الإنفلونزا في ظل كورونا… ماذا عن المتحوّرات الجديدة؟

تالا الحريري

منذ سنتين حتى الآن، توسّعت سلالة فيروس كورونا ولم تعد مقتصرة على متحور أو اثنين. فاليوم، أصبحت متحورات فيروس كورونا لا تُحصى ولا تُعدّ وكل منها يأتي بمعايير جديدة ومختلفة، بعضه سريع الانتشار وبعضه أشد فتكاً من غيره. لكن ظهور المتحورات بكثافة يطرح تساؤلات عن أسباب اكتشافها في وقتٍ قصير جداً.

ومع بدء موسم الانفلونزا، ما عادت الناس قلقة حياله كالسابق، فقد حلّ مكانه فيروس كورونا الذي يفتك بالعالم منذ نهاية عام 2019. لكن بعد سنتين من المواجهات، أصبحت الناس أيضاً أقل قلقاً حيال كورونا خصوصاً مع وجود اللقاح. 

عراجي: متحورات جديدة نتيجة أخطاء 

حول كثرة متحورات فيروس كورونا، والتي نشهد ظهورها كل يومين في بلد معين، يفيد رئيس اللجنة الصحية النيابية الدكتور عاصم عراجي بأنّ “الفيروسات تتحور بشكل دائم وهذا شيء طبيعي، طبعاً ليس مستبعداً أن نشهد ظهور متحورات جديدة غير “دلتا” وليس غريباً أن تتحور الفيروسات من فترة لفترة. الفيروس يتكاثر بسرعة، ومن الممكن أن يحدث خطأ ما فيcode الفيروس أي خطأ في تركيبته، فينتج من ذلك متحور جديد”.

ومع بدء موسم الانفلونزا، ومدى تأثير لقاح الانفلونزا في الملقحين ضد فيروس كورونا، يجيب عراجي: “لا يوجد أبحاث حتى الآن بخصوص هذا الموضوع، لكن جميعنا أخذنا لقاحات ضد الانفلونزا العام الماضي، ثم أخذنا اللقاح ضد كورونا ولم يكن هناك أي تفاعلات سلبية”.

وعن أنّ الأطفال أكثر عرضةً وتضرّراً جراء فيروس كورونا، يقول عراجي: “تم تلقيح الكبار في السن وبدأنا حديثاً بصغار السن، وقد أخذنا قرارا بتلقيح الفئة العمرية من 12 الى 16 سنة. نرى أنّ عدداً أكبر من هذه الفئة يُصاب بالفيروس لأنّ الفئة العمرية صغيرة وما زالت لم تتلقَّ اللقاح. ونفضّل تلقيح هذه الفئات الآن، أولاً بسبب العودة الى المدارس، وثانياً حماية للاطفال”.

وبما أنّ البعض يقول إنّ الجرعة الثالثة ما عادت مهمة بعدما كان البعض الآخر يدعو لها، يوضح عراجي: “حتى الآن لا يوجد اتفاق على الجرعة الثالثة، شركة فايزر أصدرت بيانات بالتوقيع على الجرعة الثالثة، لكن لغاية الآن منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) لم تعط قراراً نهائياً بخصوص ذلك، فقط أعلنت أنّه يمكن اعطاء الجرعة الثالثة للناس المصابين بالأمراض السرطانية أو أمراض المناعة، لأنّهم معرضون أكثر من غيرهم واستجابتهم للقاح أقل من الناس العاديين”. ويتابع: “في أميركا سيعطون الجرعة الثالثة بدءاً من 20 أيلول، وهذا القرار اتخذ منذ حوالى 10 أيام”.

وعن فعالية اللقاحات، يقول: “في السابق كان لدينا نحو 8000 حالة وفاة، اليوم أقل، و35% من الناس أصبحوا ملقحين. كل الابحاث العلمية تشير الى أنّ فايزر يحمي بنسبة 88% من المرض، حتى لو أصيب لا يدخل العناية ولا تكون العوارض قاسية عليه، أمّا من تلقّى جرعة واحدة فهو محمي بنسبة 36%، وغير الملقح معرّض للاصابة بالفيروس ودخول العناية”.

مطر: الفيروس ينطفئ مع الوقت

وتقول رئيسة “الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتورة مادونا مطر لـ”لبنان الكبير” إنّه “لا يمكن لفيروس أن يكون أخطر من الثاني. وعوارض كورونا والانفلونزا متشابهة كثيراً، فلا يمكننا أن نميز ما اذا كان المريض مصاباً بكورونا أو بالانفلونزا”.

وتتابع: “الانفلونزا يمكن أن يسبّب حمى ومشاكل في الرئة والتي من الممكن أن تؤذي، لكن أصبحنا على معرفة كاملة بالانفلونزا ولدينا ادوية لها. لكن لم يتبيّن بعد ما اذا كان لكورونا مضاعفات كبيرة خصوصاً على الاطفال”.

وبالنسبة لامكانية ضعف الفيروس واختفائه، توضح مطر: “كل الفيروسات عندما تنتقل من شخص لشخص يمكن أن تضعف أو تقوى، لكن مع الوقت يصبح الفيروس خفيفا وينطفئ ويكتسب المصاب تدريجيا نوعا من المناعة في مواجهته”.

شارك المقال