الزي المدرسي بين “الرمزية” والظروف الاقتصادية

راما الجراح

بعدما كان يُعتبر الزي المدرسي شغف الطالب عند بداية كل عام دراسي جديد، وبعدما كانت قيمته المعنوية أساساً في الدخول إلى المدرسة، ويحمل تشجيعاً داخل الطالب وتحفيزاً على الذهاب إلى المدرسة عند ارتدائه، أصبح اليوم من الكماليات، وفَقَد دلالته وأهميته بفضل فساد السلطة التي فاقمت الأزمة الاقتصادية وأدت إلى عجزنا عن شرائه، والمطالبة بإلغائه.

وللزي المدرسي فعاليته على أداء الطلاب إيجاباً وسلباً، وقد أظهرت عدة دراسات أن الزي المدرسي يساعد الطالب في الاندماج بشكل أسرع في جو المدرسة، ويبقى ضمن ضوابط وحدود. ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر أن أثر الزي المدرسي في الطالب محدود جداً، ويصبح أكثر انطوائياً على نفسه لأن كل فكره مرتبط بالزي الذي يرتديه وبنظره لا يمكن أن يتخطاه ولو بالفعل الحسن”.

التخلّي عن الزيّ المدرسي

وعن معاناة الأهل والمدارس هذا العام بالنسبة للزي المدرسي، يقول مدير مركز الأبرار التربوي وليد سروجي لـ”لبنان الكبير” إنه “منذ العام الماضي قررنا عدم إلزام الطلاب بشراء الزي المدرسة والالتزام به وذلك لتخفيف الأعباء، وهذا العام سنستمر في هذا القرار، ولا داعي للقلق من الموضوع في مدرستنا، والتزم الطلاب بألوان غير فاقعة ضمن ضوابط عامة ولم نلمس أي ملاحظة عليهم من هذه الجهة، فالأهل والطلاب على دراية كاملة بالزي والألوان التي تليق بالمدرسة”.

وحول تقديم تسهيلات أكثر، يشير إلى أن “الجو استثنائي هذا العام، حتى أننا قمنا في المركز بتغييرات كبيرة من ناحية الكُتب لتخفيض كلفة الفاتورة على الأهل، إضافة إلى ملخصات مدرسية، وهكذا نكون قد سهّلنا الطريق من ناحية الزي المدرسي والكتب في الوقت عينه”.

من جهته، يؤكد مدير مدرسة الأهلية قب الياس وفيق قمر أن “لا شيء إجبارياً هذا العام على الطالب بالنسبة للزي المدرسي، عادةً كنا نجبرهم على شراء “مريول” مدرسي وبنطال غامق، فضلاً عن زي رياضي، لكن بسبب الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد من واجبنا الوقوف إلى جانب أبنائنا وتسهيل المدفوعات على الاهل لأن همنا الأول والأخير مصلحة الطالب وأن يأتي إلى المدرسة ليتعلم بالطريقة الصحيحة لبناء مستقبل أفضل”.

رمزية الزيّ ضرورية!

ويحرص مدير مؤسسات الأزهر علي الغزاوي على التزام الطلاب بزي مدرسي مختصر على “مريول” للشباب، و”جلباب” للبنات، وعدم الالتزام بشراء زي الرياضة، ويؤكد أن “كلفة الزي في الأزهر مقبولة جداً ورمزية ولا نبغي الربح أبداً، نأخذ فقط كلفته بشكل محدد، حتى أننا ندعمها من صندوق الزكاة”.

أما مدير مدرسة المقاصد عدنان صوان فيؤكد حرصه على التزام الطلاب بالزي المدرسي ويقول: “80% من نسبة التلاميذ هم قُدامى وبالتالي أغلبهم لا يحتاجون لشراء زي جديد، ولا نستطيع تنظيم الطلاب وضبطهم من دون التزام بزي خاص بالمدرسة، وكما هو معروف عن مدارس المقاصد الكلفة ليست ربحية، والطالب غير مُجبر على شراء الزي الكامل، بل يمكن اختصاره بالمريول فقط”.

إلغاء الإلتزام بالزي المدرسي ربما “يلائم أوضاع أغلبية الأهالي من حيث التكاليف الزائدة، ولكن هل سيدفع الأهل تكاليف هذا القرار من حيث سلوك أطفالهم والتزامهم”؟

شارك المقال