fbpx

هل يتكرر سيناريو العام الماضي مع الطلاب النازحين؟

فاطمة البسام
تابعنا على الواتساب

هل أنهى طلاب الجنوب منهج العام الماضي، ليبدأ العام الدراسي الجديد؟ سؤال يطرحه كلّ من كان متابعاً لسير الرحلة التعليمية الشاقة التي مرّ بها الطلاب الجنوبيون، بدءاً من تهجيرهم القسري من مناطق النزاع الذي أجبرهم على الدراسة عن بعد، على الرغم من عدم توافر الامكانات والأدوات اللازمة، وصولاً إلى امتحانهم على وقع صوت الغارات وجدارات الصوت الاسرائيلية.

اختلفت المعاناة بين الطلاب وتفاوتت بحسب المنطقة الموجودين فيها، وتوافر خدمة الانترنت بصورة جيدة، حتى الوضع المادي لأسر الطلاب لعب دوراً مهماً، من خلال تأمين الجو المناسب للدرس بعيداً عن زحمة مراكز اللجوء، والحصول على الانترنت على مدار الساعة على الرغم من غلاء الخدمة، وامتلاكهم الأجهزة المناسبة، إلاّ أن الفرص لم تكن متكافئة، فالكثير من الطلاب لا يمتلك هذه الرفاهية لتحصيل العلم.

حافظ مصطفى وهو نازح من بلدة بيت ليف إلى أحد مراكز الإيواء في منطقة صور، يؤكد لموقع “لبنان الكبير”، أنه لا يمتلك القدرة المادية على تسجيل أبنائه الستة في المدرسة ولو كانت رسمية، خصوصاً بعد صدور قرار من وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، بتحديد كلفة التسجيل في المدارس الرسمية للطالب الواحد 4 ملايين و500 ألف ليرة، أي ما يعادل 50 دولاراً أميركياً.

ويسأل مصطفى: “في العام الماضي كانت رسوم التسجيل مجانية، فلماذا تم تعديلها؟”، معتبراً أن “تأمين مبلغ 300 دولار كأقساط فقط هو رقم مستحيل بالنسبة الى الأب العاطل عن العمل منذ بداية الأحداث”.

ويشير الى أن أبناءه لم يتعلموا في الفصل الماضي، بسبب نزوحهم، والأوضاع الأمنية، ولم يستطع تأمين بدل المواصلات آنذاك، فكيف الآن؟ موضحاً أنه يحاول تأمين مصدر لرزقه، فهو لا يرفض أي عمل يعرض عليه، بمبلغ لا يتجاوز 10 دولارات يومياً، وحال الجميع في المأوى تشبه حاله.

وبحسب رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي، الدكتورة نسرين شاهين، لموقع “لبنان الكبير”، فان الوزارة لم تضع خطة واضحة لكيفية بدء العام الدراسي الجديد، بل اكتفت بتحديد الرسوم، التي تتناقض مع المواثيق الدولية التي وقّع عليها لبنان، وهي أن التعليم لدينا مجاني.

وبالتالي لم يتم تحديد عدد المدارس التي ستكون شاغرة، ومجهزة لاستقبال الطلاب، في حين أن بعض المدارس تحوّل إلى مراكز إيواء، والبعض الآخر تعرّض للقصف أو للتصدّع، أو بأبسط الأحوال يقع ضمن مناطق الاشتباك.

وتؤكد شاهين، أن لا احصاءات حول عدد الطلاب وكيف سيتم تقسيمهم على المدارس، أو إذا سيحوّل بعض المباني الى صروح تعليمية مثل البلديات وغيرها، واصفة وضع الأساتذة والأهالي بأنه “مزرٍ، فالأساتذة لا يحصلون على مستحقاتهم بصورة عادلة، والأهالي وخصوصاً النازحون أصبحت أوضاعهم بالويل”.

وتعتبر أن “من الأجدى تحديد المواقع التي سيتم التعليم فيها، كي لا نعيد سيناريو العام الماضي”.

وعلى المقلب الآخر، حاول موقع “لبنان الكبير” التواصل مع المعنيين في وزارة التربية، لكن من دون جدوى.

وأشارت النشرة الاحصائية الرسمية الصادرة عن “مركز البحوث والإنماء”، المرتبط بوزارة التربية، إلى أن عدد التلاميذ الكلي في لبنان يبلغ مليوناً و79 ألفاً و48 طالباً، منهم 127 ألفاً و930 طالباً في محافظة جنوب لبنان، و83 ألفاً و799 في محافظة النبطية.

وذكرت النشرة أن عدد المدارس الرسمية والخاصة يبلغ 2780 مدرسة في لبنان، منها 301 مدرسة في محافظة جنوب لبنان و251 مدرسة في النبطية.

وستكون بداية الدراسة في المدارس لهذا العام اعتباراً من شهر أيلول 2024، وتستمر من 7 إلى 8 أشهر، بحيث تنتهي رسمياً في حزيران 2025.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال