وسائل الطاقة البديلة لمن استطاع إليها سبيلاً

نور فياض
نور فياض

في بلد حسن كامل الصباح تحوّل مفهوم الكهرباء من إنارة إلى ظلام حيث اللون الأسود أضاف للعهد صفة جديدة، فبعد أن كان عهد الذلّ أصبح اليوم العهد الأسود، وبات هذا اللون هو المرافق الدائم لسهرات اللبناني.

بعد غرق اللبناني بالعتمة ومع استمرار تقنين المولدات والغياب التام للكهرباء بسبب تقصير وزارة الطاقة ونهبها لأموال المشاريع المتعلقة بتوليد الطاقة بالإضافة إلى احتكار مادة المازوت، تهافت اللبناني على شراء كل ما يقدّم له النور من الطاقات البديلة.

ومن هذه الأدوات القناديل أو ما يسمى بالفوانيس أو المصابيح التي تُعتبر رفيقة الأمس وجليسة الحاضر. فعلى الرغم من انقضاء زمنها إذ كانت تحفة أثرية تستعمل للزينة وتوضع في الصالونات لتملأ الرفوف بجمالها وبهائها إلا أن الطلب ارتفع اليوم عليها في الشارع اللبناني.

ويشير أحد بائعي المصابيح أحمد.ح لـ”لبنان الكبير” إلى أن “الإقبال على هذه الوسائل ارتفع في البداية، إذ باع خلال يوم واحد اكثر من مئة مصباح. لكن الطلب انخفض عليها مؤخراً بسبب تراجع قيمة الليرة وأزمة الدولار التي تعصف بلبنان. قبلها كان ثمن الفانوس سبعة آلاف ليرة أما اليوم فثمن المصباح الواحد يُراوح ما بين ٨ و١٠ دولارات”.

ويتابع أحمد بحسرة: “زمط من اشترى الفوانيس عندما وصل الدولار إلى ثمانية آلاف ليرة. فشراؤها اليوم بات محصوراً بالطبقة الميسورة، والتي تحولت لشراء مصادر طاقة بديلة كالـ”ups” الذي تُراوح كلفته حسب حجمه وقوته ما بين 120 و150 دولاراً. فهذا الجهاز يتميّز عن المصابيح بأنه يمكن إضاءة عدة غرف وحتى مشاهدة التلفاز في أن معاً عكس المصابيح التي تقدّم نوراً خافتاً محصوراً بمكان تواجدك”.

في ظل فقدان الأمل من حلول قريبة، تحوّل بعض اللبنانيين إلى اعتماد الطاقة الشمسية كإحدى التقنيات البديلة عن كهرباء الدولة.

ويقول المهندس جميل غيث لـ”لبنان الكبير” إن “هذا النوع من الطاقة لا يحتاج إلى صيانة إذ إن الألواح تبقى صالحة لحوالي ١٥ سنة”، مؤكداً أن “الطلب عليها مرتفع جداً وباستطاعة أي شخص استيرادها من الخارج خاصة من الصين والهند أو من أي وجهة أخرى، أما الأمر الذي لا يعلمه اللبناني فهو أن نظام الطاقة الشمسية وتوابعه معفيان من الجمارك”. وأشار غيث إلى أن الـ”ان.جي.اوز” (NGO) “تعمل اليوم مع البلديات لتأمين الطاقة الشمسية وعلى المنظمات والبلديات تبنّي هذا المشروع الذي يصلح للري في الريف أو للاستعمال المنزلي وهكذا تعمّم هذه الثقافة تدريجياً”. وأوضح: “لكن هذه الأنظمة كلفتها باهظة والثمن غير متيسر لعموم اللبنانيين اذ يبلغ سعرها للبيت العادي ٤٥٠٠ دولار أميركي، وتتضاعف الكلفة حسب عدد الأمبيرات”.

وختم المهندس غيث أنه “على الرغم من غلاء أسعارها إلا أن هذه الوسيلة البديلة تلبّي حاجات المواطن الحيويّة في ظل ازمة الكهرباء وشح المازوت التي يعاني منها اللبناني، بالإضافة إلى أنها تنشّط حركة هذا القطاع”.

أصبحت اليوم الوسائل البديلة متوفرة فقط لدى الطبقة الميسورة أما الفقير فلا حول له ولا قوة وهو مكتوب عليه العيش في الظلام التام وأن يعتاد على الظلم الذي جناه من دولته العظيمة التي لا توفر له أدنى حقوق العيش الكريم. فوطن حسن كامل الصباح، إديسون الشرق ومخترع جهاز تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، غارق في الظلام لا كهرباء فيه ولا طاقة شمسية، على أمل أن تنتهي هذه الأزمة قريباً.

شارك المقال