شركات تأجير السيارات نحو الإقفال

آية المصري
آية المصري

أزمة بعد أزمة، وإنهيار بعد إنهيار، هذه هي أخبار البلد هذه الايام، والحال من سيء الى اسوأ. ومع أزمة المحروقات انهارت معظم القطاعات وبعضها على وشك الاقفال او هي عاجزة عن النهوض. للأسف هذا واقعنا المرير، واليوم جاء دور شركات تأجير السيارات التي أصبحت غير قادرة على الاستمرار، وتعيش حال اللااستقرار. فما هي المشاكل التي تواجهها؟ وهل من إقفال قريب سنشهده؟ وماذا عن المواطنين والمغتربين؟

انهيار قريب

ويقول باتريك ابو شعيا صاحب شركة “Perfect choice” المتخصصة بتأجير سيارات الأعراس والخاصة، أن “أزمة البنزين أثرت بشكل كبير في القطاع، فالعروس تأتي للتحضير لزفافها قبل 4 اشهر على الأقل، لكن الوضع تغيّر وبتنا نعاني كثيرا ونُذلّ يوميا في الطوابير ساعات وساعات، وهناك أنواع سيارات غالية الثمن من الصعب إيقافها كثيرا مما يجبرنا على اللجوء الى السوق السوداء، ناهيك عن السياح الذين كانوا يستأجرون سيارات مع سائق خاص، والطلب عليها اصبح ضئيلا ايضا، نتيجة ازمة المحروقات، هذه حال البلد”.

ويضيف ابو شعيا: “الازمة بدأت عام 2019، ومعظم العرسان قاموا بتأجيل أعراسهم إلى 2020 ومن ثم إلى 2021ـ ولا يمكنهم التأجيل اكثر من ذلك، العرس سيُقام، فهناك تأمين مدفوع، وهناك تحضيرات جاهزة الى حد ما. الطلب طبعا اقل من السنوات السابقة وباتت الخسارة اكبر من الربح، لكن مع كل هذه الاوضاع الصعبة ومع كل هذه الأزمات يبقى هدفنا هو “الاستمرارية”، كي يبقى اسمنا في السوق. وفي حال توقفنا، مجال سيارات الأعراس لن يبقى فنحن جزء أساسي ومهم في السوق المحلية، ما زلنا مستمرين ونقدم أجمل الخدمات للعرسان في هذه الاوضاع الصعبة”.

وحسب صاحب شركة لتأجير السيارات، فان أزمتي الدولار والمحروقات أنهكتا المصلحة، مما دفعنا الى اتخاذ قرار بالاقفال حتى إشعار آخر، لان الطلب على السيارات قليل، ولإصلاح اي عطل في السيارة يتم الدفع بـ”الفريش” دولار وليس بالليرة اللبنانية، علماً أن إيجارها اصبح 20$ اي ما يوازي 400 الف ليرة، لكن السياح شرطهم الأساسي “تفويل السيارة” بالبنزين لكن من أين؟ والحل يكمن في السوق السوداء لكن تنكة البنزين تجاوزت عتبة الـ400 ألف ليرة، لهذه الأسباب الاقفال هو الحل الأنسب، ومن المستحيل العودة لهذه المصلحة لانها عبارة عن دمار بكل ما للكلمة من معنى”.

وبالنسبة لصلاح صاحب شركة اخرى تُعنى بتأجير السيارات فـ”الوضع أشد خطورة، لان الطلب مقتصر فقط على السياح، وفي الصيف عادة لا يبقى اي سيارة غير مستأجرة، أما اليوم فهناك 20 سيارة متوقفة بسبب قلة الطلب عليها من جهة وبسبب أزمة المحروقات من جهة ثانية، فمن يقدر على تأمين “تفويل” 20 سيارة؟”.

ويتابع: “السيارة تؤجر بـ20$، وطبعا هناك تأمين نحصل عليه لتفادي الوقوع بأزمات تساهم بإنهيارنا اكثر، هذا السعر للسياح، وقبل اشهر كان السعر لا يتجاوز 80 ألف ليرة يوميا، في ظل هذه الأزمات علينا تجنب الازمات فكل قطعة يتم إصلاحها بالدولار”.

تراجع الاستئجار

ويقول أحمد: “أريد أن أستأجر سيارة للتنقل في بيروت، لكن المبالغ خيالية، في اليوم الواحد 500 الف ليرة، اضافة الى سعر البنزين في السوق السوداء الذي يقارب 500 الف ليرة أيضا، مما يعني اننا ندفع حوالي مليون ليرة يوميا وهذا غير معقول”.

وبالنسبة لسارة المغتربة، “الوضع متأزم في لبنان، ومن الواضح انها المرة الأخيرة التي ساختاره لاجازتي السنوية، لا اعلم كيف يستطيع الناس تحمل كل هذه الأعباء، قمت باستئجار سيارة وندمت، اقف كل يومين لتعبئتها وانتظر بالساعات امام المحطات، ما هذه الحال التي وصل اليها الشعب اللبناني، لماذا اصبح غير مكترث إلى هذه الدرجة وخضع لهذه المصائب فليتحرك”.

شارك المقال