMidiLibreThe Wall Street Journal

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً