في ظل التوترات المتصاعدة التي تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية والتساؤلات المتزايدة حول إمكان اندلاع حرب شاملة في لبنان، تسيطر على المجتمع اللبناني حالة من القلق والترقب، اللذين تزايدا بصورة ملحوظة خلال الأسبوع الماضي بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها الضاحية، وأثارت مخاوف من إمكان استهداف بيروت في أي وقت.
وفي هذه الأجواء المشحونة، لوحظ مسارعة العديد من سكان بيروت الى البحث عن شقق للإيجار في مناطق جبل لبنان، والتي تُعتبر الأكثر أماناً وبعيدةً عن البؤر الساخنة، فضلاً عن رغبة واضحة لدى من سبق لهم استئجار شقق في الجبل بالحفاظ عليها، تحسباً لأي تطورات أمنية قد تطال العاصمة.
وأشار أحد مالكي الشقق السكنية في بلدة شانيه لـ “لبنان الكبير”، الى أن “الزبائن الذين كانوا يأتون للاستمتاع بالموسم الصيفي، باتوا اليوم يلجأون إلى هذه المناطق بهدف النزوح من بيروت، خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد التوترات مع العدو الاسرائيلي. وفي ظل هذا الطلب المتنامي، لم تعد هناك أي شقة سكنية شاغرة في تلك المناطق. فأنا شخصياً أي شقة أتسلمها، أستطيع ايجاد زبائن آخرين لها فوراً”.
وفي استطلاع أجريناه لمعرفة أسعار الشقق في الجبل، تبين أنها تتراوح بين 4000 و5500 دولار في كل من شانيه، بحمدون وصوفر. وعادةً ما تكون مدة الايجار بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.
شيا: وضعنا خطة خاصة
وفي حديث لموقع “لبنان الكبير”، أكد كمال شيا رئيس بلدية صوفر ورئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى – بحمدون، جاهزية المنطقة لاستقبال كل من يلجأ إليها في حال تصاعدت الأوضاع الأمنية.
وأوضح أنهم قاموا بتفعيل خلية الأزمة منذ فترة، وهي الخلية نفسها التي تأسست أثناء جائحة كوفيد-19، وتم تجديدها مرة أخرى عندما تصاعدت الأوضاع الأمنية في الجنوب.
وأشار شيا إلى أن هناك حضوراً كثيفاً اليوم للناس في المنطقة، حيث قاموا باستئجار شقق سكنية، وهم من الفئة الميسورة فقط، وهناك من يحجز شقة ويدفع عبر الـ”OMT” أو أي وسيلة أخرى من دون أن يأتي إلى البيت أو يراه، وذلك لضمان تأمين منزل تحسباً لتدهور الأوضاع.
كما لفت إلى أن البلدية تقوم بجولات استطلاعية على الشقق السكنية المعروضة للإيجار، بهدف محاولة ضبط الأسعار العشوائية التي ارتفعت بصورة ملحوظة من 400-500 دولار إلى 1000 دولار على سبيل المثال. حتى أن البلدية أصبحت تقوم بأعمال وزارة الاقتصاد وذلك من خلال مراجعة أسعار المراكز التجارية في المنطقة.
وشدد شيا على جاهزية المنطقة لاستقبال النازحين، بحيث وضعنا خطة خاصة عند وصولنا الى كثافة في النزوح الى مناطقنا، ومنها فتح المدارس. كما لا ننسى وجود خلية الأزمة التي تتألف من البلديات، الجمعيات، الصليب الأحمر، الدفاع المدني، والأحزاب الناشطة في المنطقة.