مرضى السرطان… دموع وأوجاع ولا حلول

آية المصري
آية المصري

صرخة واحدة نابعة من القلب، صرخة المظلوم بوجه دولته الظالمة، صرخة الحق أنصتنا إليها البارحة اعتراضاً على الإبادة الجماعيّة لمرضى السرطان في لبنان… دموع وأوجاع رأيناها أمام مبنى الإسكوا في حديقة جبران خليل جبران وعلى شاشات التلفزة… تعاطفنا معهم وأدركنا أنهم في خطر كبير وفي قلب أزمة من الصعب وصفها، شهادات وحكايات وظلم واضح وجليّ… تفاعل الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعم المرضى والوقوف إلى جانبهم، واحتل هاشتاغ “#بدنا_دواء_السرطان” المرتبة الأولى…

لكن من الواضح أن الحكام غائبون عن السمع والنظر، فكيف لسلطة من المفترض أنها تسهر على مصلحة أبنائها، أن تحرمهم من حقهم في العيش؟ ولماذا يُقال إن مريض السرطان مصيره المحتوم الموت؟ ما هذا الهراء الموجود لدى هذه السلطة؟ فمريض السرطان إن كان مصيره الموت فهو نتيجة أفعالكم وسياستكم الفاسدة.

نصار: مجزرة بحق مرضى السرطان

أوضح رئيس “جمعية بربارة نصار” هاني نصار لموقع “لبنان الكبير” أن “سياسة الدولة الكريمة أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وكل شيء يتم دعمه يُصبح خارج البلاد، ومصرف لبنان يقول أن ميزانية عام 2020 أو المبلغ الذي تم دفعه على الأمراض السرطانية انتهى منتصف عام 2021، أي أن الأدوية والعلاجات التي كانت تشترى وتُوضع في لبنان أصبحت خارجه”.

واضاف نصار: “للأسف يتم ابتزازنا “من الخارج” من خلال إرسال الأدوية وآلية الدفع بواسطة “فريش دولار” والدواء يكون من لبنان، وزارة الصحة تُحمّل مسؤولية الأزمة للمصرف المركزي بحجة عدم توقيعه للشركات كي تستورد الدواء، والأخير يُحمّل المسؤولية للوزارة بحجة عدم القيام بما يُطلب منها. ومريض السرطان بانتظار علاجه، وخلال فترة الانتظار يتطور المرض في جسده، ما قد يؤدي إلى وفاته أو تأزم حاله الصحية، لأن انتشار السرطان يأخذ بعض الوقت في حالات معينة”.

وتابع: “مريض السرطان لا يتوفى نتيجة مرضه، بل نتيجة انتقاله من المرحلة الأولى عندما يُكتشف المرض، إلى مرحلة الانتشار بسبب غياب علاجه أو تقليصه، فلا حماية تُعطى له في الوقت الحالي تمنع عنه الانتشار بشكل كبير، وهذا رأي معظم الأطباء في مختلف مناطق العالم. الذي يحدث اليوم مجزرة بحق المرضى، بالأمس حضر المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان ليُصرّح فلم نوافق، لان الكلام يجب أن يكون للمرضى وليس للسلطة. كما حاولنا أخذ الكثير من المواعيد منهم ولم نستطع حل أي مشكلة، استمعنا إليهم كثيراً، فليستمعوا لوجع مرضى السرطان، المطلوب هو الحصول على دواء لمرضى السرطان”.

ولفت نصار إلى أنهم “كانوا يطالبون الجمعيات العلمية لأطباء الدم والأورام بإفادتنا بالأدوية الأساسية التي يحتاجها المرضى، كي ينشأ التواصل مع الجهات الخارجية وتتم المساعدة، والبارحة رفعنا كتاباً لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان للشؤون الإنسانية الدكتورة نجاة رشدي لمساعدتنا على التواصل مع بعض الجهات القادرة على دعمنا، وسنطلق حملة تبرعات بالأدوية لأنها الأولوية، إضافة إلى الأموال كي نستطيع دفع كلفة المستشفيات، اليوم مريض السرطان يذهب للخضوع للعلاج ويدفع فارق الجهة الضامنة، فمن يستطيع دفع كل هذه المبالغ في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة؟”.

المرضى: يريدوننا أمواتاً

بالنسبة لكريستين طعمة مريضة السرطان، “الازمة خطيرة جداً فإلى جانب انقطاع الأدوية السرطانية، هناك انقطاع في أدوية ما بعد العلاج الكيميائي، كدواء الموتيليوم المضاد للقيء والغثيان الذي أصبح سعره 85 ألف ليرة وهو غير موجود بعدما كان سابقاً بـ15 ألف ليرة، إلى حقن الابريكس التي تساعدنا على الحد من نقص الدم والتي أصبحت باهظة الثمن وغير متوافرة في الأسواق”.

وأضافت: “إلى جانب هذه الأزمات، فارق الضمان لا يُصدق، فالحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة، واستعنت بـ”واسطة” داخل مستشفى معين كي أستطيع الحصول على علاجي والقبول بفارق الضمان، وافق المدير لكن الفارق عبارة عن مليوني ليرة كل ثلاثة أسابيع. نحن نتوسل إلى وزارة الصحة والجهات المعنية يومياً للحصول على الأدوية، لا أحد يساعدنا بحجة أن الموضوع عالق لدى مصرف لبنان والعكس صحيح”.

وتساءلت طعمة: “اين الرحمة والإنسانية؟ وزير الصحة يقتحم ويداهم مستودعات أدوية محتكَرة، لماذا لا يتم القبض على هذا التاجر المحتكر وتتم محاسبته؟ لماذا لا يطالب المرضى بأخذ الدواء؟ أين هذه الأدوية المضبوطة؟ كل هذه مسرحيات؟ استغباء للشعب ما بعده استغباء”.

وأعرب محمد مريض آخر عن “حزنه لما آلت إليه الأوضاع، إذ تتفاقم الأزمة يوماً بعد يوم، ولا أحد يستمع لمطالبنا المُحقة، فالحصول على العلاج هو الطلب الأساسي للبقاء على قيد الحياة لكنه مقطوع وغير متواجد في الأسواق نتيجة احتكاره وسياسة الضحك على الذقون”.

شارك المقال